غروندبرغ لتجاوز التحديات القائمة وتمديد هدنة اليمن

نوه بشكل خاص بالدعم السعودي ودعا إلى ترتيبات أكثر استدامة

TT

غروندبرغ لتجاوز التحديات القائمة وتمديد هدنة اليمن

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس الثلاثاء أن الوضع «لا يحتمل العودة» إلى ما قبل الهدنة التي بدأت قبل ستة أسابيع، والتي تنتهي بعد نحو أسبوعين، مؤكداً أنه «يتفاعل» مع كل الأطراف لـ«تخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة»، بموازاة العمل على «إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات» من أجل التوصل إلى «ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية».
وكان غروندبرغ يتحدث عبر دائرة تلفزيونية داخل جلسة مغلقة لمجلس الأمن في نيويورك فأشار إلى هدنة الشهرين التي بدأت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، مضيفاً أنه في الأسابيع الستة الماضية، شهدنا» تأثيراً إيجابياً ملحوظاً على الحياة اليومية للكثير من اليمنيين». ورأى أنه قبل أشهر «ربما ظن الكثيرون أن تحقيق هذه الخطوة هو أمر مستحيل». وإذ هنأ الأطراف على اتخاذهم «خطوة شجاعة باتفاقهم على الهدنة لإعطاء الأولوية لتخفيف معاناة اليمنيات واليمنيين»، عرض لتطورات تنفيذ الهدنة، فاعتبر أن «الأمر الأكثر أهمية» هو أن الهدنة «لا تزال متماسكة عسكرياً»، مشيراً إلى انخفاض عدد الضحايا في صفوف المدنيين «بشكل ملموس». وكذلك انخفضت وتيرة القتال «بدرجة كبيرة»، ولاحظ أنه «لم تسجل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن»، علماً بأن «كل الجبهات في كل أنحاء اليمن شهدت هدوءاً ملحوظاً». وتحدث عن «تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة». لكنه أكد في الوقت ذاته وجود تقارير أخرى «مقلقة» في شأن استمرار القتال ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع. ولفت أيضاً إلى الرحلة التجارية الجوية الأولى منذ ست سنوات، والتي انطلقت من مطار صنعاء الدولي ووصلت الأردن الاثنين الماضي، بالإضافة إلى رحلة أخرى محملة بركاب يمنيين عادت من العاصمة الأردنية إلى صنعاء. وشكر للمملكة الأردنية «دعمها القيم في تيسير» الرحلتين. وكذلك شكر للحكومة اليمنية «ما أبدته من تعاون بنّاء ولإعلائها حاجات اليمنيين». وأكد أن «العمل جارٍ الآن مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة»، علماً بأن هناك سعياً إلى «بحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحاً أمام المسافرين». وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها اليوم الأربعاء.
وقال غروندبرغ أيضاً إن «الحكومة اليمنية سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن»، موضحاً أن ذلك «يفوق كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الأشهر الستة التي سبقت الهدنة». وأكد انحسار أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير. وتطرق إلى التزام عقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية حددت مسؤولين لحضور اجتماع في هذا الشأن برعاية الأمم المتحدة في عمَّان «في أقرب وقت ممكن فور «تعيين الحوثيين لممثليهم»، مؤكداً أن «هذه أولوية بالنسبة لي ولمكتبي». وقال إن «الوعد الذي تقدمه الهدنة للمدنيين هو وعد بقدر أكبر من الأمن وتحسين القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وتحسين حرية التنقل داخل اليمن ومنه وإليه». وأضاف أن «اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي»، مؤكداً أنه «سيستمر في التفاعل مع الأطراف والتحاور معهم لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة المقرر انتهائها بعد أسبوعين». وإذ عبر عن امتنانه للدعم المستمر والقوي من المجتمع الدولي في مناصرته لتنفيذ الهدنة وتمديدها، نوه «بشكل خاص بالدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية».
واعتبر المبعوث الأممي أن الهدنة «لحظة تاريخية»، ذكر بأنها «تتكون من مجموعة إجراءات موقتة واستثنائية تحتاج أن تدعم بعملية سياسية تساعد على استمراريتها». وأعلن أنه يواصل العمل على «إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة تعالج من خلالها الأطراف وغيرهم من اليمنيين قضايا حرجة الأهمية من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية». وأكد أنه «سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.