مصر: قضية «محتالي أسوان» تتسع... واتهامات لـ«الإخوان» بـ«إثارة البلبلة»

الحكومة تعِد الأهالي الغاضبين بـ«استعادة حقوقهم»

محافظ أسوان يلتقي عدداً من البرلمانيين لبحث أزمة «الأموال المنهوبة» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
محافظ أسوان يلتقي عدداً من البرلمانيين لبحث أزمة «الأموال المنهوبة» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
TT

مصر: قضية «محتالي أسوان» تتسع... واتهامات لـ«الإخوان» بـ«إثارة البلبلة»

محافظ أسوان يلتقي عدداً من البرلمانيين لبحث أزمة «الأموال المنهوبة» (الصفحة الرسمية للمحافظة)
محافظ أسوان يلتقي عدداً من البرلمانيين لبحث أزمة «الأموال المنهوبة» (الصفحة الرسمية للمحافظة)

اتخذت قضية «محتالي أسوان» التي شغلت الرأي العام المصري على مدار الأيام الماضية، منعطفاً واسعاً، أمس، بعد تجمهر عدد من الأهالي الغاضبين في أكثر من مدينة جنوب البلاد، للمطالبة بأموالهم التي استولى عليها عدد من المتهمين بداعي توظيفها وتحقيق أرباح طائلة. وبينما وعدت الحكومة الأهالي بـ«استعادة حقوقهم»، وجهت اتهامات لجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة، بإطلاق شائعات حول الأحداث بهدف «إثارة البلبلة».
وخلال اليومين الماضيين ألقت الداخلية المصرية القبض على 3 ممن أُطلق عليهم لقب «المستريح»، متهمين بالاستيلاء على ملايين الجنيهات من المواطنين، بينما نجح رابع في الفرار.
ويُعرف «المستريح» شعبياً بنوع من المحتالين، يجمع أموالاً من المواطنين، وهي ظاهرة منتشرة أكثر في القرى والريف، تحت وعود بدفع أرباح شهرية ضخمة، قبل أن يهرب بعد الاستيلاء على أموال ضحاياه.
ومساء أول من أمس (السبت) تجمع عدد من أهالي مدينة إدفو بأسوان (جنوب مصر)، أمام منزل أحد المتهمين، بعدما علموا بقيامه بتحميل سيارتين بالخزائن المملوءة بالأموال والهرب باتجاه المناطق الجبلية الوعرة. وأشعل الأهالي إطارات السيارات، كما قاموا بالهجوم على مبانٍ تابعة للمتهم ومستشفى المدينة.
كما شهدت قرى المريناب والبصيلية والمعمارية والكلح، أعمال تجمهر من الضحايا الذين أودعوا ملايين الجنيهات لدى المتهمين. وفي محاولة للحكومة بهدف السيطرة على الموقف، اجتمع محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، أمس، مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، معلناً التنسيق مع قوات مديرية أمن أسوان، لنقل رؤوس الماشية والجمال الخاصة بالمتهمين بالنصب المقبوض عليهم، والتحفظ عليها بأحد المحاجر البيطرية. وأضاف المحافظ أنه سيجري توفير الرعاية الغذائية والبيطرية لهذه الثروة الحيوانية بإشراف من النيابة العامة، والتي ستقوم بتشكيل لجنة متخصصة ومحايدة لبيعها بالمزاد العلني بكل شفافية ونزاهة، من أجل توجيه عوائده المالية لتعويض المواطنين الذين تعرضوا للنصب.
وكشف محافظ أسوان عن أن هناك متابعة من اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، للموقف أولاً بأول، بجانب وجود تنسيق كامل على أعلى مستوى مع وزراء العدل والداخلية والنائب العام، بالإضافة إلى المحامي العام لنيابات أسوان، لعودة الحقوق لأصحابها في ظل المتابعة اللحظية من المحافظة للإسراع في الإجراءات اللازمة لرعاية هذه الثروة الحيوانية، والتصرف فيها بواسطة النيابة العامة.
في السياق ذاته، نفى مصدر أمني صحة ما تم تداوله على بعض الصفحات الموالية لجماعة «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود علاقة بين شخص قام بالنصب على عدد من المواطنين بمركز إدفو بمحافظة أسوان والاستيلاء على أموالهم بقصد توظيفها، وأحد ضباط الشرطة. وأكد المصدر –كما أشارت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية- أن «ما تم تداوله في هذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة، جملة وتفصيلاً»، مؤكداً أنه «يأتي ذلك في إطار نهج الجماعة الإرهابية في نشر الأخبار الكاذبة لإثارة البلبلة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.