تجارة الحبوب العالمية تنمو رغم الضغوط

تراجع طفيف لأسعار الغذاء في أبريل

قالت الفاو إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت بشكل طفيف في أبريل (إ.ب.أ)
قالت الفاو إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت بشكل طفيف في أبريل (إ.ب.أ)
TT

تجارة الحبوب العالمية تنمو رغم الضغوط

قالت الفاو إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت بشكل طفيف في أبريل (إ.ب.أ)
قالت الفاو إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت بشكل طفيف في أبريل (إ.ب.أ)

رغم تراجع طفيف لأسعار الغذاء العالمية في أبريل (نيسان)، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إصداراً جديداً لموجزها عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، متضمناً توقعات محدثة تشير إلى تراجع محتمل بنسبة 1.2 في المائة في التجارة العالمية بالحبوب خلال سنة التسويق يوليو (تموز) 2021/ يونيو (حزيران) 2022، مقارنة بالعام الماضي. ويرتبط هذا الانخفاض بالذرة والحبوب الخشنة الأخرى، بينما من المتوقع أن تنمو تجارة الأرز بنسبة 3.8 في المائة وتجارة القمح بنسبة 1.0 في المائة، مدعومة بدعم من الصادرات الأعلى من المتوقع من جانب الاتحاد الروسي إلى مصر وإيران وتركيا.
وبعدما تم حصاد جميع المحاصيل تقريباً لدورة 2020/2021، قامت المنظمة بتثبيت الإنتاج العالمي للحبوب عند 2799 مليون طن، أي بزيادة قدرها 0.8 في المائة عن غلة 2019/2020. ومن المتوقع لاستخدام الحبوب على مستوى العالم خلال الفترة 2021/2022 أن يزداد بنسبة 0.9 في المائة عن السنة السابقة ليبلغ 2785 مليون طن. وتشير التقديرات الحالية الجديدة للفاو إلى أن المخزونات العالمية للحبوب بحلول نهاية مواسم عام 2022 ستبلغ 856 مليون طن، أي أعلى بنسبة 2.8 في المائة عن مستوياتها عند بداية الموسم، وذلك بسبب تراكم مخزون الذرة، والذي يعزى بصورة جزئية إلى تعليق الصادرات من أوكرانيا. وإذا ما تأكدت هذه التقديرات، فإن نسبة مخزون الحبوب إلى استخدامها على المستوى العالمي ستختتم الفترة من دون أي تغيير، مسجلةً «مستوى وافراً نسبياً من الإمدادات» يوازي 29.9 في المائة، بحسب المنظمة. ولا تزال الفاو تتوقع أن ينمو الإنتاج العالمي للقمح في عام 2022 إلى 782 مليون طن. وتشمل هذه التوقعات انخفاضاً متوقعاً بنسبة 20 في المائة في المساحة المحصودة في أوكرانيا، فضلاً عن انخفاض الناتج بسبب الجفاف في المغرب.
وبالنسبة إلى الحبوب الخشنة، يشير الموجز إلى أن البرازيل في صدد حصاد محصول قياسي من الذرة يبلغ 116 مليون طن في عام 2022، فيما يرجح أن تتسبب الأحوال الجوية بانخفاض إنتاج الذرة في الأرجنتين وجنوب أفريقيا. وتشير الدراسات الاستقصائية الأولية لعمليات الزرع إلى إمكانية تقلص المساحات المزروعة بالذرة في الولايات المتحدة بنسبة 4 في المائة، وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف الأسمدة وغيرها من المدخلات.
وفي ذات الوقت قالت الفاو إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت بشكل طفيف في أبريل (نيسان) بعد أن سجلت مستوى قياسيا في مارس (آذار)، وانخفضت بفضل الزيوت النباتية والحبوب. وبلغ مؤشر أسعار الغذاء للمنظمة، الذي يقيس السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، في المتوسط 158.5 نقطة الشهر الماضي، مقابل 159.7 بعد تعديل بالزيادة في شهر مارس. وكان رقم مارس قد تم تحديده سابقا عند 159.3 نقطة.
وقال ماكسيمو توريرو كولين كبير خبراء الاقتصاد في الفاو إن «الانخفاض الطفيف في المؤشر يبعث على الارتياح، ولا سيما بالنسبة للبلدان منخفضة الدخل التي تعاني عجزا غذائيا، لكن أسعار المواد الغذائية لا تزال قريبة من مستوياتها المرتفعة في الآونة الأخيرة،
مما يعكس أزمة الأسواق المستمرة ويشكل هذا تحديا للأمن الغذائي العالمي للفئات الأضعف».
ورغم انخفاضه على أساس شهري، إلا أن مؤشر أبريل كان أعلى بنسبة 29.8 في المائة عن العام السابق، مدفوعا جزئيا بالمخاوف من تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقد انخفض مؤشر الفاو لأسعار الحبوب بشكل طفيف بلغ 0.7 نقاط في أبريل وذلك جراء تراجع بنسبة 3.0 في المائة في الأسعار العالمية للذرة. وارتفعت الأسعار الدولية للقمح بفعل تأثرها الشديد باستمرار تعطل الموانئ في أوكرانيا والتخوف من أحوال المحاصيل في الولايات المتحدة، ولو أن الكفة قد عدلت بعض الشيء بفضل زيادة الشحنات من الهند وارتفاع الصادرات من الاتحاد الروسي - التي كانت أعلى من المتوقع - بنسبة 0.2 في المائة. وارتفعت الأسعار الدولية للأرز بنسبة 2.3 في المائة عن المستويات التي سجلتها في مارس مدعومة بالطلب القوي من جانب الصين والشرق الأدنى.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

«أوبن إيه آي» ترد على ماسك... «لا مكان للمحاكم في المنافسة»

شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» ترد على ماسك... «لا مكان للمحاكم في المنافسة»

شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» يظهر أمام صورة إيلون ماسك (رويترز)

طلبت شركة «أوبن إيه آي» من قاضٍ فيدرالي في كاليفورنيا يوم الجمعة رفض طلب الملياردير إيلون ماسك لوقف تحويل صانع «تشات جي بي تي» إلى شركة ربحية.

كما نشرت «أوبن إيه آي» مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية مع ماسك على موقعها الإلكتروني، لتدعي أنه كان قد دعم في البداية تحويل الشركة إلى ربحية قبل أن يبتعد عنها بعد فشله في الحصول على حصة أغلبية والسيطرة الكاملة على الشركة، وفق «رويترز».

مؤسس «أوبن إيه آي» ماسك، الذي أطلق لاحقاً شركة ذكاء اصطناعي منافسة تُسمى «إكس إيه آي»، قام برفع دعوى قضائية ضد «أوبن إيه آي» ورئيسها التنفيذي سام ألتمان وآخرين في أغسطس (آب) الماضي، زاعماً أنهم انتهكوا بنود العقد من خلال وضع الأرباح قبل المصلحة العامة في مساعيهم لتعزيز الذكاء الاصطناعي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، طلب من القاضية إيفون جونزاليس روجرز في محكمة أوكلاند الفيدرالية إصدار أمر قضائي أولي يمنع «أوبن إيه آي» من التحول إلى هيكل ربحي.

وقالت «أوبن إيه آي» في منشورها على مدونتها إن ماسك «يجب أن يتنافس في السوق بدلاً من المحكمة».

منذ ذلك الحين، أضاف ماسك كلاً من «مايكروسوفت» وغيرها من الشركات كمدعى عليهم في دعواه، مدعياً أن «أوبن إيه آي» كانت تتآمر لإقصاء المنافسين واحتكار سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ونفت دعوى «أوبن إيه آي» في المحكمة وجود أي مؤامرة لتقييد المنافسة في السوق، وأكدت أن طلب ماسك للحصول على أمر قضائي أولي كان قائماً على «ادعاءات غير مدعومة».

وفي دعوى قضائية منفصلة، قالت «مايكروسوفت» يوم الجمعة إنها و«أوبن إيه آي» شركتان مستقلتان تسعيان لتحقيق استراتيجيات منفصلة، وتتنافسان بقوة مع بعضهما البعض ومع العديد من الشركات الأخرى. وأوضحت «مايكروسوفت» أن شراكتها مع «أوبن إيه آي» قد حفزت الابتكار بينهما وبين الآخرين.

وتأسست «أوبن إيه آي» كمنظمة غير ربحية في عام 2014، وأصبحت الوجه الأبرز للذكاء الاصطناعي التوليدي بفضل استثمارات ضخمة من «مايكروسوفت». وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أغلقت الشركة جولة تمويل بقيمة 6.6 مليار دولار من المستثمرين، مما قد يرفع قيمة الشركة إلى 157 مليار دولار.

وقالت شركة «إكس إيه آي» التابعة لماسك في وقت سابق من هذا الشهر إنها جمعت نحو 6 مليارات دولار في تمويل الأسهم. وتعمل «أوبن إيه آي» حالياً على خطة لإعادة هيكلة أعمالها الأساسية لتصبح شركة ربحية، على أن تمتلك «أوبن إيه آي» غير الربحية حصة أقلية في الشركة الربحية.

ومن المقرر أن تستمع القاضية روجرز إلى حجج ماسك بشأن طلبه للأمر القضائي الأولي في 14 يناير (كانون الثاني).