الاشتباكات مع «طالبان» تؤدي إلى نزوح في وادي بنجشير بأفغانستان

دان وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماعهم الذي انهى اعماله أمس السبت القيود المتزايدة التي تفرضها طالبان على النساء والفتيات في أفغانستان(ا.ف.ب)
دان وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماعهم الذي انهى اعماله أمس السبت القيود المتزايدة التي تفرضها طالبان على النساء والفتيات في أفغانستان(ا.ف.ب)
TT

الاشتباكات مع «طالبان» تؤدي إلى نزوح في وادي بنجشير بأفغانستان

دان وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماعهم الذي انهى اعماله أمس السبت القيود المتزايدة التي تفرضها طالبان على النساء والفتيات في أفغانستان(ا.ف.ب)
دان وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماعهم الذي انهى اعماله أمس السبت القيود المتزايدة التي تفرضها طالبان على النساء والفتيات في أفغانستان(ا.ف.ب)

أعلنت «جبهة المقاومة الوطنية»، بقيادة أحمد مسعود، نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود، أنها بدأت حملة مسلحة كبيرة ضد حركة «طالبان» الحاكمة في أفغانستان في عدد من ولايات شمال البلاد، بينها إقليم بنجشير (80 كلم شمال كابول). واندلعت الاشتباكات بين «جبهة المقاومة الوطنية» و«طالبان» منذ السابع من مايو (أيار) الحالي، وتحدث كل منهما عن مقتل العشرات في صفوف الطرف الآخر، وهي حصيلة يتعذر تأكيدها من مصدر مستقل في هذا الوادي الذي يصعب الوصول إليه. ولم تتمكن «جبهة المقاومة الوطنية» التي تقدم نفسها على أنها آخر حصن ديمقراطي داخل أفغانستان من منع «طالبان»، التي وصلت إلى السلطة في منتصف أغسطس (آب)، من الاستيلاء على بنجشير مطلع سبتمبر (أيلول). وساهم أحمد شاه مسعود في شهرة بنجشير في ثمانينات القرن الماضي قبل أن يغتاله تنظيم «القاعدة» في 2001، ولم يسقط وادي بنجشير تحت الاحتلال السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي ولا خلال حكم «طالبان» بعد عقد من الزمن في ظل نظامها الأول (1996 - 2001).
وأدت الاشتباكات إلى مغادرة مدنيين وادي بنجشير في أفغانستان بأعداد كبيرة في الأيام الأخيرة، هرباً من المعارك بين «طالبان» و«الجبهة الوطنية»، وهي جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية، على ما ذكر سكان السبت. وقال لطف الله باري الذي غادر منزله في حصه دوم مع 15 فرداً من عائلته متجهاً إلى كابول، لوكالة الصحافة الفرنسية، «تمكنا فقط من أخذ قطعة ملابس واحدة أو اثنتين». وأشار إلى فرار عشرات العائلات من بنجشير في الأيام الأخيرة بحثاً عن ملجأ في العاصمة. وقال فريد أحمد الذي فر من منطقة روخا مع عائلته إلى كابول، «غادر الجميع المنطقة خوفاً». وأكد أيمال رحيمي، أحد سكان المنطقة، أن «الناس يفرون من مناطق القتال. إنهم خائفون ويهربون حفاظاً على حياتهم». قال عبد الحميد خراساني، رئيس الأمن المحلي لدى «طالبان» لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الاشتباكات توقفت وانسحب مقاتلو «المقاومة الوطنية» نحو مقاطعتي بدخشان (شمال شرق) وبغلان (شمال) المتجاورتين، مضيفاً أن الوضع في بنجشيرالآن «طبيعي وهادئ». ويُعد هذا الهجوم الأول لقوات «جبهة المقاومة الوطنية» منذ سقوط معقل بنجشير.
وفي سياق، دان وزراء خارجية مجموعة السبع في اجتماعهم الذي أنهى أعماله، أمس السبت، بعد ثلاثة أيام في ألمانيا، البلد التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، القيود المتزايدة التي تفرضها «طالبان» على النساء والفتيات في أفغانستان، واتهمت الحركة الإسلامية المتشددة بعزل البلاد. وقال وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، في بيان، «ندعو (طالبان) لاتخاذ خطوات عاجلة لرفع القيود عن النساء والفتيات». وأضافوا: «ندين فرض تدابير تقييدية متزايدة تحد بشدة من قدرة نصف السكان على المشاركة بشكل كامل ومتساو ومفيد في المجتمع». ورأى الوزراء أن «طالبان» بتقييدها حقوق النساء والفتيات فإنها «تعزل نفسها أكثر عن المجتمع الدولي». وبعد عودتها إلى السلطة، وعدت «طالبان» في البداية بأن تكون أكثر مرونة مما كانت عليه في ظل نظامها السابق بين عامي 1996 و2001 عندما حُرمت النساء من جميع الحقوق. لكن الإسلاميين سرعان ما تراجعوا عن تعهداتهم واستبعدوا النساء من الوظائف العامة وحرموهن الالتحاق بالمدارس الثانوية وصولاً إلى فرض قيود على تنقلهن. والأسبوع الماضي أصدرت «طالبان» أيضاً مرسوماً يفرض على النساء ارتداء النقاب في الأماكن العامة.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».