قال خبراء سعوديون في كرة القدم إن الجولات المقبلة في بطولة الدوري السعودي للمحترفين ستحمل في طياتها الكثير من الأحداث وخصوصا فيما يتعلق بالفرق الهابطة إلى دوري الدرجة الأولى في ظل التقارب النقطي بين الفرق ووجود مواجهات مباشرة بينها في الجولات الأربع المتبقية.
وبين الخبراء أن هناك العديد من العوامل قد يكون لها الأثر في ترجيح كفة فريق على آخر في المواجهات المباشرة وفي مقدمتها القيمة الفنية للاعبين الأجانب، وكذلك خوض المباريات على الأرض ووسط الجمهور عدا الجانب المتعلق بالعوامل النفسية والقدرة من قبل المدربين على التعامل مع المباريات فنيا عدا الضغوط التي ستكون حاضرة بقوة، وقد تتسبب في فقدان الفرق للاعبين مميزين في جولات الحسم الأخيرة.
وقال المدرب السعودي حمد الدوسري إن الجولة الماضية «26» التي استؤنفت بعد التوقف الطويل الذي تجاوز «5» أسابيع غيرت العديد من الحسابات والقناعات بكون هناك فرق استفادت من هذه الفترة في تصحيح أمورها وفي مقدمتها الاتفاق الذي كان في المركز قبل الأخير وتقدم خطوتين للأمام على حساب التعاون الذي ذهبت التوقعات إلى أن يكون في حال أفضل بعد أن خاض منافسات دور المجموعات في دوري أبطال آسيا إلا أن الاتفاق حقق فوزا كاسحا برباعية نظيفة على ملعب التعاون.
وأضاف: هذه المباراة أعطت مؤشرا إيجابيا للاتفاق وسلبيا للتعاون مع أن الأول لا تزال أمامه مباريات أكثر صعوبة بداية من مواجهة الهلال المؤجلة المقررة غدا الأربعاء، حيث ستمثل هذه المباراة الاختبار الأهم للفريق لمواصلة مساره نحو مناطق الدفء والابتعاد عن خطر الهبوط الذي يخشى أنصاره بشكل خاص والرياضيون بالمنطقة الشرقية بشكل عام، في المقابل سيكون التعاون في محك جديد حينما يواجه الباطن الذي يتساوى معه في عدد النقاط وستكون المباراة مهمة جدا للفريقين اللذين باتا في المراكز الأخيرة.
وبين الدوسري أن المؤشرات السلبية في فريق التعاون قد تجعله من أكثر المرشحين للهبوط رغم أنه يملك لاعبين على مستوى عال إلا أنه لم يوفق في الأجهزة الفنية التي تم التعاقد معها وآخرهم الهولندي بروم وقد يكون هناك أيضا جانب إداري تسبب في هذا الوضع، خصوصا أن معاناة التعاون ووجوده في المراكز الأخيرة كان منذ الجولات الأولى وإن كان قد واجه أقوى الفرق في البداية مما قد يبرر له البداية غير المتوقعة.
التعاون في خطر كبير قد يؤدي إلى هبوطه لدوري الأولى (الشرق الأوسط)
واعتبر أن الاتفاق أو التعاون سيبقيان في دائرة المهددين بالهبوط ما لم يكن هناك عمل أكبر من اللاعبين أنفسهم تحديدا وعدم ربط هذا الخطر الذي عليه الفريقان بأمور خارج الملعب، مبينا أن الاتفاق تحديدا سيواجه الهلال وأيضا الاتحاد القريب من اللقب، وكذلك الفيحاء الحصان الأسود هذا الموسم، إضافة للفيصلي وكلها فرق صعبة عدا الحزم».
وحول الفرق الأخرى قال إن الحزم قد يكون أول الهابطين وإن كان حسابيا لم يهبط حتى الآن، لكن يتطلب فوزه في جميع المباريات مقابل خسارة أقرب الفرق له في بقية المباريات، وهذا قد يكون داخلا في حسابات «شبه المستحيل».
أما الفرق الأخرى فيبدو أن الباطن سيضطر للصراع حتى آخر نفس للبقاء كما حصل الموسم الماضي حينما بقي في اللحظات الأخيرة من خلال الفوز الصعب على العين الهابط حينها، كما أن فرق الطائي وحتى الفيصلي ليست بمنأى عن خطر الهبوط وخصوصا في حال تعرض الطائي للخسارة في المباراة القادمة ضد الفتح التي تهم النموذجي أيضا من أجل الابتعاد عن الحسابات.
أما المدرب محمد أبو عراد فأشار إلى أن هناك مباريات مصيرية وصداما مباشرا بين الفرق المتنافسة سيحدد مسار الفرق التي ستهبط، خصوصا مباراة التعاون ضد الباطن التي يتذيل فيها الفريقان جدول الترتيب بعد الحزم مما يعني أن الفوز لأي منهما أشبه بالفوز بـ«6» نقاط لأنه سيتقدم أكثر من مركز لكن حتى فوز أي منهما ليس كافيا للوجود في مناطق الدفء.
وبين أن التعاون أعطى مؤشرا سلبيا حول وضعه في بقية الجولات بعد الخسارة الأخيرة من الاتفاق برباعية على أرضه ووسط جماهيره في القصيم، كما أنه خرج بشكل صادم من دوري أبطال آسيا إثر التدهور في جولة الإياب تحديدا رغم أن الفرصة كانت كبيرة له في ظل استضافة مجموعته القارية وكانت نتيجة ذلك الاستغناء عن المدرب الهولندي بروم الذي يعد ثالث المدربين الراحلين عن التعاون هذا الموسم، ويعطي ذلك مؤشرا سلبيا حول عدم وجود تناغم بين المدربين واللاعبين بالفريق.
وأوضح أن التعاون يعد من أفضل فرق الدوري من حيث وجود عناصر أجنبية مؤثرة بداية من المهاجم الكاميروني توامبا ولوينداما وكذلك المصري مصطفى فتحي وأشرف المهديوي عدا السعودي سميحان النابت، إلا أن الواضح أن قوته الهجومية يقابلها ضعف دفاعي، وهذا لا يمكن أن يصنع نتائج إيجابية.
وأكد أن فرقا كالطائي والرائد تراجعت وقد يصارع أحدها حتى الجولة الأخيرة من أجل البقاء رغم أنها قدمت في منتصف المشوار نتائج مميزة، لكنها تراجعت وباتت ضمن الفرق المهددة بقوة، خصوصا أن آخر لقاء جمع الفريقين انتهى بالتعادل وأظهر مدى التكافؤ الفني بين الفريقين، مشيرا إلى أن الرائد سيواجه النصر القوي في الجولة المقبلة، كما أن الطائي سيلاقي الفتح الذي يقدم أداء مميزا، وستكون نتيجة الفريقين في تلك المباراتين بمثابة مفترق طرق إما بالتقدم وإما مواصلة التراجع.
واعتبر أن الاتفاق أيضا لا يزال في دائرة الخطر، خصوصا أن المباريات المتبقية له ستكون صعبة بداية من مواجهة الهلال، كما سيواجه الاتحاد وأيضا الفيصلي والفيحاء ويتطلب منه «3» انتصارات على الأقل للابتعاد عن الحسابات.
وبين أن فرق أبها والفتح وحتى الأهلي في وضع أكثر اطمئنانا، لكن في ظل التقارب النقطي قد تنقلب المعادلة في أي جولة، ويكون هناك هبوط مفاجئ لأحدها في ظل احتدام المنافسة.
من جانبه قال المدرب سلطان خميس إن ملامح الفرق الهابط لم تتضح بشكل كبير، لكن هناك مؤشرات ومقاييس يمكن الاعتماد عليها في تحديد هوية الفرق الثلاثة الهابطة.
وبين أن الحزم قد يكون ضمن بنسبة كبيرة الهبوط وإن فاز في المباراة الماضية على الفيحاء بثلاثية، إلا أن هذه الصحوة متأخرة.
أما الفرق الأخرى فقد أوضح أن التعاون أعطى مؤشرا سلبيا بشأن وضعه، حيث إنه يعاني كثيرا من الناحية الفنية، وقد تكون إقالة المدرب بروم هي الحل الأسرع إلا في حال كان هناك تعاقد مع مدرب قادر على التعامل مع الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق قبل الختام بأربع جولات ويعمل على الجانب الفني من خلال ترميم الدفاع وعلى الجانب المعنوي بالقرب أكثر من نفسيات اللاعبين. وأوضح أن المباراة القادمة للتعاون ضد الباطن ستكون بمثابة مؤشر لوضع الفريقين وقدرتهما على البقاء بين الكبار، حيث إن كلاهما يتساوى في الرصيد النقطي نفسه، وسيكون فوز أي منهما تقدما له مقابل تعقد حظوظ الخاسر في حسابات البقاء.
واعتبر أن الاتفاق لا يزال أيضا في دائرة الخطر ويتوجب عليه أن يظهر شخصيته القوية ويثبت أنه فريق قادر على تجاوز المصاعب بداية من مواجهة الهلال، وإلا قد يعاني حتى الجولة الأخيرة من الحسابات، وقد يهبط في ظل تبقي مباريات صعبة أمامه من بينها أمام الاتحاد الأقرب للقب.
وأشار إلى أن الفوز الذي حققه الاتفاق على التعاون أنعش الفريق نسبيا لكنه لم يبعده عن الحسابات ويبقى دور المدرب الفرنسي كارتيرون للتعامل مع المباريات المتبقية بالدوري بكونها مباريات كؤوس. وبين أن الطائي عاد لدائرة الخطر لتراجع نتائجه حيث لم يفز في الجولات الخمس الأخيرة وأعطى مؤشرا سلبيا أيضا بقدرته على الصمود بين الكبار بعد عودته إثر غياب طويل في دوري الدرجة الأولى، معتبرا أن مباريات الاتفاق والتعاون والباطن وكذلك الطائي في الجولة القادمة هي من سيعطي صورة أوضح حول الفريقين اللذين سيرافقان الحزم لدوري الأولى.
ولم يستبعد دخول الأهلي والرائد وحتى الفتح دائرة الحسابات خصوصا أن الأخير تبقت له مواجهات ضد فرق المقدمة ضمك والهلال والنصر بعد أن يخوض مواجهة الطائي والتي تمثل فرصة للفتح للتقدم نحو الأمان.
الدوري السعودي: التوقف الطويل لـ 5 أسابيع غيّر العديد من الحسابات
التعاون يعاني... والباطن قريب من الهبوط... والطائي دخل مرحلة الخطر
الدوري السعودي: التوقف الطويل لـ 5 أسابيع غيّر العديد من الحسابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة