دراسة صينية: تربة القمر يمكنها تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين

تربة القمر تحتوي على مركبات نشطة يمكن استخدامها إلى جانب ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الماء والأكسجين (أرشيفية-رويترز)
تربة القمر تحتوي على مركبات نشطة يمكن استخدامها إلى جانب ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الماء والأكسجين (أرشيفية-رويترز)
TT

دراسة صينية: تربة القمر يمكنها تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين

تربة القمر تحتوي على مركبات نشطة يمكن استخدامها إلى جانب ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الماء والأكسجين (أرشيفية-رويترز)
تربة القمر تحتوي على مركبات نشطة يمكن استخدامها إلى جانب ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الماء والأكسجين (أرشيفية-رويترز)

توصلت دراسة حديثة إلى أن تربة القمر يمكن أن تحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين، مما يزيد من احتمال استخدامها لدعم حياة الإنسان في الفضاء.
ووجد التقرير المنشور في المجلة العلمية «جول» أن تربة القمر تحتوي على مركبات نشطة يمكن استخدامها، إلى جانب ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون، لإنتاج الماء والأكسجين والوقود لدعم الحياة على قاعدة القمر، وتمكين المزيد من استكشافات الفضاء، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وقال ينغفانغ ياو، عالم المواد من جامعة نانجينغ في الصين والمؤلف الرئيسي للتقرير: «توفر استراتيجيتنا سيناريو لبيئة معيشية مستدامة وبأسعار معقولة خارج كوكب الأرض».
وأوضح: «إذا أردنا إجراء استكشاف على نطاق واسع لعالم خارج كوكب الأرض، فسنحتاج إلى التفكير في طرق لتقليل الحمولة الصافية، وهذا يعني الاعتماد على أقل قدر ممكن من الإمدادات من الأرض، واستخدام موارد خارج كوكب الأرض بدلاً من ذلك».
https://twitter.com/CellPressNews/status/1522229639195865094?s=20&t=PrTuMIj3aTJCRpBImK9LWQ
في السابق، اقترح العلماء استراتيجيات للبقاء على قيد الحياة خارج كوكب الأرض، لكن معظمها يتطلب مصادر طاقة من الأرض. على سبيل المثال، رغم أن مركبة «بيرسيفيرنس» التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) المتجولة على المريخ تحمل أداة يمكنها استخدام ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكوكب لإنتاج الأكسجين، إلا أن المركبة كانت تعمل بواسطة بطارية نووية.
لكن هذه المرة، يأمل الدكتور ياو وزملاؤه الاستفادة من أكثر موردين على القمر: وفرة الإشعاع الشمسي والتربة، وتقليل ما يجب نقله إلى الفضاء.
قام العلماء بتحليل تربة القمر التي أعادتها المركبة الفضائية الصينية «تشانغ - إي 5»، ووجدوا أنها تحتوي على مواد غنية بالحديد والتيتانيوم. الآن، يأملون في تصميم نظام «التمثيل الضوئي خارج كوكب الأرض»، الذي سيستخدم تربة القمر لتحليل المياه كهربائياً.
سيتم أيضاً جمع ثاني أكسيد الكربون الذي ينفثه رواد الفضاء ودمجه مع الهيدروجين من التحليل الكهربائي للماء. ستنتج هذه العملية هيدروكربونات مثل الميثان يمكن استخدامها كوقود، وفقاً للعلماء، مما يساعد في الحفاظ على حياة الإنسان على القمر بطريقة فعالة من حيث التكلفة.
يأمل الفريق في اختبار النظام في الفضاء بالرحلات القمرية المستقبلية من قبل الصين.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.