إيلون ماسك... ملياردير يطمح لتغيير الحياة على كوكب الأرض

استحواذه على «تويتر» قد يمهد لثورة ثالثة في العالم الافتراضي

إيلون ماسك... ملياردير يطمح لتغيير الحياة على كوكب الأرض
TT

إيلون ماسك... ملياردير يطمح لتغيير الحياة على كوكب الأرض

إيلون ماسك... ملياردير يطمح لتغيير الحياة على كوكب الأرض

لم يكن إيلون ماسك يحتاج على الأرجح، لشراء «تويتر» كي تنشغل الصحافة والرأي العام والعالم كله، بأخبار هذا المليارديرالغريب الأطوار. فهو يعد مستخدماً نشطاً لهذه المنصة، الأكثر شهرة سياسياً، والتي تعد من دون منازع، منصة «النخبة» التي ينتمي إليها ماسك نفسه، مع أكثر من 90 مليون متابع له. في يونيو (حزيران) عام 2010، أصدر ماسك أول تغريدة على حسابه الشخصي، ناشراً تعليقاته، لتعزيز أعماله التجارية، وفي بعض الأحيان للتعليق على القضايا السياسية والثقافية المعاصرة. لكن قراره بشراء المنصة، طرح أسئلة عدة، عن الأسباب التي دعت رجل الأعمال والصناعي الناجح، للعودة مجدداً إلى الفضاء الإلكتروني، الذي انطلق منه أولاً، ومكنه في غضون فترة وجيزة، من دخول قائمة أغنياء العالم، ليتبوأ اليوم قائمة أغنى رجال الكوكب، بثروة تقدر بنحو 300 مليار دولار، مع بون شاسع عن أقرب الأغنياء من بعده.
بدايات إيلون ريف ماسك، لا تشير إلى نشأة «متواضعة» اجتماعياً ومالياً. فقد ولد في 28 يونيو (حزيران) 1971، لأم كندية وأب أبيض من جنوب أفريقيا، ونشأ في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا.
الأم ماي هالدمان، عارضة أزياء واختصاصية تغذية، وُلدت في ولاية ساسكاتشوان بوسط كندا، لكنها نشأت في جنوب أفريقيا. أما الأب إيرول ماسك، فمهندس كهروميكانيكي، وطيار، وبحار، ومستشار، ومطور عقارات، امتلك ذات يوم نصف منجم للزمرد في زامبيا بالقرب من بحيرة تنجانيقا. لديه أخ أصغر، يدعى كيمبال، وأخت صغيرة تدعى توسكا.
عندما كان إيلون ماسك طفلاً، خضع لجراحة إزالة لحمية لأن الأطباء اشتبهوا في أنه أصم. لكن والدته قالت لاحقاً إنه كان يعيش «في عالم آخر».
في فترة شبابه، كانت أسرته غنية جداً، لدرجة أن والده قال ذات مرة: «كان لدينا الكثير من المال، وفي بعض الأحيان لم نتمكن حتى من إغلاق خزانتنا». ولقد انتخب والده لعضوية مجلس مدينة بريتوريا كممثل للحزب التقدمي المناهض للفصل العنصري، وقيل إن أبناءه يشاركونه كرهه للفصل العنصري. وبعد سنتين من طلاق والديه في عام 1980، اختار إيلون ماسك العيش مع والده في بريتوريا وأماكن أخرى. وهو الاختيار الذي ندم عليه بعد ذلك، لينفصل عن والده، واصفاً إياه بأنه «إنسان مروع... لقد فعل كل شيء شرير تقريباً يمكن أن تفكر فيه». لديه أخت غير شقيقة وأخ غير شقيق من جانب والده.
في فترة شبابه، التحق إيلون بمدرسة الأحد الإنجيلية. وكان في سن العاشرة تقريباً، قد طور ماسك اهتماماً بالحوسبة وألعاب الفيديو وتعلم برمجة الكومبيوتر باستخدام دليل. وفي سن الثانية عشرة، باع «ترميز» لعبة فيديو أنشأها باسم «بلاستار» إلى مجلة متخصصة بالكومبيوتر مقابل 500 دولار تقريباً. ويُنقَل عن عائلته وأصدقائه أنه كان طفلا خجولا ومنطويا، تعرض للتنمر طوال طفولته وجرى نقله إلى المستشفى بعدما رماه عدد من الأولاد من على درج. وبعدها التحق بمدرسة ووتركلوف هاوس الإعدادية ومدرسة بريانستون الثانوية قبل تخرجه في مدرسة بريتوريا للبنين الثانوية.
إدراكاً منه أنه سيكون من الأسهل دخول الولايات المتحدة من كندا، تقدم ماسك للحصول على جواز سفر كندي من خلال والدته. وأثناء انتظاره الحصول على الجواز، التحق بجامعة بريتوريا لمدة خمسة أشهر، ما سمح له بتجنب الخدمة الإلزامية في جيش جنوب أفريقيا. وبعدما وصل إلى كندا في يونيو (حزيران) 1989، عاش مع ابن خاله الثاني في ساسكاتشوان لمدة سنة، حيث عمل في وظائف غريبة في مزرعة ومصنع للأخشاب.
في عام 1990، التحق بجامعة كوينز في كينغستون بولاية أونتاريو. وبعد سنتين، انتقل إلى جامعة بنسلفانيا العريقة في الولايات المتحدة، حيث تخرج في عام 1997 بدرجة البكالوريوس في الفيزياء وبكالوريوس العلوم في الاقتصاد من معهدها الاقتصادي الشهير مدرسة وارتون.
وفي عام 1994، حصل ماسك على تدريبين داخليين في «وادي السيليكون» بولاية كاليفورنيا خلال فصل الصيف: في شركة «بيناكل ريسيرش انستيتيوت»، الناشئة في مجال تخزين الطاقة، التي بحثت في المكثفات الكهربية الفائقة لتخزين الطاقة، وفي شركة «روكيت ساينس غايمز» الناشئة لتطوير الصواريخ في مدينة بالو ألتو (إلى الجنوب من سان فرانسيسكو).
وفي عام 1995، تم قبوله في برنامج دكتوراه في فلسفة علم المواد في جامعة ستانفورد الشهيرة في كاليفورنيا. وحاول ماسك الحصول على وظيفة في شركة «نيتسكايب»، لكنه لم يتلق رداً، ليترك بعد يومين جامعة ستانفورد، ويقرّر بدلاً من ذلك الانضمام إلى «فقاعة» الإنترنت المزدهرة في ذلك الوقت، وإطلاق شركته الخاصة.
مع عالم الإنترنت
في عام 1995، أسس ماسك وشقيقه كيمبال وغريغ كوري شركة برمجيات تدعى «زيب2» بتمويل من مستثمرين. وأسسوا المشروع في مكتب صغير مستأجر في بالو ألتو. وتولت الشركة تطوير وتسويق دليل مدينة على الإنترنت لصناعة نشر الصحف، مع خرائط وإرشادات وصفحات إرشادية صفراء. وهنا يقول ماسك إنه قبل أن تنجح الشركة، لم يكن قادراً على تحمل تكاليف شقة، وبدلاً من ذلك استأجر مكتباً ونام على الأريكة، وكان يستحم في مركز لجمعية الشبان المسيحيين، وتقاسم جهاز كومبيوتر واحد مع شقيقه. ويروي أيضا أنه عندما لا يتمكن هو وكيمبال من الاتفاق على قرارات العمل، يقومان بتسوية خلافاتهم من خلال المصارعة. ووفقا له، «كان الموقع يعمل أثناء النهار وكنت أعمل على ترميزه ليلاً، سبعة أيام في الأسبوع، طوال الوقت».
حصل الأخوان ماسك على عقود مع «نيويورك تايمز» و«شيكاغو تريبيون»، وأقنع مجلس الإدارة بالتخلي عن خطط الاندماج مع شركة أخرى. وفي وقت لاحق أحبط مجلس الإدارة محاولات ماسك ليصبح الرئيس التنفيذي، لتستحوذ في وقت لاحق شركة «كومباك» على «زيب2»، مقابل 307 ملايين دولار نقدا في فبراير (شباط) 1999، وتلقى ماسك 22 مليون دولار مقابل حصته البالغة 7 في المائة.
ويعتبر البعض أن تلك الشركة والأموال التي حصل عليها من بيعها، هي المحطة التي أطلقته مع أخيه كيمبال. إذ إنه شارك في العام نفسه، في تأسيس بنك «إكس.كوم» عبر الإنترنت، الذي اندمج مع شركة «كونفينيتي» عام 2000، لتشكيل شركة «باي بال»، التي اشترتها شركة «إي باي» عام 2002 مقابل 1.5 مليار دولار.
وفي عام 2001، انضم ماسك إلى جمعية المريخ غير الربحية. وخطط لوضع حاضنات دفيئة لنمو النباتات على المريخ، على أن يموّل المشروع بنفسه. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2001، سافر ماسك إلى موسكو مع شريكيه جيم كانتريل ومايك غريفين لشراء صواريخ باليستية مجددة يمكنها إرسال حاضنات الدفيئة إلى الفضاء، والتقى مع شركتي «لافوشكين» و«كوسموتراس». ومع ذلك، كان يُنظر إلى ماسك على أنه مبتدئ، وقوبل بازدراء أحد كبار المصممين الروس، لتعود المجموعة إلى الولايات المتحدة خالية الوفاض.
ولكن في فبراير 2002، عادت المجموعة مرة أخرى إلى روسيا للبحث عن ثلاثة صواريخ باليستية. وعرضت شركة «كوسموتراس» صاروخا واحدا، مقابل 8 ملايين دولار. غير أن ماسك رفض العرض، وقرر بدلا من ذلك تأسيس شركة لبناء الصواريخ وخدمات النقل الفضائي بأسعار معقولة. كذلك أسس في ذلك العام شركة «سبيس أكس» برأسمال بلغ 100 مليون دولار من ثروته المبكرة، لتقدر قيمتها بنهاية عام 2021 بنحو 100 مليار دولار، حيث يشغل منصب رئيسها التنفيذي وكبير المهندسين فيها حتى اليوم.
سبايس إكس وتسلا
لعل المشروع الكبير الذي بدأ ماسك في التخطيط لتنفيذه، والذي يمكن أن يلقي الضوء على خلفية قراره الأخير بشراء شركة «تويتر»، كان بناء وتطوير كوكبة «ستارلينك» للأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض. ففي عام 2015 بدأت شركة «سبايس أكس» نشر تلك الأقمار لتوفير خدمة الإنترنت لجميع أنحاء الأرض من الفضاء، من دون الحاجة إلى كابلات ومحطات أرضية. وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع الذي دام عقدا من الزمن، بحوالي 10 مليارات دولار.
لقد تعرض المشروع لانتقادات من علماء فضاء قالوا إن تلك الأقمار «تحجب رؤية السماء»، وقد تؤدي إلى التصادم. لكن ماسك رفض تلك الادعاءات قائلاً إن تأثيرها معدوم وإن الفضاء هائل للغاية والأقمار الصناعية صغيرة جدا.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أدان ماسك الغزو وأعلن عن تدابير لدعم الدفاع الأوكراني، مثل تزويد البلاد بوصول مجاني إلى شبكة «ستارلينك»، الأمر الذي شكره عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصيا. ورغم ذلك رفض ماسك حظر وسائل الإعلام الحكومية الروسية على أقمار «ستارلينك»، رداً على الغزو، واصفا الشبكة بأنها «مطلقة لحرية التعبير».
في عام 2004 انضم إلى شركة تصنيع السيارات الكهربائية «تسلا موتورز» (تدعى اليوم «شركة تسلا»)، كرئيس ومهندس منتج، ليصبح الرئيس التنفيذي لها في عام 2008. كذلك أسس شركة «بورنغ كومباني»، لبناء الأنفاق، ليقترح بناء نفق «هايبرلوب» للنقل عالي السرعة، بين سان فرانسيسكو ولوس أنجليس، وكذلك بين نيويورك والعاصمة واشنطن، وآخر أكثر طموحا لربط الساحل الشرقي للولايات المتحدة بساحلها الغربي. وفي حين تعد «تسلا» جوهرة التاج في مشاريع إيلون ماسك، لا سيما أنها مصدر الدخل والأرباح الرئيسي لثروته ومؤسساته، فإن ترابطاً يراه البعض قائما بين كل مشاريعه الطموحة والغريبة، تذكر بقصص وأفلام هوليوود، عن الأغنياء الطموحين للسيطرة على العالم.
وفي عام 2006 ساعد في إنشاء شركة «سولار سيتي» للطاقة الشمسية، لتستحوذ «تسلا» عليها لاحقا وتسمى «تسلا للطاقة». وفي 2015، شارك في تأسيس شركة «أوبن إيه أي»، وهي شركة أبحاث غير ربحية تعمل على تعزيز الذكاء الاصطناعي. ثم في 2016، شارك في تأسيس شركة «نيورولينك»، وهي شركة تكنولوجيا عصبية تركز على تطوير واجهات الدماغ والكومبيوتر. وأخيراً، في الشهر الماضي، اشترى إيلون ماسك شركة «تويتر» مقابل 44 مليار دولار، في صفقة شكلت حدثا تجاريا كبيرا، وأثارت العديد من التكهنات، والتوقعات العلمية، والاقتصادية، والسياسية. والمفارقة هنا، أن ماسك إبان استضافته في برنامج تلفزيوني عام 2021، كشف عن أنه مصاب بمتلازمة «أسبرجر» (نوع خفيف من طيف التوحد)، التي تؤثر على القدرة على التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
حياته العائلية والعاطفية
التقى ماسك بزوجته الأولى، الكاتبة الكندية جوستين ويلسون، إبان دراسته في جامعة كوينز، وتزوجا عام 2000. ولقد أصيب بالملاريا في ذلك العام أثناء إجازته في جنوب أفريقيا، وكاد يموت. وفي عام 2002، توفي طفلهما الأول، نيفادا ألكسندر، بعد 10 أسابيع بسبب متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
وقرر بعدها الزوجان استخدام تقنية أطفال الأنابيب، وأنجبا التوأمين كسافييه وغريفين عام 2004، تلاهما ثلاثة توائم، كاي وساكسون وداميان عام 2006. إلا أن الزوجين انفصلا عام 2008 وتقاسما حضانة الأبناء الخمسة. في عام 2008 بدأ ماسك بمواعدة الممثلة الإنجليزية تالولا رايلي، وتزوجا في 2010 في اسكوتلندا. في عام 2012 أعلن طلاقه من رايلي، ليعلن عام 2013 زواجه منها مرة أخرى. وفي 2014، تقدم بطلب طلاق ثانٍ من رايلي لينتهي الطلاق الثاني عام 2016. في عام 2017 قيل إنه صادق الممثلة أمبر هيرد لعدة أشهر، بعدما كان يلاحقها منذ 2012. واتهمه الممثل جوني ديب لاحقاً بإقامة علاقة غير شرعية مع زوجته هيرد بينما كانت لا تزال متزوجة منه، الأمر الذي نفاه كل من ماسك وهيرد، في محاكمة لا تزال سارية حتى اليوم. وعام 2018، كشف ماسك عن علاقته بالموسيقية الكندية غرايمز، وأنجب منها طفلاً سمياه «إكس إيه» بعدما اضطرا إلى تغييره بسبب انتهاكه لوائح ولاية كاليفورنيا. ثم أنجبا ابنتهما الأولى «إكسا دارك سيديريل» الملقبة بـ«واي» في ديسمبر (كانون الأول) 2021، بعد ثلاثة أشهر من إعلان ماسك أنهما شبه منفصلين، واحتفاظهما بعلاقة جيدة.
انتقل ماسك للإقامة في ولاية تكساس أواخر عام 2020، بعد عشرين سنة من إقامته في كاليفورنيا، المقر الرئيس لشركتي «تسلا» و«سبايس أكس»، منتقداً الولاية الليبرالية سياسياً لأنها صارت حسب رأيه «راضية» عن نجاحها الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

حرب غزة تبعد الشباب الأميركي عن إدارة بايدن

جانب من مظاهرة داعمة للفلسطينيين في واشنطن 2 ديسمبر (د.ب.أ)
جانب من مظاهرة داعمة للفلسطينيين في واشنطن 2 ديسمبر (د.ب.أ)
TT

حرب غزة تبعد الشباب الأميركي عن إدارة بايدن

جانب من مظاهرة داعمة للفلسطينيين في واشنطن 2 ديسمبر (د.ب.أ)
جانب من مظاهرة داعمة للفلسطينيين في واشنطن 2 ديسمبر (د.ب.أ)

تستمر شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن بالتدهور يوماً بعد يوم، في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة أزمات داخلية وخارجية متشعبة تنعكس على أداء الإدارة وتوجهاتها. ولا تقتصر الانعكاسات على قاطن البيت الأبيض الحالي فحسب، بل تتوسع لتشمل المتنافسين الجمهوريين على الرئاسة الذين وقفوا على مسرح المناظرة الرابعة لتبادل الاتهامات واستعراض السياسات. لكن رغم جهود المرشحين الأربعة، ومساعي الرئيس الحالي لحشد دعم الناخبين في استطلاعات الرأي، لا يزال الاسم الأول على لائحة الاستطلاعات هو اسم الرئيس السابق دونالد ترمب.

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، الأسباب والقضايا وراء تراجع بايدن في استطلاعات الرأي وحظوظ الجمهوريين بالتفوق على ترمب.

ترمب في الطليعة

يتقدم ترمب على منافسيه بأكثر من 40 نقطة وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، وهذا ما تحدثت عنه كريستي سيترز الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية والمتحدّثة السابقة باسم الحملة الرئاسية للمرشّح الديمقراطي آل غور. وقالت معلقة على المناظرة الجمهورية الرابعة: «رأينا 4 مرشحين لديهم 4 أهداف مختلفة: فيفيك راماسوامي الذي بدا كأنه يسعى لكي ينال منصباً ضمن حكومة ترمب، أو لكي يبرز بوصفه نجماً إعلامياً للجناح اليميني المتشدد. وهناك كريس كريستي الذي كان الوحيد الذي تحدث عن فارق الاستطلاعات مع ترمب، ورون ديسانتيس ونيكي هايلي اللذان لعبا مجدداً دورين مختلفين جداً، ولكن مع النتيجة نفسها: لم يثبتا أنهما يريدان استبدال دونالد ترمب».

جانب من المناظرة الجمهورية الرابعة في ألاباما الأربعاء (أ.ف.ب)

وتوافق ساراكشي راي، مراسلة صحيفة «ذي هيل»، مع هذه المقاربة. فقالت إن كريس كريستي «يعلم أنه لن يفوز، فهو متراجع جداً في استطلاعات الرأي، وبالكاد ضمن مكانه على المسرح، واستوفى متطلبات المناظرة الرابعة. لكنه واضح جداً حيال ما يريد أن يقوم به، وهو الحرص على تسليط الضوء على أن المرشحين الثلاثة الآخرين لم ينتقدوا ترمب».

وتتحدث مورا غيليبسي، الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية ونائبة كبير الموظفين في مكتب النائب الجمهوري آدم كينزينجر سابقاً، عن أسباب تجنب المرشحين الجمهوريين انتقاد ترمب بشكل مباشر، مشيرة إلى أنها ناجمة عن تخوفهم من إغضاب مناصري ترمب. وأضافت: «هناك فرص كثيرة يفوّتها جمهوريون مثل نيكي هايلي ورون ديسانتيس وكريس كريستي لانتقاد الرئيس ترمب بطريقة تجذب ناخبيه إليهم»، وأضافت غيليبسي أن المرشحين الجمهوريين يجب أن يذكروا كذلك أن ترمب لن يتمكن من الترشح لولاية جديدة في حال فوزه، لأنه سبق أن خدم فترة ولايته الأولى، فقالت: «يجب أن يكون هناك مرشّح قادر على الترشح مرة أخرى، ولن يستطيع ترمب القيام بذلك إلا إن قام بتغيير القوانين».

تراجع بايدن

ومع استمرار شعبية بايدن بالتدهور لتصل إلى 37 في المائة اليوم وفق آخر الاستطلاعات، يتفوق الرئيس السابق عليه كذلك في الأرقام، إذ يدعمه 46 في المائة من الناخبين، مقابل 44 في المائة من الذين يدعمون بايدن.

لكن غيليبسي تشير إلى أن الأميركيين ليسوا مهتمين بمواجهة أخرى بين بايدن وترمب، مضيفة: «إن فاز واحد من هذين المرشحين، ترمب أم بايدن، فسيكون لدينا مرة أخرى رئيس في الثمانين من عمره في البيت الأبيض... فلا ترمب ولا بايدن قد قدّما حملة أو رسالة نتطلّع إليها». ورأت غيليبسي أن أسباب ترشح كل منهما، هي «إما الحرص على ألا يفوز الآخر وإما البقاء في السلطة. ولا يعد أي منهما سبباً جيداً بالنسبة إلينا مجتمعاً ودولةً».

بايدن مغادراً البيت الأبيض باتجاه لاس فيغاس الجمعة (أ.ب)

ومن جانبها، تتحدث سيترز عن تراجع بايدن في الاستطلاعات، محذرة بأن هناك فترة عام تفصل الولايات المتحدة عن انتخابات لا تزال بعيدة، وأن «الأمور قد تتغير كثيراً في هذه الفترة». وأضافت: «كما أن دونالد ترمب سيقضي كل العام المقبل تقريباً في محاكم عبر الولايات المتحدة، وهو يتصدى للاتهامات الـ91 التي وُجهت إليه».

ومن ناحيتها، تشير راي إلى مشكلة لدى إدارة بايدن في «إيصال الرسالة» للناخبين. وقالت: «نرى أن حملة بايدن مستمرة بدفع رسالة تراجع نسبة البطالة وارتفاع نمو الوظائف أو تراجع التضخّم. لكن لا يمكننا أن ننكر أن لديهم مشكلة في إيصال الرسالة، بينما الرئيس السابق ترمب، على الرغم من كل مشكلاته القانونية، استمر بالتقدّم في استطلاعات الرأي؛ فهو يروج لذلك جيداً، ويحظى بدعم كبير من الناخبين الجمهوريين الذين يظنون أنه يجري استهدافه بشكل غير عادل».

حرب غزة وانعكاساتها

منذ اندلاع الحرب في غزة، شهدت استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في دعم الناخبين الشباب لبايدن بسبب موقفه الداعم لإسرائيل. وتقول سيتزر إن هذا التراجع في الدعم يعود إلى سببين، «فما يراه الشباب على (تيك توك) ومواقع التواصل الاجتماعي مختلف جداً عما يعرض في وسائل الإعلام التقليدي». وتفسرّ: «أعتقد أنه إذا ما نظرنا إلى معظم محطات البث التلفزيوني في الولايات المتحدة، نعتقد أن هناك أغلبية داعمة لإسرائيل. لكن إذا اطلعنا على منصات التواصل الاجتماعي مع الناخبين الشباب، فسنرى قلقاً أكبر من الأزمة الإنسانية في غزة الآن. وهذا الانقسام كان محيراً حقيقةً للبيت الأبيض، لأنهم في البداية أعلنوا عن دعم قوي لإسرائيل، لكنهم تراجعوا قليلاً باعتقادي عندما سمعوا ما يقوله التقدميون والناخبون الشباب عن الحاجة للتوازن».

كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض الخميس (إ.ب.أ)

وأشارت راي إلى أن البيت الأبيض «عدل رسالته لتعكس ضرورة المحافظة على أمن المدنيين وسلامتهم»، بعد أن رأى ردود فعل الشباب وتفاعلهم على منصات التواصل، مضيفة: «لقد رأينا أن الرئيس بايدن، مع دعمه الصريح لإسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها، قد تراجع قليلاً ليفسح المجال أمام الحديث أكثر حول المدنيين في غزة. ورأينا عدداً من التصريحات القوية مؤخراً من جون كيربي والبيت الأبيض، وخلال المؤتمرات الصحافية التي تدعو إلى عدم استهداف المدنيين في هذا النزاع».

أما غيليبسي، فقد اعتبرت أن تراجع الدعم لبايدن من شأنه أن يؤدي إلى فوز ترمب، قائلة: «سمعت من أشخاص لم أكن لأعتقد بأنهم سيصوّتون للرئيس ترمب، لكنهم قالوا إن الرئيس بايدن قد خيب آمالهم لدرجة أنهم يتأملون التصويت لدونالد ترمب إن فاز بترشيح حزبه».


إدارة بايدن تطلب من الكونغرس الموافقة على بيع إسرائيل 45 ألف قذيفة دبابات

جندي إسرائيلي يحمل قذيفة دبابة على حدود قطاع غزة (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي يحمل قذيفة دبابة على حدود قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إدارة بايدن تطلب من الكونغرس الموافقة على بيع إسرائيل 45 ألف قذيفة دبابات

جندي إسرائيلي يحمل قذيفة دبابة على حدود قطاع غزة (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي يحمل قذيفة دبابة على حدود قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال مسؤول أميركي حالي وآخر سابق إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الكونغرس الموافقة على بيع إسرائيل 45 ألف قذيفة لدبابات «ميركافا» لاستخدامها في قتال حركة «حماس» في غزة.

يأتي الطلب في غمرة مخاوف متزايدة من استخدام أسلحة أميركية في الصراع الذي أودى بحياة آلاف المدنيين في القطاع الفلسطيني منذ الرد الإسرائيلي على هجوم مقاتلي «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتزيد قيمة الصفقة المحتملة على 500 مليون دولار، وهي ليست جزءا من طلب تكميلي للرئيس جو بايدن بقيمة 110.5 مليار دولار يتضمن تمويلا لأوكرانيا وإسرائيل. وتخضع العملية لمراجعة غير رسمية من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.

وقال مسؤول أميركي، وجوش بول، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية، إن الخارجية الأميركية تضغط على لجنتي الكونغرس للموافقة بسرعة على الصفقة في مواجهة اعتراضات من مدافعين عن حقوق الإنسان تتعلق باستخدام أسلحة أميركية الصنع في الصراع.

وأوضح بول، لوكالة «رويترز»: «عُرض هذا على اللجنتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومن المفترض أن يكون أمامهما 20 يوما لمراجعة المسائل الإسرائيلية. وتطالبهما (وزارة الخارجية) بإقرارها الآن».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، إنه كشأن سياسي «لا نؤكد أو نعلق على عمليات النقل أو المبيعات الدفاعية المقترحة قبل إخطار الكونغرس بها رسميا».

وتعد الدبابة «ميركافا»، الإسرائيلية الصنع، عماد القوات المدرعة الإسرائيلية، وتشارك في العملية البرية في شمال قطاع غزة وجنوبه. كما تتمركز أعداد منها في شمال إسرائيل في مواجهة «حزب الله» اللبناني.


بايدن يتجاهل أسئلة حول اتهام نجله هانتر بالتهرب الضريبي

الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه ابنه هانتر في نيويورك 4 فبراير 2023 (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه ابنه هانتر في نيويورك 4 فبراير 2023 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بايدن يتجاهل أسئلة حول اتهام نجله هانتر بالتهرب الضريبي

الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه ابنه هانتر في نيويورك 4 فبراير 2023 (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه ابنه هانتر في نيويورك 4 فبراير 2023 (أرشيفية - أ.ف.ب)

التزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت، اليوم (الجمعة)، حيال التهم الجديدة التي وُجهت لنجله هانتر بالتهرب من دفع الضرائب، رغم بذخ الأخير في الإنفاق على أسلوب حياة «مترف» يشمل تعاطي المخدرات وشراء السلع الفاخرة وإحاطة نفسه بالمرافقين.

وعندما سئل لدى مغادرته البيت الأبيض متوجهاً في رحلة إلى نيفادا وكاليفورنيا هل يعتقد أن ابنه بريء، اكتفى بايدن بالتلويح بيده للمراسلين متجاهلاً الإجابة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وسيدشن الرئيس الديمقراطي، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية العام المقبل، أول قطار فائق السرعة في الولايات المتحدة بين لاس فيغاس ولوس أنجليس، قبل أن يشارك في حفلات استقبال تندرج ضمن حملته الانتخابية.

والخميس، وجّه المحقق الخاص ديفيد وايس الذي ينظر في تعاملات هانتر الشخصية والتجارية، تهماً عدة للمرة الثانية إلى نجل الرئيس تشمل تهرباً ضريبياً بقيمة 1.4 مليون دولار على الأقل بين عامي 2016 و2020.

وقال وايس في لائحة الاتهام: «أنفق المدعى عليه ملايين الدولارات على أسلوب حياة مترف في الوقت الذي اختار فيه عدم دفع ضرائبه». وأضاف أن «المتهم أنفق هذه الأموال على المخدرات والمرافقين والعشيقات والفنادق الفاخرة واستئجار العقارات والسيارات الفارهة والملابس وأمور أخرى ذات طبيعة شخصية. باختصار أنفق على كل شيء ما عدا ضرائبه».

وكان هانتر قد اتُّهم سابقاً بالكذب عندما أخفى حقيقة تعاطيه المخدرات خلال تقدمه بطلب فيدرالي لشراء سلاح.

ويتوقع أن تتسبب التهم الجديدة لهانتر بايدن البالغ (53 عاماً) بمزيد من الإحراج لوالده الذي يتحضر لمواجهة انتخابية ثانية أمام دونالد ترمب العام المقبل.


«الخزانة الأميركية»: فرض عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
TT

«الخزانة الأميركية»: فرض عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

أظهر منشور على الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت، اليوم الجمعة، عقوبات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان، وتستهدف أفراداً في دول عدة.

وتستهدف العقوبات الجديدة صينيين وإيرانيين وآخرين، بموجب برنامج قانون ماغنيتسكي الدولي، الذي يجمّد أصول مَن يعتقد المسؤولون الأميركيون أنهم ضالعون في انتهاكات حقوق الإنسان، ويمنع الأميركيين من التعامل معهم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وشملت القائمة إيرانييْن اثنين وصفهما، في البيان، بأنهما ضابطا استخبارات، إلى جانب صينييْن اثنين أحدهما ينتمي إلى جهاز أمني، والآخر عمل منسقاً في مجموعة عمل تتبع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في منطقة شينغيانغ.


بلينكن: المساعدات العسكرية لأوكرانيا تخلق أيضاً فرص عمل داخل بلادنا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

بلينكن: المساعدات العسكرية لأوكرانيا تخلق أيضاً فرص عمل داخل بلادنا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

تدفع الحكومة الأميركية بحجج اقتصادية من أجل الحشد لصالح تقديم مزيد من الدعم لكييف، وذلك في مواجهة المقاومة السياسية الكبيرة لتقديم المزيد المساعدات لأوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في أعقاب لقائه مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن أمس (الخميس): «إذا تطلعنا إلى الاستثمارات التي قمنا بها في الدفاع الأوكراني للتعامل مع هذا العدوان، 90 في المائة من المساعدات الأمنية التي قمنا بها تم إنفاقها بالفعل هنا داخل الولايات المتحدة مع شركاتنا المصنعة».

وشدد بلينكن على أنه هذا «خلق المزيد من فرص العمل الأميركية، والمزيد من النمو داخل اقتصادنا».

وتابع وزير الخارجية الأميركي أن هذا بالإضافة إلى أهمية دعم كييف بالنسبة للسياسة العالمية والأمن القومي الأميركي.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة هي الداعم العسكري الأكثر أهمية لأوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي. ومنذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لكييف. ومع ذلك، فإن تقديم المزيد من المساعدات يعرقله نزاع سياسي داخلي بين الديمقراطيين والجمهوريين في «الكونغرس».

ويعرب العديد من الجمهوريين عن شكوكهم بشأن دعم أوكرانيا أو يرفضون ذلك تماماً.

ومرة أخرى، لا تحتوي الميزانية الانتقالية التي تم إقرارها مؤخراً على أموال جديدة لأوكرانيا.

وخلال زيارته، وجه كاميرون أيضاً نداءً قوياً لتقديم المزيد من المساعدات الأميركية لأوكرانيا. وقال إنه لا يريد التدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، بل إنه يقدم فقط الدوافع التي يعتبرها مهمة «كصديق لأميركا، وصديق لأوكرانيا».


هانتر بايدن يواجه لائحة اتهام جنائية جديدة

هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

هانتر بايدن يواجه لائحة اتهام جنائية جديدة

هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

وجّه القضاء الفيدرالي لائحة اتهام ثانية إلى نجل الرئيس جو بايدن، وهذه المرة بتهمة الاحتيال الضريبي، الأمر الذي سيزيد حملة المعارضة الجمهورية قبل عام من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وجاء في لائحة الاتهام أنّ هانتر بايدن (53 عاماً)، «كان متورّطاً في مخطّط» سمح له بتجنّب دفع 1.4 مليون دولار من الضرائب المستحقّة للفترة الضريبية من عام 2016 إلى عام 2019. وأضافت اللائحة التي تتضمّن تفاصيل 9 اتهامات تراوح بين التهرّب الضريبي والإقرارات الكاذبة، أنه «أنفق ملايين الدولارات على أسلوب حياة باهظ بدلاً من دفع ضرائبه»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأنفق المحامي ورجل الأعمال السابق أمواله لتمويل تعاطيه المخدّرات، ودفع تكاليف «المرافقين» والسيارات والملابس الفاخرة، وفق لائحة الاتهام.

وتعني لائحة الاتهام الجديدة أنّ نجل الرئيس، الذي يُلاحق أيضاً بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني، قد يُحاكم مرّتين السنة المقبلة، بينما يسعى والده لإعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

وكانت هذه الملاحقات القضائية الجديدة متوقعة منذ إلغاء اتفاق الإقرار بالذنب بين هانتر بايدن والمدعي العام ديفيد فايس قبل أشهر، والذي كان من المفترض أن يجنّبه السجن والتعرض لمحاكمة محرجة.

ويغّطي الاتفاق الاتهامات بالتهرّب الضريبي، وتلك المتعلّقة بحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني. لكن تمّ سحبه بعد شكوك أبداها أحد القضاة في يوليو (تموز) بمدى صحته.

وعقب ذلك، تم توجيه الاتهام رسمياً إلى هانتر بايدن في سبتمبر (أيلول) الماضي، بالكذب خلال ملئه نماذج للحصول على سلاح ناري في عام 2018، نفى فيها إدمانه للمخدرات.

وجاءت لائحة الاتهام الثانية غداة تحرك جمهوري في مجلس النواب لإطلاق تحقيق رسمي يمهد لعزل الرئيس الأميركي. وقدم الجمهوريون، الخميس، قرار التحقيق في مزاعم استغلال بايدن موقعه في السلطة لإثراء نفسه وعائلته، واستخدام نفوذ منصبه للضغط على وزارة العدل في التحقيقات المالية المتعلقة بابنه هانتر.


وزير الدفاع الأميركي يحث نظيره الإسرائيلي على زيادة جهود حماية المدنيين بغزة 

لقاء سابق بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مطار بن غوريون بإسرائيل في 9 مارس 2023 (رويترز)
لقاء سابق بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مطار بن غوريون بإسرائيل في 9 مارس 2023 (رويترز)
TT

وزير الدفاع الأميركي يحث نظيره الإسرائيلي على زيادة جهود حماية المدنيين بغزة 

لقاء سابق بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مطار بن غوريون بإسرائيل في 9 مارس 2023 (رويترز)
لقاء سابق بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مطار بن غوريون بإسرائيل في 9 مارس 2023 (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم (الجمعة)، إن الوزير لويد أوستن حث نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على زيادة جهود حماية المدنيين في قطاع غزة وإيصال المساعدات والحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن أوستن أعرب أيضاً خلال اتصال مع غالانت، عن قلقه إزاء الاشتباكات الحدودية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله اللبناني هذا الأسبوع، «والتي أدت إلى مقتل جندي من القوات المسلحة اللبنانية ومدني إسرائيلي».

وذكر البيان، أن أوستن أدان خلال الاتصال «العدوان الحوثي المتنامي في البحر الأحمر، والذي يهدد حرية الملاحة وتدفق الحركة التجارية».


ترمب يمثُل مجدداً أمام محكمة في نيويورك لمواجهة تهم الاحتيال المالي

الرئيس السابق دونالد ترمب خلال حضوره المحاكمة المدنية بتهم الاحتيال المالي في نيويورك الخميس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال حضوره المحاكمة المدنية بتهم الاحتيال المالي في نيويورك الخميس (أ.ب)
TT

ترمب يمثُل مجدداً أمام محكمة في نيويورك لمواجهة تهم الاحتيال المالي

الرئيس السابق دونالد ترمب خلال حضوره المحاكمة المدنية بتهم الاحتيال المالي في نيويورك الخميس (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب خلال حضوره المحاكمة المدنية بتهم الاحتيال المالي في نيويورك الخميس (أ.ب)

عاد الرئيس السابق دونالد ترمب إلى محكمة نيويورك العليا للمشاركة في جلسة المحاكمة المدنية المتعلقة بتهم الاحتيال المالي والتلاعب في قيم أصول منظمته العقارية؛ بهدف الحصول على مزايا تمويلية وتخفيضات ضريبية. ومن المقرر أن يدلي ترمب بشهادته مجدداً، الاثنين، نافياً ارتكاب أي مخالفات مالية، في حين تتزايد التوقعات بصدور حكم إدانة وفرض غرامة مالية بقيمة 250 مليون دولار تهدد إمبراطوريته التجارية وقدرة منظمته على ممارسة الأعمال في نيويورك.

القاضي آرثر إنغورون وإلى جواره موظفة المحكمة أليسون إرينفيلد قبل بدء الجلسة صباح الخميس (رويترز)

وقد حكم القاضي آرثر إنغورون أن ترمب وابنيه تلاعبوا بالبيانات المالية لخداع البنوك وشركات التأمين للحصول على مزايا وشروط أفضل للقروض، ومن المتوقع أن يؤكد حكمه في هذه القضية بنهاية ديسمبر (كانون الأول) أو مطلع يناير (كانون الثاني).

ورفض ترمب هذه الاتهامات، مشدّداً أن كل البيانات المالية المتعلقة بعقاراته سليمة. كما كرر ترمب وصف المحاكمة بـ«مطاردة ساحرات» ذات دوافع سياسية.

ترمب أثناء حديثه لوسائل الإعلام الخميس (د.ب.أ)

وقبل دخوله إلى جلسة المحاكمة، صباح الخميس، قال ترمب لوسائل الإعلام: إن «هذه محاكمة فاسدة»، إلا أنه تفادى مهاجمة القاضي وموظفي المحكمة، وحرص على اختيار كلماته بعناية فائقة بعد إصدار المحكمة قراراً يمنعه من الإدلاء بتصريحات مسيئة بحق موظفي المحكمة.

وقد رفعت المدعية العامة في نيويورك، ليتيسيا جيمس، القضية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واتهمت ترمب وابنيه دونالد جونيور وإريك وكبار مديري «منظمة ترمب» التنفيذيين بتضخيم قيمة العقارات والأصول الرئيسية الأخرى؛ للحصول على فوائد مالية. وتزعم جيمس، أن المتهمين ضخّموا بشكل خاطئ صافي ثروة ترمب بمليارات الدولارات على مدار عقد من الزمن؛ للحصول على مزايا ضريبية وشروط قروض أفضل، من بين امتيازات أخرى.


تحرك جمهوري في مجلس النواب لإطلاق إجراءات مساءلة بايدن

الرئيس جو بايدن قبيل مناشدته مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على المساعدات لأوكرانيا الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس جو بايدن قبيل مناشدته مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على المساعدات لأوكرانيا الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

تحرك جمهوري في مجلس النواب لإطلاق إجراءات مساءلة بايدن

الرئيس جو بايدن قبيل مناشدته مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على المساعدات لأوكرانيا الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس جو بايدن قبيل مناشدته مجلس الشيوخ الأميركي التصويت على المساعدات لأوكرانيا الأربعاء (أ.ف.ب)

يسعى الجمهوريون في مجلس النواب لحشد التأييد للتصويت، الأسبوع المقبل، لصالح إطلاق تحقيق رسمي يمهد لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن. وقدم الجمهوريون، الخميس، قرار التحقيق في مزاعم استغلال بايدن موقعه في السلطة لإثراء نفسه وعائلته، واستخدام نفوذ منصبه للضغط على وزارة العدل في التحقيقات المالية المتعلقة بابنه هانتر بايدن، فضلاً عن مدى تورّط الرئيس في المعاملات التجارية التي كان يقوم بها نجله مع شركة «بوريسما» الأوكرانية، التي كان هانتر عضواً في مجلس إدارتها، ومع شركات في الصين ودول أخرى.

هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركي بعد حضوره جلسة محاكمته في ديلاوير في يوليو الماضي (أ.ب)

ويسعى رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، لتصويت جميع أعضاء المجلس على التفويض الرسمي بالتحقيق، مع تزايد عدد الجمهوريين الوسطيين والمعتدلين الذين أعلنوا دعمهم لهذه الخطوة. وكان رئيس مجلس النواب السابق، كيفن مكارثي، قد أطلق إجراءات تمهيدية في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، رغم إقراره بعدم امتلاك الأصوات اللازمة لإطلاق إجراءات التحقيق، على خلفية معارضة 17 مشرعاً جمهورياً لهذا الإجراء.

وكان مسؤولون في البيت الأبيض قد استبعدوا في السابق امتثال بايدن لبعض مذكرات الاستدعاء؛ لأن مجلس النواب لم يجر تصويتاً رسمياً يسمح بالتحقيق في التعاملات التجارية لعائلة بايدن.

تجاوز العراقيل القانونية

يتمسّك رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الجمهوري عن ولاية لوس أنجليس الذي كان محامياً دستورياً، بضرورة إجراء هذا التصويت، حتى يتجاوز المجلس تحفظات البيت الأبيض القانونية.

واتهم جونسون البيت الأبيض بإعاقة التحقيق، وقال في مؤتمر صحافي، الثلاثاء: «إنهم يرفضون تسليم آلاف الوثائق من الأرشيف الوطني، ويرفضون تسليم الشهود الرئيسيين للسماح لهم بالإدلاء بشهادتهم. ليس أمام مجلس النواب خيار آخر سوى أن يتّبع مسؤوليته الدستورية باعتماد تحقيق رسمي بشأن المساءلة. فعندما يتم الطعن في مذكرات الاستدعاء في المحكمة، نكون في قمة سلطتنا الدستورية». وأضاف موضحاً: «هذا التصويت ليس تصويتاً لعزل الرئيس بايدن. هذا تصويت لمواصلة التحقيق في المساءلة، وهذه خطوة دستورية ضرورية». وقال رئيس مجلس النواب: «هذا قرار قانوني، إنه قرار دستوري، وعلينا أن نواصل مسؤوليتنا القانونية، وهذا هو فقط ما يدور حوله هذا التصويت»"

رئيس مجلس النواب مايك جونسون في لقاء مع الصحافيين حول جهود الجمهوريين للتحقيق في ممارسات بايدن 29 نوفمبر (أ.ب)

من جانبه، قال النائب دون بيكون، الجمهوري عن ولاية نبراسكا وهو أحد النواب الـ17 الذين عارضوا التصويت في السابق: «عندما يقول البيت الأبيض إنه لا يحتاج إلى تقديم بعض المعلومات المطلوبة لأنه لا يوجد تحقيق رسمي، فنحن بحاجة إلى إجراء تحقيق». كما تعهد آخرون في تلك المجموعة المكونة من 17 عضواً، بمن في ذلك النائبان الجمهوريان عن ولاية نيويورك نيك لالوتا، وعن ولاية كاليفورنيا جون دوارتي، بدعم التصويت على تحقيق المساءلة. وقال دوارتي: «أعتقد أن لدينا حالياً عميلاً أجنبياً غير مسجل رئيساً، وأنا على استعداد لمضي تحقيق المساءلة قدماً في أسرع وقت ممكن».

تنديد البيت الأبيض

في المقابل، اتّهم المتحدث باسم البيت الأبيض، إيان سامز، رئيسَ مجلس النواب والمشرعين الجمهوريين باتّباع خطى النائبة مارغوري تايلور غرين، الجمهورية عن ولاية جورجيا، التي دعت بقوة إلى عزل بايدن. وقال سامز في بيان: «يعتقد الأميركيون بأغلبية ساحقة بالفعل أن الجمهوريين في مجلس النواب يعطون الأولوية للأشياء الخاطئة. أيّ تصويت للمضي قدماً في خدمة أهداف مارغوري تايلور غرين، سيكشف عن أنها هي صاحبة القرار حقاً في هذا التجمع الجمهوري المتطرف في مجلس النواب».

وأضاف سامز: «يجب على كل هؤلاء الجمهوريين في مجلس النواب وزملائهم الإجابة عن سبب تغيير موقفهم الآن والمضي قدماً في ممارستها التي لا أساس لها، لتشويه سمعة الرئيس بايدن، في حين تم بالفعل التحقق من صحة ادعاءاتهم وفضح زيفها».


الجمهوريون صوتوا ضد تمرير المساعدات الطارئة لكييف

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء لقائهما في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء لقائهما في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

الجمهوريون صوتوا ضد تمرير المساعدات الطارئة لكييف

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء لقائهما في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء لقائهما في البيت الأبيض (أ.ب)

فشل مجلس الشيوخ الأميركي في تصويت جرى، مساء الأربعاء، في تمرير مشروع قانون إنفاق طارئ لتمويل الحرب في أوكرانيا، طلبته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وسلط هذا الفشل الضوء على جدية تراجع دعم أوكرانيا في الكونغرس، وفسح المجال أمام تكهنات عدة، حول مستقبل الجهود الأميركية والغربية في مواصلة دعم الحرب التي تخوضها كييف ضد موسكو.

زيلينسكي خلال زيارة إلى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وفيما حذر مسؤولون في إدارة بايدن من أن الفشل في تمرير تلك المساعدات يهدد قدرة واشنطن على مواصلة دعمها لأوكرانيا، مع اقتراب نفاد الأموال المخصصة في نهاية هذا العام، شكك مسؤولون في البنتاغون بذلك، وقالوا إن الإدارة ستكون قادرة على مواصلة مساعدة أوكرانيا عسكرياً خلال فصل الشتاء، من خلال توزيع المبلغ المتبقي البالغ 4.8 مليار دولار من سلطة السحب الرئاسي لإرسال أسلحة إلى كييف من مخزونات وزارة الدفاع.

أوكرانيا مقابل الحدود

زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر (رويترز)

وأوقف الجمهوريون في مجلس الشيوخ مشروع قانون الإنفاق الطارئ، بقيمة 111 مليار دولار، لتمويل الحرب في أوكرانيا، ودعم إسرائيل وتايوان وأمن الحدود، مطالبين إدارة بايدن بفرض قيود صارمة على أمن الحدود والهجرة. ولم يتمكن المجلس من تمرير المشروع على الرغم من حصوله على 51 صوتاً، مقابل 49، بسبب امتناع كل الجمهوريين من الانضمام إلى الديمقراطيين، للحصول على الـ60 صوتاً، اللازمة لتمرير هذا النوع من القوانين. ورغم تعثر المشروع بسبب ربطه بنزاع داخلي غير ذي صلة بسياسة الهجرة، فإن المقاومة التي واجهها في الكونغرس تعكس تضاؤل رغبة الجمهوريين لدعم أوكرانيا، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين فقدوا اهتمامهم بتقديم المساعدة المالية.

زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل (أ.ب)

ومما زاد من حساسية ربط قضية المساعدات لأوكرانيا بأمن الحدود، على المفاوضات الجارية بين الحزبين، تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظاً للجمهوريين في انتخابات 2024، التي قال فيها إنه سيتصرف مثل «الديكتاتور» لفرض حملة قمع على المهاجرين. وقال ترمب، في رده على سؤال المضيف في قناة «فوكس نيوز» شون هانيتي، مساء الثلاثاء، عمّا إذا كان سيسيء استخدام سلطته إذا تم انتخابه لولاية ثانية: «يقول هذا الرجل: لن تصبح ديكتاتوراً، أليس كذلك؟ لا، لا، لا، بخلاف اليوم الأول. سنغلق ونحفر ونحفر، وبعد ذلك، أنا لن أكون ديكتاتوراً».

بايدن يَعِد بتنازلات كبيرة

بايدن وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم 21 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وكانت بوادر إخفاق التصويت على تمرير المشروع قد ظهرت، يوم الثلاثاء، عندما ألغى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمته أمام أعضاء مجلس الشيوخ، بعدما تأكد من استحالة حض الجمهوريين على التصويت على المشروع، بحسب العديد من المراقبين. وعارض الجمهوريون مشروع القانون، الذي سيوفر نحو 50 مليار دولار مساعدات أمنية لأوكرانيا، والمزيد من المساعدات الاقتصادية والإنسانية، و14 مليار دولار أخرى لتسليح إسرائيل في حربها ضد «حماس». وصوتوا بـ«لا» على الرغم من النداءات الأخيرة من الديمقراطيين ومناشدات الرئيس بايدن، الذي قال إنه مستعد لتقديم «تنازلات كبيرة» على الحدود، منتقداً إياهم عما عده «تخلياً عن أوكرانيا في ساعة حاجتها».

زيلينسكي طالب بمزيد من الأسلحة قبل حلول فصل الشتاء (إ.ب.أ)

وقال بايدن، الأربعاء، في البيت الأبيض، قبل ساعات قليلة من التصويت: «لا تخطئوا، تصويت اليوم سيبقى في الأذهان لفترة طويلة، وسيحكم التاريخ بقسوة على أولئك الذين أداروا ظهورهم لقضية الحرية». وقال إن الجمهوريين «مستعدون لإخضاع أوكرانيا حرفياً في ساحة المعركة، والإضرار بأمننا القومي في هذه العملية».

ومع فشل المشروع في مجلس الشيوخ، بدا أنه من غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من الحصول على المساعدات الأميركية الإضافية قبل نهاية العام، وربما إلى ما بعد ذلك بكثير. وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، الأربعاء، إن «قدرة أوكرانيا على التقدم والدفاع ستكون مقيدة إلى حد كبير، إذا لم يوافق الكونغرس على التمويل الإضافي قريباً». وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «كان واضحاً جداً وصريحاً بشأن فكرته القائلة، بأنه إذا توقفت المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، فإن ذلك سيعني أن روسيا ستهزم أوكرانيا».

بوتين سيتقدم نحو أوروبا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر افتراضي لقادة مجموعة السبع الأربعاء (أ.ف.ب)

وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في انتقاده للجمهوريين جراء ربطهم المساعدات لأوكرانيا بقضية أمن الحدود: «آمل أن يتوصلوا إلى شيء جدي، بدلاً من السياسات المتطرفة التي قدموها حتى الآن». وأضاف أنهم «إذا لم يتعاملوا بجدية قريباً جداً بشأن حزمة الأمن القومي، فإن فلاديمير بوتين سوف يقوم بالسير عبر أوكرانيا نحو أوروبا مباشرة».

آثار تبادل قصف أوكراني روسي في دونيتسك (رويترز)

ورغم تلك التحذيرات، تمسك الجمهوريون بموقفهم، بمن فيهم الذين كانوا من أشد المدافعين عن تسليح أوكرانيا، ملقين باللوم على الديمقراطيين لرفضهم الرضوخ لمطالبهم بإجراء تغييرات كبيرة في سياسة الهجرة، بوصفها ثمناً لتأمين المزيد من المساعدة لكييف.

وقال السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية، في مجلس الشيوخ، والذي يعد من أبرز الداعمين لأوكرانيا، وقام في شهر مايو (أيار) الماضي بزيارة كييف: «من الواضح أن بعض زملائنا يفضلون السماح لروسيا بأن تدوس دولة ذات سيادة في أوروبا، بدلاً من القيام بما يلزم لفرض الحدود السيادية الأميركية». وأضاف في كلمته في قاعة المجلس، الأربعاء، «إنهم مقتنعون بأن الحدود المفتوحة تستحق تعريض الأمن في جميع أنحاء العالم للخطر».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يناقش العمليات العسكرية مع القادة العسكريين وتأثير نقص السلاح على المعركة مع روسيا (أ.ب)

غير أن الديمقراطيين رفضوا هذه الاتهامات، مشيرين إلى أكثر من 20 مليار دولار، مخصصة لتدابير أمن الحدود. واتهموا الجمهوريين باختلاق «أزمة كاذبة» من خلال استغلال مصير أوكرانيا، للترويج لأجندة حدودية، «لن تمر أبداً في مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون».

وقال السيناتور الديمقراطي بريان شاتز: «لا يمكنك أن تقول: أنا مع أوكرانيا، ولكن فقط إذا تم تفعيل هذه السياسة غير ذات الصلة على الإطلاق»، وأضاف: «لا يمكنك أن تؤيد منع بوتين من الاستيلاء على بلد بالقوة ثم التصويت ضد تزويد أوكرانيا بالموارد اللازمة للقيام بذلك».