غانتس إلى واشنطن للدفاع عن «الاستيطان» والإجراءات الإسرائيلية في الضفة

أول زيارة لبنيت إلى مستوطنة منذ توليه رئاسة الحكومة

غانتس يصافح بلينكن خلال اجتماع في القدس مارس الماضي (رويترز)
غانتس يصافح بلينكن خلال اجتماع في القدس مارس الماضي (رويترز)
TT

غانتس إلى واشنطن للدفاع عن «الاستيطان» والإجراءات الإسرائيلية في الضفة

غانتس يصافح بلينكن خلال اجتماع في القدس مارس الماضي (رويترز)
غانتس يصافح بلينكن خلال اجتماع في القدس مارس الماضي (رويترز)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أنه ينوي السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، غداً الأربعاء، ويلتقي نظيره لويد أوستن وغيره من المسؤولين: «للتداول في قضايا تهم البلدين».
لكن مصدراً في وزارته، قال إنه سيحاول الدفاع عن قرار حكومته بناء حوالي 4 آلاف وحدة سكن جديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقال المصدر، إن الولايات المتحدة كانت قد انتقدت بشدة القرار الاستيطاني، كما انتقدت العمليات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية والقدس؛ خصوصاً اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة تحمل الجنسية الأميركية، والاعتداء الفظ على مواكب تشييع جثمانها. غانتس سيحمل معه نتائج التحقيق الذي أجراه ضابط إسرائيلي حول الاغتيال.
وكان غانتس قد رتب مسبقاً المشاركة في حدثين يهوديين، يقامان بتنظيم من وزارة الدفاع الإسرائيلية والمنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية، لجمع تبرعات للجيش الإسرائيلي.
لكن اغتيال أبو عاقلة وما أحاط به ورافقه من اعتداءات أخرى ورد الفعل الأميركي، جعل غانتس يطلب لقاء مسؤولين أميركيين.
وكان وزير الخارجية الأميركيّ، أنتوني بلينكن، قد أعلن نهاية الأسبوع الماضي، أنه «يجب أن يكون هناك تحقيق فوري في الملابسات التي قادت إلى مقتل الصحافية شيرين»، وقال إنه تحدث إلى شقيق شيرين أبو عاقلة، أنطوان، وعبر له عن التعازي الحارة لفقدان شيرين، وتقدير بلاده للعمل الصحافي الذي قدمته.
المعروف أن الرئيس جو بايدن كان يخطط لزيارة إسرائيل في شهر يونيو (حزيران) القادم، في إطار مساندته لرئيس الوزراء، نفتالي بنيت، بمواجهة الخصم اللدود لكليهما، بنيامين نتنياهو، الذي يترأس المعارضة الإسرائيلية، ويوجه انتقادات شديدة لسياسة بايدن، ويتهم بنيت بالخنوع أمام الإدارة الأميركية في الموضوع الإيراني.
ولكن الإدارة الأميركية توجهت في الأسابيع الأخيرة عدة مرات إلى حكومة بنيت، محذرة من مغبة المصادقة على مشروعات استيطانية جديدة.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدس، في حينه، إن إدارة الأميركية أوضحت لإسرائيل عدة مرات، أنها تعارض بشدة أي بناء في المستوطنات.
وقال: «لقد كنا واضحين مع الإسرائيليين بشأن معارضتنا لأعمال بناء جديدة في المستوطنات».
وبعد أيام من هذا التصريح، اجتمعت اللجنة الفرعية للاستيطان في مجلس التخطيط الأعلى التابع لـ«الإدارة المدنية» في الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، وصادقت على الإيداع وعلى مخططات استيطانية جديدة تشمل 3988 وحدة سكنية في المستوطنات. وهذه اللجنة وكذلك المجلس، تابعان لصلاحيات غانتس، وحصلا على موافقته سلفاً على مشروعات الاستيطان الجديدة.
وعلى أثر ذلك، أعربت مصادر سياسية في تل أبيب، عن خشيتها من رد فعل أميركي غاضب يجعل الأميركيين يلغون أو يؤجلون زيارة الرئيس، مع العلم بأن إسرائيل كانت تسعى إلى عقد اجتماع لقادة دول «اتفاقيات أبراهام» إضافة إلى مصر والأردن، خلال زيارة بايدن. ولذلك، فإن غانتس سيحاول إقناع واشنطن بضرورة الاستمرار في الزيارة، والامتناع عن اتخاذ إجراءات تؤجلها أو تلغيها، وسيوضح المواقف الإسرائيلية في تلك المواضيع الخلافية.
في السياق، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيت، قرر القيام بخطوات سياسية ذات طابع يميني، بغرض تعزيز حزبه «يمينا» ومنع انشقاقات إضافية عنه. وستكون الخطوة الأولى زيارة مستوطنة «إلقنا» في الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، وذلك في أول زيارة له للمستوطنات، منذ توليه رئاسة الوزراء. وقد تم ترتيب الزيارة في إطار المشاركة في الاحتفال بمرور 45 عاماً على تأسيس المستوطنة المذكورة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«لا يسعني الكلام»... معتقل سابق يستعيد معاناته في مطار المزة العسكري

رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
TT

«لا يسعني الكلام»... معتقل سابق يستعيد معاناته في مطار المزة العسكري

رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)
رجلان سوريان يُظهران تخلي القوات السورية عن مركباتها العسكرية قرب مطار المزة العسكري خارج دمشق (أ.ف.ب)

أدى انسحاب قوات بشار الأسد من مطار المزة العسكري عند مشارف العاصمة دمشق إلى سلسلة من الغارات الإسرائيلية بهدف الحؤول دون سقوط ترسانة الأسلحة في أيدي الفصائل المعارضة.

وسمح ذلك أيضاً لمعتقل سوري سابق باستعادة ذكرى المعاناة التي تكبّدها على يد قوات الرئيس المخلوع.

وسقط الحكم السابق بفرار بشار الأسد الأحد. والأربعاء، راح أفراد شباب من الفصائل المسلحة يجولون في أرجاء المزة مطلقين النار في الجو من حين إلى آخر من مضادات طيران سوفياتية الصنع قديمة.

وينتشر حطام طائرات مقاتلة ومروحيات على مدرج المطار العسكري وقد دمرت بعضها غارة إسرائيلية إلا أن المكاتب وورشات التدريب خربها خصوم الأسد المحليون.

مروحية تابعة للقوات السورية محترقة بعد قصف الجيش الإسرائيلي مستودعات أسلحة بالقرب من معسكر المزة (أ.ف.ب)

وأخرجت كومة من المخدرات يبدو أنها أقراص كبتاغون من مبنى تابع للقوات الجوية وأتلفت حرقاً. وكانت النيران لا تزال مشتعلة عند وصول فريق وكالة وكالة الصحافة الفرنسية إلى المكان.

لم تكن المزة قاعدة عسكرية للمقاتلات والمروحيات الهجومية فحسب بل هي أيضاً سجن يديره فرع الاستخبارات في القوات الجوية.

الأربعاء، راح رياض حلاق البالغ 40 عاماً والأب لثلاثة أبناء، يفتش بين أنقاض قاعة مؤتمرات ضمت في فترة من الفترات 225 معتقلاً.

أوثق وضرب

في بدايات الحرب الأهلية السورية التي امتدت 13 عاماً، اعتقل حلاق في 2012 خلال مشاركته في تشييع محتجين قتلوا برصاص القوى الأمنية.

وقد أُوثق حلاق وضُرب واحتُجز لمدة شهر في غرفة تدريب للطيارين قبل أن ينقل إلى منشأة أخرى اعتُقل فيها لشهرين و13 يوماً إضافياً.

عندما سمع المقاتلون الملتحون عند المدخل قصته، سمحوا له بالعودة إلى مسرح معاناته ليحصل على أدلة يأمل في أن تساعد عائلات أخرى في إيجاد أحباء مفقودين.

هنا، صورة الأسد ملقاة على الأرض إلى جانب شعار فرع الاستخبارات في القوات الجوية، ولفة أسلاك شائكة بين منضدات كان يجلس عليها التلاميذ الطيارون لتلقي تدريبهم.

يروي حلاق كيف أنه لم يكن يُسمح له بالخروج من القاعة خلال شهر كامل إلا مرتين في اليوم لاستخدام المرحاض في مجموعة من ثلاثة معتقلين كانوا ينامون متلاصقين على الأرض الخرسانية الباردة.

في أحد الأيام، سُمع دوي انفجار في الخارج، ففرح مع المعتقلين الآخرين أملاً في أن تكون الفصائل المسلحة تقتحم المطار إلا أن ضابطاً رفيع المستوى سخر منهم وكذلك فعل جنود استرسلوا بالضحك.

وقال حلاق لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان: «لو كان أحد منا يشتكي من الظروف يقول الضابط لنا إننا نتلقى معاملة 5 نجوم، مهدداً بنقلنا إلى مكان آخر».

أنجب حلاق مع زوجته ثلاثة أطفال وبات بإمكان العائلة الآن أن تأمل في العيش بحرية أكبر في سوريا التي تخلصت من حكم عائلة الأسد الذي استمر لنصف قرن.

وفيما كان يفتش عن ملفات آملاً في أن تساعده في إلقاء الضوء على معاناته ومصير أصدقاء مفقودين، واجه صعوبة على غرار كثيرين في سوريا في التعبير عن مشاعره.

ويقول: «من الصعب التفسير. لا أجد كلمات لأوصف ذلك. لا يسعني الكلام».

الجيش الإسرائيلي قصف مستودعات أسلحة بالقرب من معسكر المزة (أ.ف.ب)

الكبتاغون

أعرب مراقبون دوليون عن مخاوف من السماح بسيطرة «هيئة تحرير الشام» على قواعد عسكرية، ما يعني حصولها على أسلحة كيماوية.

وتذرعت إسرائيل بهذا الخوف لتبرير غارات جوية كثيفة طالت إحداها مطار المزة العسكري.

إلا أن أخطر المواد التي شاهدها فريق وكالة الصحافة الفرنسية هي كميات من الكبتاغون.

وكان معروفاً أن إنتاج هذه المخدرات يتم بكميات هائلة في عهد بشار الأسد لتمويل مجهود الحرب.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين سوريين يشتبه في ضلوعهم في هذه التجارة، وضبط جيران سوريا ملايين أقراص الكبتاغون في معركة خاسرة للجم انتشارها.