سريلانكا تقترب من أول تخلف عن سداد ديونها

وسط أزمة غير مسبوقة تهدد بانهيار الاقتصاد

تكاد الأزمة السياسية تطيح بالاقتصاد في سريلانكا (إ.ب.أ)
تكاد الأزمة السياسية تطيح بالاقتصاد في سريلانكا (إ.ب.أ)
TT

سريلانكا تقترب من أول تخلف عن سداد ديونها

تكاد الأزمة السياسية تطيح بالاقتصاد في سريلانكا (إ.ب.أ)
تكاد الأزمة السياسية تطيح بالاقتصاد في سريلانكا (إ.ب.أ)

تقترب سريلانكا بسرعة من أول تخلف عن سداد ديونها مع اقترب نهاية فترة السماح الخاصة بإصدارين من السندات، في أحدث ضربة مالية للدولة التي تعاني اضطرابات اقتصادية واجتماعية قوية.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أنه قد يتم إعلان سريلانكا رسميا دولة متخلفة عن سداد ديونها إذا فشلت في سداد فوائد السندات قبل الأربعاء المقبل، حيث تنتهي فترة سماح سداد الفوائد وقدرها 30 يوما.
وفي منتصف أبريل (نيسان) الماضي أعلنت حكومة سريلانكا اعتزامها التوقف عن سداد ديونها الخارجية للمحافظة على السيولة النقدية لاستيراد الغذاء والوقود، في ظل تدهور إيراداتها من العملات الأجنبية، مما دفع السلطات إلى فرض قيود على خروج الأموال والاستيراد.
وبعد أيام قليلة لم تتمكن من سريلانكا من سداد 78 مليون دولار كعائد مستحق على سندات تستحق الاسترداد عامي 2023 و2028 وهو ما اعتبرته مؤسسة «إس آند بي غلوبال ريتنجس»: «تخلفا انتقائيا عن السداد».
وقال كارلوس دو سوزا المدير في شركة فونتوبل أسيت مانجمنت لإدارة الأصول في مدينة زيوريخ السويسرية، إنه دون التوصل إلى اتفاق مع حملة السندات على تأجيل السداد سيتم اعتبار سريلانكا متخلفة عن السداد رسميا، وهو أمر خطير من الناحية القانونية، وإن لم يؤثر بشدة على الأسواق لأن سريلانكا تعتبر متخلفة عن السداد فعليا.
كان رئيس وزراء جديد أدى يوم الخميس الماضي اليمين الدستورية أمام رئيس سريلانكا غوتابايا راجاباكسا، في محاولة لوضع حد للاضطرابات السياسية وعنف الشوارع الذي يعصف بتلك الدولة التي تقع في جنوب آسيا. وبعد أسابيع من الاحتجاجات على نقص الوقود والمواد الغذائية والأدوية، والتي كانت سلمية في معظمها، عصفت الاحتجاجات بين المتظاهرين المناوئين للحكومة ومؤيدي الحزب الحاكم بالبلاد.
ويوم الاثنين، أعلن رئيس وزراء سريلانكا نفاد البترول في البلاد لعدم تمكن السلطات من تسديد ثمن واردات أساسية. وقال: «نفد البترول... في الوقت الحالي لدينا مخزونات من البترول تكفي ليوم فقط» محذرا من أن بلاده قد تواجه المزيد من الصعوبات في الأشهر القادمة.
وكان حاكم البنك المركزي حذر الأربعاء الماضي من أن اقتصاد البلاد «سينهار إلى حد لا يمكن إصلاحه» ما لم تُشكل حكومة جديدة في غضون يومين لإعادة إرساء الاستقرار السياسي. وأفاد بأن موجة العنف الأخيرة تخرج خطط المصرف للتعافي الاقتصادي عن مسارها. ولفت إلى أن الاستقرار السياسي ضروري لتطبيق إصلاحات اقتصادية تهدف لمعالجة أزمة الديون التي تعاني منها البلاد والنقص الشديد في العملات الأجنبية والواردات الأساسية.
وقال الحاكم ناندلال ويراسينغه للصحافيين في كولومبو: «ما لم تتشكل حكومة في اليومين القادمين، فسينهار الاقتصاد تماما ولن يكون من الممكن إنقاذه». وأضاف «كانت البلاد تنزلق سريعا على منحدر عندما تسلمت منصبي قبل أكثر من شهر بقليل. اعتقدت أنه سيكون بإمكاننا وقف ذلك، لكن مع أحداث الاثنين، لم تعد المكابح تعمل». وقال: «سينهار الاقتصاد تماما في غضون أسبوع إلى أسبوعين. لن يكون بإمكان أحد أن ينقذ سريلانكا في هذه المرحلة. وجودي هنا كحاكم لن يساعد». وأكد «سأستقيل ما لم يتم القيام بتحرك فوري لتشكيل حكومة».
وتواجه سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948 بعد نفاد النقد الأجنبي اللازم لتستورد الأساسيات. وتشكلت طوابير طويلة للحصول على الوقود والغذاء، ما تسبب بصعوبات شديدة لسكان الدولة البالغ عددهم 22 مليونا، ودفعهم لتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال ويراسينغه: «ما لم نحقق الاستقرار السياسي، سينفد ما تبقى لدينا من بنزين وديزل. وحينها، سيخرج الناس إلى الشوارع للتظاهر سواء تم ذلك سلميا أو بعنف».


مقالات ذات صلة

رئيس سريلانكا يتوقع استمرار الإفلاس حتى 2026

الاقتصاد طابور طويل أمام وزارة الهجرة السريلانكية للحصول على جوازات سفرهم خارج البلاد التي تعاني من إفلاس (إ.ب.أ)

رئيس سريلانكا يتوقع استمرار الإفلاس حتى 2026

قال رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه أمام البرلمان الأربعاء إن بلاده ستظل مفلسة حتى عام 2026 على الأقل، داعياً إلى دعم إصلاحاته لإنعاش الاقتصاد في ظل أزمة تاريخية. وقال ويكريميسينغه الذي تولى الرئاسة الصيف الماضي بعد استقالة غوتابايا راجاباكسا إن «تبني سياسات ضريبية جديدة هو قرار لا يحظى بشعبية. تذكروا أنني لست هنا لأتمتع بالشعبية بل أريد إخراج هذه البلاد من الأزمة التي تواجهها». ويحمل السكان ويكريميسينغه مسؤولية الأزمة في ظل نقص الغذاء والوقود والكهرباء والدواء.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه لدى وصوله لإلقاء كلمة أمام البرلمان في كولومبو (أ.ف.ب)

رئيس سريلانكا يتوقع البقاء في حالة إفلاس حتى 2026

قال رئيس سريلانكا رانيل ويكريميسينغه أمام البرلمان، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستظل مفلسة حتى عام 2026 على الأقل، داعيًا إلى دعم إصلاحاته لإنعاش الاقتصاد ظل أزمة تاريخية. وقال ويكريميسينغه الذي تولى الرئاسة الصيف الماضي بعد استقالة غوتابايا راجاباكسا إن «تبني سياسات ضريبية جديدة هو قرار لا يحظى بشعبية. تذكروا انني لست هناك لأتمتع بالشعبية بل أريد إخراج هذه البلاد من الأزمة التي تواجهها». وأضاف «إذا واصلنا خطة (الإصلاحات) يمكننا الخروج من الإفلاس بحلول 2026». ويحمل السكان ويكريميسينغه مسؤولية الأزمة في ظل نقص الغذاء والوقود والكهرباء والدواء.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
العالم الرئيس السريلانكي رانيل ويكريمسينغه خلال العرض العسكري (أ.ب)

الرئيس السريلانكي يدعو إلى التفكير في «الأخطاء» الماضية

بينما تمر البلاد بأزمة كبيرة، دعا الرئيس السريلانكي، رانيل ويكريمسينغه، خلال عرض عسكري بمناسبة مرور 75 عاماً على استقلال البلاد، إلى التفكير في «الأخطاء والإخفاقات» الماضية. ومنذ انتهاء الاستعمار البريطاني في 1948، قضت الدولة الجزيرة جزءاً كبيراً من تاريخها في حرب مع نفسها.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد صورة أرشيفية تظهر مسار قاطرات تنقل مواد تعدينية من مدينة الجبيل السعودية (غيتي)  -   نصير أحمد وزير البيئة السريلانكي

سريلانكا تتطلع للاستفادة من تجربة التعدين السعودية

شدد المهندس نصير أحمد وزير البيئة السريلانكي على آفاق التعاون بين كولمبو والرياض بمختلف المجالات، وقطاع التعدين على وجه التحديد، متطلعا إلى تعزيز التعاون مع السعودية بقطاع التعدين، والاستفادة من تجارب المملكة في تطوير الصناعة المعدنية وقوانين وأنظمة المعادن، والمواكبة، والنهوض بإمكانات بلاده المعدنية. ودعا نصير السعوديين للاستثمار بالقطاع في بلاده، وإقامة مشاريعهم الاستكشافية والقيمة المضافة للإنتاج التعديني في البلدين، مشيرا إلى أن بلاده بدأت حقبة جديدة في التنمية الاقتصادية والنمو، وفي طريقها لتجاوز التحديات التي أفرزت انهيارا اقتصاديا وضائقة مالية. وشدد نصير في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «على ا

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
العالم عناصر من جيش سريلانكا (أرشيفية - إ.ب.أ)

سريلانكا تخفض جيشها بنحو الثلث لخفض الإنفاق

قال وزير الدفاع السريلانكي، اليوم الجمعة، إن بلاده ستخفض قوام جيشها بما يصل إلى الثلث، إلى 135 ألفاً بحلول العام المقبل، وإلى 100 ألف بحلول عام 2030، فيما تحاول البلاد، التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ أكثر من سبعة عقود، خفض الإنفاق. وقال بريميتا باندارا تيناكون في بيان: «الإنفاق العسكري هو في الأساس نفقات تتحملها الدولة، التي تحفز بشكل غير مباشر وتفتح مجالات للنمو الاقتصادي عن طريق ضمان الأمن القومي وأمن السكان».

«الشرق الأوسط» (كولومبو)

الإبراهيم: الاستثمار ورأس المال الثابت يشكلان 25 % من الناتج المحلي

الإبراهيم متحدثاً للحضور خلال الجلسة الحوارية مع مجموعة من الوزراء (الشرق الأوسط)
الإبراهيم متحدثاً للحضور خلال الجلسة الحوارية مع مجموعة من الوزراء (الشرق الأوسط)
TT

الإبراهيم: الاستثمار ورأس المال الثابت يشكلان 25 % من الناتج المحلي

الإبراهيم متحدثاً للحضور خلال الجلسة الحوارية مع مجموعة من الوزراء (الشرق الأوسط)
الإبراهيم متحدثاً للحضور خلال الجلسة الحوارية مع مجموعة من الوزراء (الشرق الأوسط)

كشف وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم عن وصول نسبة الاستثمار ورأس المال الثابت إلى 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وقال إن هناك حاجة لمواصلة دعم النمو المستدام والابتكار في القطاعات غير النفطية.

وأوضح الإبراهيم، خلال جلسة حوارية بعنوان «تحدي الجاذبية: الدور المتغير للاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية»، ضمن المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار، أن «رؤية 2030» بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس، حيث تمكنت المملكة من استكشاف إمكانيات كبيرة لم تكن مستغَلة من قبل في مختلف القطاعات.

وتابع الإبراهيم أن بداية تنفيذ الرؤية كانت حاسمة وسريعة، إذ تمكنت من تحديد مسارات واضحة للنمو، لكنها تتطلب استمرار العمل والابتكار في المستقبل.

وقال إن المملكة تعمل على فتح قطاعات جديدة مثل التعدين، والسياحة، والثقافة، والرياضة، والترفيه، ما يعكس رؤيتها في تعزيز تنوع مصادر الدخل الوطني، مبيناً أن قطاع السياحة أسهم بشكل كبير في تعزيز النمو غير النفطي.

وشرح أن المملكة تعمل على تبنّي تقنيات جديدة في قطاعات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصناعات الدفاعية، والتعليم، والرعاية الصحية؛ بهدف تحقيق التميز والابتكار في هذه المجالات.

وأضاف أن بلاده تنتقل من الطاقة التقليدية إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتسعى لإحداث تحول كبير في مختلف القطاعات، بما يخدم المصالح الوطنية ويرسخ مكانة البلاد عالمياً.

وشدد وزير الاقتصاد على أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين للوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز قدرة المملكة على المنافسة عالمياً من خلال الابتكار المستمر، مؤكداً أن الرياض أصبحت منصة أساسية للدول الراغبة في الوصول إلى أسواق جديدة، بما يعزز استقرار النمو العالمي.

وفي الجلسة نفسها، ذكر نائب وزير الخارجية للدبلوماسية الاقتصادية والانفتاح كوستاس فراغكوجيانيس أن بلاده تعمل على جذب الاستثمارات، مع وضع قطاع الغاز في الحسبان لوصولها إلى الأسواق الأوروبية، كاشفاً عن وجود نقاشات مع السعودية وبعض الدول للاستثمار في قطاع الغاز.

بدوره، تطرّق وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، المهندس حسن الخطيب، إلى الاستثمارات الحالية بين القاهرة والرياض، والاتفاقيات فيما يخص الطاقة والغاز، والتعاون أيضاً في السياحة المتبادلة.