موسكو تطلق معركة «آزوفستال»... وتصعّد ضد «الأسلحة الغربية»

بوتين ينتقد «التجاهل» الأوروبي لـ«جرائم الحرب» في أوكرانيا

دخان يتصاعد من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (رويترز)
دخان يتصاعد من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (رويترز)
TT

موسكو تطلق معركة «آزوفستال»... وتصعّد ضد «الأسلحة الغربية»

دخان يتصاعد من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (رويترز)
دخان يتصاعد من مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (رويترز)

بدا أمس، أن موسكو تتجه إلى توسيع عملياتها العسكرية رداً على تواصل إمداد أوكرانيا بأسلحة غربية. وبالتزامن مع تنديد الرئيس فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنشيط عمليات تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا، صعدت موسكو عملياتها العسكرية على عدد من المواقع التي قالت إنها مخازن لأسلحة ومعدات غربية. وأفاد الكرملين، في بيان بأن الرئيس الروسي أطلع ماكرون على «التقدم الحاصل في العملية العسكرية الخاصة بحماية دونباس وإجلاء المدنيين من آزوفستال». وأوضح الكرملين أن بوتين انتقد خلال المكالمة «تجاهل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأوكرانية». فضلاً عن انتقاده التجاهل الغربي المتواصل للدعوات الروسية لوقف تزويد كييف بأسلحة. وتعد هذه أول مكالمة بين الرئيسين منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، وكانت وسائل إعلام لفتت في وقت سابق إلى أن الزعماء الغربيين قلصوا خلال الشهر الأخير من اتصالاتهم المباشرة مع بوتين.
إلى ذلك، وقع بوتين أمس، مرسوماً بشأن تدابير اقتصادية جوابية، رداً على «الإجراءات غير الودية لبعض الدول الأجنبية». ويحظر المرسوم الرئاسي الروسي إجراء المعاملات والوفاء بالالتزامات تجاه الأفراد الأجانب والكيانات القانونية الأجنبية الخاضعة للعقوبات الروسية، وكذلك يحظر تصدير المواد الخام والمنتجات من روسيا لصالح الأشخاص المدرجين على اللائحة الروسية السوداء. وبموجب المرسوم، أصدر مجلس الوزراء تعليمات بتحديد قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات انتقامية في غضون 10 أيام.
في غضون ذلك، بدا أن التصعيد السياسي الروسي ضد عمليات إمداد أوكرانيا بأسلحة غربية تزامن مع تصعيد عسكري مباشر ضد مواقع ومنشآت قال الروس إنه يجري تخزين هذه الأسلحة والمعدات فيها. وقال الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، إن طيران القوات الفضائية الروسية ضرب 39 منشأة عسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك موقعان للقيادة و36 منطقة لتكديس القوات والمعدات.

وقال في إفادة صحافية إن «الطيران العملياتي والتكتيكي والجيش لقوات الفضاء الروسية ضرب 39 منشأة عسكرية في أوكرانيا. من بينها: موقعان للقيادة و36 منطقة تركز للقوى العاملة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية». قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ «أونيكس» عالية الدقة دمرت مركزا لوجيستيا بمطار عسكري قرب أوديسا يستخدم لإيصال أسلحة غربية، كما تم تدمير حظائر مسيرات «بيرقدار». لكن الأبرز على الصعيد الميداني، كان إعلان وزارة الدفاع أن صواريخ من طراز «أونيكس» الروسية عالية الدقة، استهدفت مركزا لوجيستيا بمطار عسكري في منطقة أوديسا، جرى فيه تسليم أسلحة غربية، كما تم تدمير حظائر طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار، و«عدد من مستودعات الأسلحة والذخيرة التي وردت من الولايات المتحدة والدول الأوروبية». ووفقا للبيان فقد دمرت المقاتلات الحربية الروسية 69 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية. في غضون ذلك، أطلقت القوات الروسية وقوات دونيتسك أمس، معركة تهدف إلى السيطرة على آخر معاقل المقاومة الأوكرانية في مجمع «آزوفستال» للصلب الذي يخضع فيه مئات الأوكرانيين لحصار منذ أكثر من شهرين. وأفاد بيان عسكري روسي، أن القوات الروسية بدأت بـ«تدمير مواقع عناصر الجيش الأوكراني وكتائب «آزوف» المتطرفة بمصنع آزوفستال في ماريوبول، بعد خرقهم لوقف إطلاق النار».
وقال الناطق الصحافي في وزارة الدفاع فاديم أستافيف، إن «مسلحي كتيبة (آزوف) والقوات الأوكرانية استغلوا نظام وقف إطلاق في آزوفستال للوصول إلى مواقع إطلاق النار. وقد بدأ استهدافهم الآن». ونقلت وسائل إعلام عن مصادر عسكرية أن «القرار اتخذ بفرض سيطرة كاملة على آزوفستال ما يعني إنجاز هدف تحرير ماريوبول بشكل كامل». وأضاف: «لقد خرجوا من الأقبية واتخذوا مواقع إطلاق نار في المنطقة وفي مباني المصنع. والآن بدأت وحدات من الجيش الروسي وجمهورية دونيتسك الشعبية باستخدام المدفعية والطائرات في تدمير مواقع إطلاق النار هذه».


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».