«بعد توهم»... ديستوبيا تدهور الأرض في عمل فني بالرياض

زهرة الغامدي أثناء اشتغالها على العمل في الرياض
زهرة الغامدي أثناء اشتغالها على العمل في الرياض
TT

«بعد توهم»... ديستوبيا تدهور الأرض في عمل فني بالرياض

زهرة الغامدي أثناء اشتغالها على العمل في الرياض
زهرة الغامدي أثناء اشتغالها على العمل في الرياض

كيف ينجو كوكب الأرض من الكوارث المحتملة؟ هذا السؤال هو نقطة ارتكاز عمل الفنانة السعودية الدكتورة زهرة الغامدي «بعد توهم»، الذي يقدم سيناريو مرعباً لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، عبر رسالة فنية أشعلت الفنانة شرارتها في بينالي البندقية بإيطاليا عام 2019. ومن ثم انتقلت لباريس، لتحط رحالها اليوم في الرياض بمعرض «تعاودني خيالات»، الذي ينظمه معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك» في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون.
وتخطط الفنانة لأن يُقدم العمل قريباً، في معرضين بواشنطن ولندن، لتجوب رسالتها العالم، حيث تدور فكرة العمل حول كارثة تصيب الأرض فتغادر الأرواح أجسادها، ويظهر الوباء في صورة مرض معدٍ يفرز فطريات سريعة الانتشار، تتسم بأشكالها العضوية. ويزداد نمو هذه الفطريات بكل ما يحيط بها من مؤثرات سلبية، مثل: التلوث، وجفاف المياه، والتصحر، والحروب، والأشرار من البشر.
وتتخيّل زهرة الغامدي أن هذه الفطريات تحاول مغادرة الأرض المريضة، لتسكن أجساداً أخرى في حياة أخرى، ورغم أن العمل هو ديستوبيا مغرقة بالخيال المتشائم لما ممكن أن تصل إليه ماسي الكوارث، فإن الغامدي تبين أنه يهدف إلى توجيه الانتباه إلى الانتهاكات الجسيمة، التي تتعرض لها الأرض من تعاملات غير إنسانية تقتل كل ما هو حي على هذا الكوكب، ويضم عملها الذي استخدمت فيه الجلد الطبيعي المُشكل يدوياً، أكثر من 18 ألف قطعة داخل المعرض الذي يستمر حتى منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل.

                                                  العمل الذي أخذ صدى عالمياً يُعرض لأول مرة في السعودية
حكاية القطع
تتحدث زهرة الغامدي لـ«الشرق الأوسط» عن قطع العمل، مبينة أنها بدأت في «غاليري أثر» بمدينة جدة، خلال مادة درستها في أشغال الجلود، قائلة: «كنا نستخدم هذه الجلود ونعمل منها حقائب وأحذية وأحزمة وإكسسوارات، لذا فأنا أعرف أن الجلود تتأثر بالماء، ولطالما شعرت بها وكأنها كائن حي، يحتاج من يعرف كيف يتفاهم معه».
بعد ذلك، سافرت زهرة الغامدي إلى الخارج، وهناك أدركت أنه من غير الضروري اتباع كل الخطوات التي درستها، لتجد نفسها تفكر بما هو أبعد وبحرية أكبر، وعندما عادت اهتمت بالتجارب على الجلد، وكانت تستخدم الزخارف المستوحاة من النقوش الدارجة في فن العمارة، إلى أن جربت خياطة القطع ووضعها في الماء، ومنذ المرة الأولى تفاجأت بنتيجة هذه التجربة، حيث تحولت الرسمة والفتحات لأشكال أخرى.
تقول زهرة الغامدي، إنها بدأت بإخراج القطع من الماء وهي مذهولة، وتفاجأت بما رأت، وتشير إلى أن النقلة التي حدثت جاءت من تكنيك استخدام المياه الساخنة وتأثيرها على القطع، حيث بدأت تتولد مخلوقات جديدة، كما تحب زهرة الغامدي أن تسميها، وفي بينالي البندقية عام 2019. جاءت القصة الكبيرة مع خروج هذه القطع إلى العالمية.

تنقل عالمي
زهرة الغامدي التي أنجزت أكثر من 52 آلف قطعة ذاك الحين، تؤكد أنه من الاستحالة أن تتشابه قطعتان منهما، مرجعة ذلك لكون قطعها المصنوعة يدوياً لها مقاسات وحين توضح في الماء مباشرة فإنها تتغير شكلاً ولوناً. ولاحقاً ذهبت هذه القطع إلى متحف بومبيدو في باريس، ثم طلب منها معهد مسك أن تعمل على هذه القطع بأسلوبها في معرض فني، واستغرق منها تركيب القطع نحو 3 أسابيع، بعمل 8 ساعات يومياً، مؤكدة أنها كانت شغوفة بأن تعرض هذه القطع في بلادها، ولاحظت تفاعلاً كبيراً من زوار المعرض بالرياض.
تقول زهرة الغامدي: «من أهم أهدافي الآن، عرض القطع في واشنطن ولندن، في معرضين مقبلين. وأسعى إلى أن تزور العالم كله، فأنا أتخيلها مخلوقات تنمو في كل مكان في العالم». والفنانة زهرة الغامدي، هي من مواليد مدينة الباحة، ومقيمة في مدينة جدة، وتستخدم المواد الطبيعية (كالتراب والجلد والأحجار) في صناعة أعمال فنية تبتكرها، خصوصاً للمواقع التي تعرض فيها، وتشكّل امتداداً لروح الأرض وعمق الثقافة. حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة «كوفنتري» في إنجلترا، وخلال دراستها عملت على استكشاف فنون العمارة التقليدية في جنوب غربي السعودية.

«تعاودني خيالات»
عودة لمعرض «تعاودني خيالات»، فهو يضم نخبة من الفنانين الصاعدين السعوديين والعالميين، ويقدم لزواره تجربة غير اعتيادية بين أعمال الفنانين الـ11 ووسائلهم التي عاودوا بها خيالاتهم وأعادوها في سياقات تفسر ما يعنيه التأني والوعي والإبقاء، بتنسيق القيّم الفني، سامويل ليوينبيرغر، والقيم الفني المساعد في معهد مسك للفنون، نورة سعود القصيبي.
ويجسد معرض «تعاودني خيالات»، أوجه تخليد اللحظات الاستثنائية التي لا تُعاد في مجتمعاتنا الآخذة في التطور، كالتغيرات الاجتماعية والجغرافية التي نشهدها اليوم، من خلال أعمال فنية تنوعت بين المجسمات والتراكيب الفنية والصور والفيديو، ومن المقرر أن يتضمن المعرض أنشطة وبرامج تعليمية مصاحبة، منها: حلقات نقاش، ودورات مختصة للفنانين، وورش عمل للمجتمع، كما يقام المعرض فعلياً في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون في الرياض، وافتراضياً أيضاً على موقع معهد مسك للفنون الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دموع «أضواء» شاهدة على عظم الإنجاز

أضواء العريفي لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم المونديال (حساب بدر الحمد على «إكس»)
أضواء العريفي لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم المونديال (حساب بدر الحمد على «إكس»)
TT

دموع «أضواء» شاهدة على عظم الإنجاز

أضواء العريفي لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم المونديال (حساب بدر الحمد على «إكس»)
أضواء العريفي لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم المونديال (حساب بدر الحمد على «إكس»)

لم تتمالك أضواء العريفي مساعد الوزير لشؤون الرياضة في وزارة الرياضة، دموعها لحظة الإعلان الرسمي عن استضافة المملكة لمونديال 2034، لتشرح تلك اللحظة العاطفية حجم الإنجاز المونديالي الكبير الذي عانقته المملكة، في هذا اليوم الاستثنائي الذي عمت فيه الفرحة أرجاء البلاد.

وكانت العريفي قد حضرت إلى جانب وزير الرياضة الأمير عبد العزيز الفيصل في مقر معرض ملف «ترشح السعودية 2034» خلال أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي «الفيفا» الذي أعلن استضافة السعودية كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها عام 2034، لتؤكد المملكة صعودها الصاروخي في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.

العريفي تحتفل بالإنجاز من مقر ملف ترشح السعوديه 2034 (حساب بدر الحمد على «إكس»)

وقالت العريفي في تغريدة على منصة «إكس»: بدعمٍ سخي من القيادة الرشيدة الأحلام تتحوّل إلى واقع.

ومنذ التحاقها بمنظومة الرياضة السعودية، كانت العريفي نموذجاً حياً للسيدة الطامحة إلى الإنجازات الميدانية وتشكيل الفارق، ولقد ساهمت في تطوير الرياضة النسائية، خلال عملها عضواً بمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العربية السعودية، وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكانت قد حصلت على جائزة المرأة في الرياضة لعام 2020، نظير مساهمتها في نشر الرياضة النسائية بالمملكة.