ترحيب أممي ودولي بتسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء

وسط دعوات لتنفيذ بقية بنود الهدنة وفك الحصار عن تعز

TT

ترحيب أممي ودولي بتسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء

وسط دعوات لتنفيذ بقية بنود الهدنة الإنسانية في اليمن، لقي تسيير أول رحلة تجارية من مطار صنعاء أمس (الاثنين) ترحيباً أممياً، خصوصاً أنها الرحلة الأولى منذ نحو 6 سنوات.
وكانت المساعي الأممية واليمنية وجهود تحالف دعم الشرعية أفضت أخيراً إلى التغلب على العراقيل الحوثية التي حالت دون بدء الرحلات بعد إعلان الهدنة مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وفي مقدم هذه العراقيل ما يتعلق بوثائق السفر الصادرة من صنعاء وبقية المناطق الخاضعة للانقلابيين.
وشوهدت طائرة «الخطوط الجوية اليمنية» وهي تحط في مطار صنعاء آتية من عدن قبل أن تقلع باتجاه العاصمة الأردنية عمّان؛ وهي إحدى الوجهتين المحددتين للرحلات بموجب اتفاق الهدنة، إضافة إلى العاصمة المصرية القاهرة التي لم يُتوصل بعد إلى اتفاق مع السلطات فيها لبدء تسيير الرحلات.
وفي حين رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ نحو 6 سنوات ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة، أفاد بأنه كان على متنها حين إقلاعها صباحا 130 من الركاب اليمنيين، معرباً عن امتنانه للمملكة الأردنية الهاشمية «لدعمها القيم وتعاون الحكومة اليمنية البناء في تيسير الرحلة».
وقال غروندبرغ في بيان: «أود أن أهنئ جميع اليمنيين على هذه الخطوة المهمة التي طال انتظارها، والتي آمل أن توفر بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي في الخارج، أو الذين يسعون إلى فرص التعليم والعمل، أو لمّ الشمل مع أحبائهم. إن هذا هو وقت التضافر وبذل مزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام».
وشدد المبعوث الأممي على أن «يتم بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة».
وأضاف: «كانت هذه الالتزامات في الأساس وعداً لليمنيات واليمنيين بمزيد من الأمن، وبقدرة أفضل على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، وبتحسين حرية التنقل داخل اليمن وإليه ومنه».
وأكد أن «إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز أمر أساسي لتحقيق هذا الوعد»، متوقعاً «من الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات في اليمن وفقاً لبنود اتفاق الهدنة».
من جهتها؛ رحبت فرنسا بتسيير الرحلة الأولى من مطار صنعاء، وقالت سفارتها لدى اليمن في تغريدة على «تويتر»: «كان اليمنيون يترقبون هذا الخبر بفارغ الصبر. وتشيد فرنسا بالدور الرئيس الذي تقوم به الأمم المتحدة والأردن، وتؤكد مجدداً دعمها الكامل للمبعوث الأممي في جهوده المبذولة للحفاظ على الهدنة واستئناف العملية السياسية، كما تشيد بجهود رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، والحكومة اليمنية المبذولة لإزاحة جميع العقبات أمام هذا التطور الذي يصب في مصلحة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته».
وأكدت السفارة الفرنسية أنه «بعد هذه الخطوات المهمة المتمثلة بوصول شحنات النفط إلى ميناء الحديدة، ووصول أول رحلة تجارية لمطار صنعاء الدولي، حان الوقت لرؤية الحوثيين يقومون أخيراً بخطوة أولى ملموسة لصالح السلام، وإعادة فتح الطرق في تعز؛ الذي أصبح أمراً ضرورياً، ويجب أن يتم ذلك دون تأخير».
في السياق نفسه؛ رحب الاتحاد الأوروبي بالخطوة التي قال إنها «مهمة لدعم الهدنة» وشدد في تغريدة على «تويتر» على أنه «يجب على الأطراف مواصلة المشاركة البناءة مع الأمم المتحدة، وبدء المفاوضات لإعادة فتح الطرق، لا سيما إلى تعز».
من جانبها، رحبت السفارة الأميركية لدى اليمن في تغريدة مماثلة بالرحلة من صنعاء إلى عمان، وقالت إنها تتطلع «إلى تنفيذ باقي بنود الهدنة؛ بما في ذلك فتح الطرق المؤدية إلى تعز»، داعية جميع الأطراف إلى «العمل معاً من أجل سلام دائم».
ورغم المخاوف السائدة في الشارع اليمني من إمكانية استغلال الحوثيين مثل هذه الرحلات لخدمة أجندة الجماعة السياسية والعسكرية، فإن الحكومة اليمنية ترى في السماح باستئناف الطيران التجاري من مطار صنعاء خطوة للتخفيف من معاناة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة والراغبين في السفر.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».