حيرة محبي المسلسل الأميركي «بريدجيرتون» تتكرر في الواقع

الوفاة بلدغة النحل تجمع بين بطل العمل وشاب مصري

لدغة النحلة يمكن أن تسبب الوفاة عند بعض الأشخاص (جامعة نورث إيسترن الأميركية)
لدغة النحلة يمكن أن تسبب الوفاة عند بعض الأشخاص (جامعة نورث إيسترن الأميركية)
TT

حيرة محبي المسلسل الأميركي «بريدجيرتون» تتكرر في الواقع

لدغة النحلة يمكن أن تسبب الوفاة عند بعض الأشخاص (جامعة نورث إيسترن الأميركية)
لدغة النحلة يمكن أن تسبب الوفاة عند بعض الأشخاص (جامعة نورث إيسترن الأميركية)

قبل شهور أثار محبو المسلسل الرومانسي الخيالي الأميركي «بريدجيرتون»، تساؤلات حول إمكانية وفاة شخص ما بسبب لدغة نحلة، وذلك على خلفية أحداث المسلسل التي اختارت فيها مؤلفته جوليا كوين، نهاية بدت غريبة لـ«إدموند» كبير عائلة بريدجيرتون، وهي الوفاة بسبب لدغة نحلة.
محبو المسلسل ظنوا أن سبب الوفاة هذا هو من بنات أفكار المؤلفة، ولكنّ الموقع الرسمي لجامعة «نورث إيسترن» الأميركية، فاجأهم بتعليق من أستاذ للعلوم الصحية بالجامعة، يؤكد أن لدغة النحلة يمكن أن تكون مميتة لبعض الأشخاص، وهو ما حدث في مصر على أرض الواقع أول من أمس، عندما توفي شاب من محافظة الغربية متأثراً بلدغة نحلة.
وأعلنت السلطات الصحية بمحافظة الغربية (شمال القاهرة) وفاة الشاب المصري نادر خالد الجزار (32 عاماً) إثر تعرضه للدغة نحلة، وهو الأمر الذي أثار موجة من الريبة والشك على مواقع التواصل الاجتماعي، حسمها وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية عبد الناصر حميدة، والذي قال إن لدغة النحلة يمكن أن تسبب «صدمة تحسسية حادة» لبعض الأشخاص، قد تؤدي لتوقف القلب، وهو ما حدث مع الشاب المصري.
وكان سبب «الصدمة التحسسية» كنتيجة للدغة النحل، قد تكرر أيضاً، في تعليق روبرت باجينسكي، الأستاذ المساعد ومدير الشؤون متعددة التخصصات في كلية بوفيه للعلوم الصحية في جامعة نورث إيسترن، على وفاة «إدموند» كبير عائلة بريدجيرتون، ضمن أحداث المسلسل الأميركي.

وبينما تمكن الأطباء في حالة الشباب المصري من معرفة سبب الوفاة، بعد أن صار المجتمع الطبي يعرف أن هناك ما تُعرف بـ«الصدمة التحسسية الحادة»، التي يمكن أن تصيب بعض الأفراد، ذهب باجينسكي في تعليقه المنشور في 31 مارس (آذار) الماضي، إلى أن الفترة الزمنية التي تدور حولها أحداث المسلسل في القرن التاسع عشر، لم يكن العالم قد عرف بعد أن لدغات النحل يمكن أن تكون سبباً للوفاة.
وقال: «يمكن أن تكون هذه الفترة قد شهدت وفيات بسبب لدغات النحل، ولكن التوصيف العلمي لإمكانية حدوث صدمة تحسسية حادة مميتة لبعض الأشخاص نتيجة للدغات النحل، لم يحدث إلا في عام 1902».
ويشرح باجينسكي أن الصدمة التحسسية الحادة هي حساسية مفرطة، حيث يبالغ خلالها الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مستضد «لدغة نحلة» إلى الحد الذي يبدأ فيه استجابة أعلى للمستضد الغازي، ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة في بعض الأشخاص إذا توافرت ظروف معينة، ولكن عادةً ما تظهر الحساسية المفرطة ما بين 20 دقيقة وحتى ساعتين بعد التعرض لمستضد.
يقول إنه في الحالات التي تظهر فيها الحساسية المفرطة ما بين 20 دقيقة وحتى ساعتين، يكون رد الفعل الشديد الذي يهدد الحياة يقع في نهاية سلسلة من أعراض الحساسية التي قد يعاني منها الناس، فقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة من الشعور بالدفء والوخز في أيديهم أو أقدامهم أو وجههم أو حلقهم، وتورم في الشفتين واللسان والممرات الهوائية العلوية والسفلية، مما قد يسبب أزيزاً وصعوبة في التنفس، وتغيرات في النبض ومعدل ضربات القلب، والدوخة، أو الإغماء، وفي النهاية، وإذا تُركت الحساسية المفرطة دون علاج، يمكن أن تكون قاتلة.
ويوضح باجينسكي أنه في معظم الحالات، يكون الشخص الذي يعاني من رد فعل تحسسي شديد قد تعرض لمسببات الحساسية مرة واحدة على الأقل من قبل، حيث «يحتاج الجسم إلى تعريف مسببات الحساسية أولاً، قبل أن يبالغ في رد فعله في المرة القادمة».
ويضيف: «في الوقت الحاضر، يعرف الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية شديدة أنهم معرضون لبعض مسببات الحساسية، ويمكن أن يكون الناس مستعدين لمثل هذا الحدث عن طريق حمل حاقن (إبينيفرين) التلقائي، المعروف أكثر باسم (EpiPen) لعلاج ردود الفعل التحسسية الشديدة في حالات الطوارئ»، وهو من اخترع شيلدون كابلان، خريج جامعة نورث إيسترن.
ورغم أهمية حاقن (إبينيفرين) التلقائي، فإن ذلك لا يُغني عن أهم خطوة يجب اتخاذها، إذا كان لدى شخص ما رد فعل تحسسي، وهو الاتصال بالطوارئ، كما يؤكد باجينسكي.

ويتابع: «حتى إذا بدا أن الشخص قد تعافى، فمن الضروري أن يتلقى عناية طبية متخصصة، لأن هناك خطر (التأق الارتدادي)، الذي قد يتعرض له، وهو تأخر تكرار الأعراض الشديدة».
وتكشف التفاصيل العلمية التي أشار إليها باجينسكي، وما نُشر عن حالة الشاب المصري، أنه ينتمي إلى الأشخاص الذين يعانون من رد الفعل السريع جداً لأي صدمة تحسسية.
وتعرض الشاب المصري للإغماء مباشرةً بعد تعرضه للدغة النحل خلال عمله في محطة لجمع المحاصيل الزراعية، لينقل بعدها إلى أحد المستشفيات الخاصة، حيث لم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذه.
وقال وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية عبد الناصر حميدة أول من أمس، إن الأطباء قاموا بإنعاش قلبي رئوي له، مستخدمين جهاز الصدمات الكهربائية، إلا أن القلب لم يتجاوب، نظراً لمعاناة الشباب من حساسية زائدة، وهو ما يعد من الحالات النادرة جداً.
من جانبه، يصف نبيل عبد المقصود، أستاذ السموم بكلية الطب جامعة القاهرة، مثل هذه الحالات النادرة، بأنها تلك التي تجمع لديها أربعة عوامل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، هذه العوامل، بأنها تعرض الشخص لأكثر من لدغة، ونوع النحل المسبب للدغات، لأن الذكر تأثيره أقوى من الأنثى، ومكان اللدغة، فكلما اقتربت من المخ كانت أخطر، وأخيراً وجود حساسية مفرطة لدى الشخص، تسبب رد فعل مناعياً مبالغاً فيه.
ويضيف عبد المقصود أن ظروف وفاة الشاب المصري تكشف عن أن كل هذه العوامل قد تجمعت لديه، وتسببت في وفاته بشكل فوري، ولم تكن هناك أي فرصة لإنقاذه.
وعموماً، فإن الوفاة بسبب لدغات النحل نادرة، وتشير إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض بأميركا، إلى أنه خلال 17 عاماً (من 2000 إلى 2017)، حدث ما مجموعه ألف و109 حالات وفاة من لدغات الدبابير والنحل في دول كبيرة مثل أميركا، بمتوسط سنوي بلغ 62 حالة وفاة، وكان ما يقرب من 80% من الوفيات بين الذكور.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
TT

«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)

بحث علي العابد، وزير العمل والتأهيل بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، خلال زيارته للقاهرة، ملف قضية العمالة المصرية في بلده، وسبل تنظيمها، بقصد إنهاء «التدفق العشوائي للعمالة».

وقالت وزارة العمل، الأحد، إنه «في إطار الجهود الهادفة إلى تنظيم سوق العمل وحماية الاقتصاد الوطني»، التقى العابد في القاهرة السفير عبد المطلب ثابت، القائم بأعمال السفارة الليبية لدى مصر ومندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية. مشيرة إلى أنه أكد «ضرورة تفعيل منظومة التأشيرات العمالية بشكل عاجل لضمان دخول العمالة المصرية عبر المنافذ الرسمية؛ بما يتوافق مع احتياجات السوق الليبية، وذلك لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن التدفق العشوائي للعمالة».

من جهته، أشار السفير ثابت إلى «جاهزية» السفارة الليبية، بما في ذلك القسم القنصلي والملحقية العمالية، لبدء إصدار التأشيرات وفق الآليات المعتمدة من قِبَل وزارة العمل والتأهيل ووزارة الخارجية. فيما أكد اللواء يوسف مراد، رئيس مصلحة الجوازات والجنسية، استعداد المصلحة لتنفيذ التدقيق الأمني في طلبات التأشيرات، وتزويد الجهات المعنية بالبيانات اللازمة لتسهيل دخول العمالة بشكل منظم وآمن.

وانتهى اللقاء بالتأكيد على أهمية «تعزيز التنسيق المشترك بين جميع الأطراف لضمان تنظيم دخول العمالة وفق الضوابط القانونية، بما يخدم مصالح الاقتصاد الوطني ويعزز التعاون مع الدول الشقيقة».

العابد وثابت خلال لقاء بالسفارة الليبية في القاهرة (وزارة العمل الليبية)

وكان وزير العمل عقد اجتماعاً ثنائياً بالقاهرة مع محمد عبد العزيز جبران، وزير العمل المصري لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل والتشغيل.

وخلال اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، تم التأكيد على أهمية «وضع آلية واضحة لحصر وتنظيم العمالة المصرية في ليبيا، بما يضمن حقوق صاحب العمل والعامل وفق الأطر الرسمية القانونية». كما بحث الجانبان «آليات تنظيم سوق العمل وتسهيل الإجراءات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين».

وكانت حكومة «الوحدة» قد وجهّت عبر وزارة العمل «بضرورة تسوية أوضاع العمالة الأجنبية وفق القوانين المعمول بها»، مؤكدة عزمها إطلاق حملة تفتيشية موسعة لضبط المخالفين بالتعاون مع الجهات المختصة.

وسبق وناقشت الوزارة سبل تعزيز الربط الإلكتروني بين منصة (وافد) الرقمية ومصلحة الجوازات، لتسجيل بيانات الأجانب وتصاريح العمل، ما يسهم في تحسين متابعة أوضاع العمالة الأجنبية وضمان الامتثال للإجراءات القانونية.

وسبق أن منحت وزارة العمل مهلة مدتها 60 يوماً للعمال الأجانب، تبدأ من 12 فبراير (شباط) الماضي، بهدف «تنظيم سوق العمل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ليبيا». وتلزمهم المهلة بالتسجيل في منصة (وافد)، وإبرام عقود عمل رسمية مع جهات العمل، بالإضافة إلى استكمال الفحوصات الطبية المطلوبة».