تدابير «كورونا» تعصر الاقتصاد الصيني داخلياً وخارجياً

التأثير يمتد من الخدمات إلى الثقة الأوروبية

تدابير «كورونا» تعصر الاقتصاد الصيني داخلياً وخارجياً
TT

تدابير «كورونا» تعصر الاقتصاد الصيني داخلياً وخارجياً

تدابير «كورونا» تعصر الاقتصاد الصيني داخلياً وخارجياً

أظهرت نتائج مسح أجرته وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز أن قطاع الخدمات الصيني انكمش بصورة حادة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، حيث أدى إدخال تدابير أكثر صرامة لاحتواء كوفيد19- إلى خفض أسرع في النشاط والطلبيات الجديدة.
وتراجع مؤشر كايكسن الصناعي لمديري المشتريات إلى 36.2 نقطة في أبريل مقابل 42 نقطة في مارس (آذار). وتشير أي قراءة للمؤشر أقل من 50 نقطة إلى تسجيل انكماش.
وكان معدل التراجع في النشاط هو ثاني أشد تراجع يحدث في تاريخ المسح، حيث كثيرا ما تربط الشركات التراجع بقيود كورونا الأشد صرامة وما يعقبها من اضطراب في العمليات.
ولا تقتصر التداعيات على الوضع الاقتصادي الداخلي، إذ كشفت دراسة نشرت الخميس أن السياسة الصارمة في مكافحة كوفيد التي تنتهجها بكين أفقدت الصين «الكثير من جاذبيتها» بالنسبة إلى العديد من الشركات الأوروبية جراء تعطل شبكات الإمداد وتباطؤ النشاط وانخفاض اليد العاملة.
ويسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم للقضاء على أي بؤرة لفيروس كورونا بمجرد ظهورها من خلال عزل مناطق محددة وإجراء فحوص جماعية، لكن المتحورة أوميكرون شديدة العدوى تعقد هذه الاستراتيجية.
وذكر تقرير صادر عن غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين أن عمليات العزل في عشرات المدن الصينية هذا العام تسببت في «اضطرابات على نطاق ضخم». وأضاف التقرير الذي أعد في نهاية أبريل الماضي وشمل أكثر من 30 عضوا «بينما كان للحرب (في أوكرانيا) تأثير على الشركات الأوروبية الناشطة في الصين فإن كوفيد-19 يمثل تحدياً أكثر إلحاحاً وتسبب في تراجع كبير في ثقة المؤسسات».
بدأ ما يقارب ربع المستجوبين في التفكير في نقل استثماراتهم الحالية أو المخطط لها من الصين إلى أسواق أخرى، وهو رقم تضاعف في غضون شهرين. وأظهرت الدراسة أن ما يقارب 60 في المائة خفضوا توقعاتهم للإيرادات لهذا العام، بينما شهد حوالي الثلث تراجعاً في اليد العاملة... ولاحظت معظم الشركات أيضاً تأثيراً سلبياً على شبكات الإمداد مع صعوبات في الحصول على المواد الأولية والمكونات أو تسليم السلع النهائية.
وقالت غرفة التجارة الأوروبية: «فقدت السوق الصينية الكثير من جاذبيتها بالنسبة للعديد من المستجوبين»، وقال رئيس الغرفة يورغ ووتكي للصحافيين: «السوق الصينية أصبحت شديدة التقلب»، وأضاف أن «عزل مدينة شنغهاي وشلها خلقا صدمة حتى لدى الشركات الأم» للمجموعات الناشطة في الصين. وتساءل: «متى سينتهي كل هذا؟».
لكن لا يتوقع أن يغير النظام الشيوعي سياساته، التي يعتبر أنها انتصار لنظامه السياسي على حد قول ووتكي. وقال إنه في ظل هذه الظروف «قد تصبح الصين ضحية نجاحها السالف».
ووفقاً للدراسة تأثرت الشركات أيضاً بالحرب في أوكرانيا ما أدى إلى اضطرابات في الخدمات اللوجستية مع أوروبا. وتؤكد الدراسة على حاجة الشركات للاستعداد «لصدمات مستقبلية» محتملة، ولا سيما «احتمال تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.