«التفضيلي» يزعج «الثنائي الشيعي» في عقر داره

استحضار الحسين في التجييش لمعركة جنوب لبنان

نائب «حزب الله» حسن فضل الله يتحدث مع مريضة أحضرت للاقتراع في جنوب لبنان (رويترز)
نائب «حزب الله» حسن فضل الله يتحدث مع مريضة أحضرت للاقتراع في جنوب لبنان (رويترز)
TT

«التفضيلي» يزعج «الثنائي الشيعي» في عقر داره

نائب «حزب الله» حسن فضل الله يتحدث مع مريضة أحضرت للاقتراع في جنوب لبنان (رويترز)
نائب «حزب الله» حسن فضل الله يتحدث مع مريضة أحضرت للاقتراع في جنوب لبنان (رويترز)

دارت في دائرتي جنوب لبنان الثانية والثالثة، حيث الغالبية الشيعية، معركة أحجام بين «حزب الله» وحركة «أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، داخل اللائحة الواحدة التي تجمعهما كحليفين «ثابتين» في كل انتخابات تخاض في مناطق الجنوب.
فالحزب والحركة يتقاسمان عادة كل المناصب الشيعية الممكنة، في الحكومة والبرلمان والبلديات والإدارة، بما يجعلها معركة غير متكافئة مع العناصر «المتمردة» الخارجة عن طوع الحليفين الاستراتيجيين. لكن معركة الانتخابات النيابية تأخذ عادة بعدا مختلفا، يتعلق بقوة ونفوذ كل طرف منهما داخل البيت الشيعي، وكل ذلك يترجم من خلال «الصوت التفضيلي»، وأي من الطرفين سيحوز أصواتا تفضيلية أكثر، باعتبار أن أنصار الطرفين يصوتان للائحة كاملة، فيما يجري التمييز بينهما من خلال الصوت التفضيلي.
ويقول حسن، أحد مناصري «أمل» في منطقة النبطية (دائرة الجنوب الثالثة)، إنه لن يعطي صوته التفضيلي لابن المدينة ناصر جابر، بل لـ«أبو حسن قبيسي»، في إشارة للنائب هاني قبيسي الذي يتنافس على الأصوات التفضيلية مع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد. ويشير إلى أنه رغم أن جابر، مرشح الرئيس بري، إلا أنه فائز أياً كانت الأصوات التفضيلية التي سوف يحصل عليها و«نحن نريد أن نثبت وجودنا».
وتعتبر الدائرتان معقلا أساسيا لـ«الثنائي الشيعي»، وهما تضمان معا نحو 800 ألف ناخب، نحو 500 ألف منهم في الدائرة الثالثة التي تضم قرى النبطية وبنت جبيل ذات الثقل الشيعي، ومرجعيون التي يوجد فيها تأثير مسيحي ضعيف، وحاصبيا ذات الغالبية الدرزية التائهة في بحر من الأصوات الشيعية.
وسعى «الثنائي»، الذي يختلف اللبنانيون على تسميته، بين موالٍ يقول «الثنائي الوطني» ومعارض يسميه «الثنائي الطائفي» ومحايد يطلق عليه تسمية «الثنائي الشيعي»، إلى حشد الناخبين ورفع نسبة التصويت لمنع أي خروقات للوائحه، والحصول على المقاعد الـ18 التي تضمها الدائرتان، ومن بينها مقعدان مسيحيان ومقعد سني وآخر درزي.
ورغم حركة الاعتراض التي واجهها «الثنائي» في بيئته الحاضنة، إلا أن التحشيد الذي قام به الطرفان، أثمر عودة كثيرين إلى «بيت الطاعة» الطائفي. ويقول محمد، الرجل السبعيني، وهو يقترع في إحدى دوائر النبطية بأنه كان مصرا على عدم التصويت، لكنه سمع أحد المرشحين يقول إنه «يريد تحرير الإمام الحسين من الشيعة»، فقرر النزول للاقتراع. ورغم أن كلام المرشح أتى في سياق تغريدة قديمة، نبشها أنصار الحزب وبدأوا تداولها، وتحريفها، إلا أنها كان لها فعل تجييشي قوي، خصوصاً أن أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله خصص جزءا من خطابه الأخير للحديث عنها، واصفا المرشح بـ«الأجدب» أي الأبله، لتصبح هذه الكلمة وسماً على «توتير».
أما التحشيد المقابل، فكان في توزيع ملايين الليترات من البنزين على المناصرين من أجل التوجه إلى الجنوب للاقتراع. وقد خصص لكل سيارة نحو 40 ليترا من الوقود يزيد ثمنها عن مليون ليرة لبنانية، ساهمت في تحريك عجلة الاقتراع جنوبا.
وفيما كانت الصورة في بعض دوائر الجنوب طبيعية، خصوصاً تلك ذات الغالبية المسيحية، إلا أنه في المناطق ذات الثقل الشيعي، كان واضحا تسيد «الثنائي» للساحة، سواء من جهة الشعارات والمواكب السيارة، أو من خلال غياب المندوبين للوائح المعارضة عن أقلام الاقتراع بشكل لافت، بحيث يغيب عن الساحة أي اعتراض ممكن على مجريات العملية التي جرت «داخل العائلة» فالمندوبون وبعض رؤساء الأقلام كانوا من طرف واحد وهو ما يخشى أن يترجم في نتائج الانتخابات كما يقول أحد المرشحين، شاكيا من رفض الكثيرين من القيام بدور المندوب له، ومن قبل بذلك طلب ثمنا مرتفعا «بدلا للإهانات التي سيتعرض لها».
وهكذا لم يعد أمام المعترضين، إلا المقاطعة، كحال أحمد، صاحب متجر لبيع الورود فتح متجره رغم الإقفال العام. ويقول بسخرية لدى سؤاله عن سبب عدم رغبته بالاقتراع: «أي انتخابات؟ انتخابات الرئاسة، أم انتخاب الأمين العام للأمم المتحدة؟». ويضيف: «نحن أهل الجنوب كنا أفضل حالا من أهل البقاع والشمال، نلنا نحو 10 في المائة من المشاريع والخدمات، فيما لم ينالوا شيئا».


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.