محمد هشام عبية: استلهمتُ «بطلوع الروح» من تحقيق لـ«الشرق الأوسط»

مؤلف المسلسل نفى تغيير النهاية نتيجة لضغوط سياسية

«بطلوع الروح» مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيمات الروج في سوريا
«بطلوع الروح» مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيمات الروج في سوريا
TT

محمد هشام عبية: استلهمتُ «بطلوع الروح» من تحقيق لـ«الشرق الأوسط»

«بطلوع الروح» مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيمات الروج في سوريا
«بطلوع الروح» مستوحى من قصة سيدة مصرية داخل مخيمات الروج في سوريا

رغم عرضه خلال النصف الثاني من شهر رمضان، فإن مسلسل «بطلوع الروح» استطاع تحقيق مركز متقدم ولافت بين مسلسلات الموسم الرمضاني الحالي، ومن بين تلك المؤشرات وصوله للمرتبة الأولى بين الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة «شاهد» التي يُعرض عليها، إلى جانب قناة «MBC» مصر.
ويواكب نهاية عرض كل حلقة من المسلسل سيل من التعليقات والانفعالات من جانب الجمهور، لا سيما مع تصاعد فيض المشاعر الذي يواكب الرحلة القاسية لبطلتها «روح» داخل معسكرات «داعش» في الحلقات الأخيرة، ويتأمل مؤلف المسلسل محمد هشام عبية وكاتب السيناريو والحوار، هذه الحالة، وهو يستدعي الخيط الأول الذي قاده لبناء هذا العمل الدرامي الإنساني، وهو تحقيق صحافي نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في 22 أغسطس (آب) العام الماضي، تحت عنوان «نساء (داعش) في مخيم روج تحت رقابة صارمة... وينتظرن العودة إلى بلادهن» للزميل الصحافي كمال شيخو.
ويدور التحقيق، الصادر في عدد الجريدة رقم 15608. في عالم مخيم «الروج»، الذي يصفه التحقيق بأنه «أحد أكثر المخيمات خطورة، لأنه يضم مئات النساء المتشددات، وهن زوجات عناصر تنظيم (داعش)، حاولن عدة مرات الهرب والفرار»، وهو المخيم الذي يقع في أقصى شمال شرقي سوريا في ريف بلدة المالكية (ديريك) التابعة لمحافظة الحسكة.
يقول الكاتب المصري محمد هشام عبية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفكرة والخيط الرئيسي لكتابة مسلسل (بطلوع الروح)، جاءتني من التحقيق الصحافي الذي قرأته في صحيفة (الشرق الأوسط)، فعندما قرأت هذا التحقيق، وبه لقاء لسيدة مصرية اضطرت أن تلتحق بزوجها في تنظيم (داعش)؛ ومن ثم قتل في معارك الرقة، قبل أن يلقى القبض عليها وتحتجز في المخيم، وقد انقطعت سبل عودتها لوطنها لاعتبارات عدة؛ وحينذاك قفزت في رأسي فكرة، ماذا لو أرادت هذه السيدة تنفيذ خطة للهروب من المخيم، من يساعدها وما هي المخاطر التي ستواجهها؟ وهل ستنجح؟».
مسلسل «بطلوع الروح»، بطولة منة شلبي، وإلهام شاهين، وأحمد السعدني، ومحمد حاتم، ودياموند بو عبود، وعادل كرم، وإخراج كاملة أبو ذكري، ويتتبع المسلسل رحلة بطلته «روح»، التي تؤدي دورها الفنانة منة شلبي، في أعقاب الزج بها داخل معسكرات «داعش» بعد انضمام زوجها لهم، ورحلتها في النجاة من براثن تلك الجماعات بكل مفارقات تلك الرحلة الإنسانية والدرامية.
وعما إذا كان المسلسل قد تغيرت نهايته بسبب بعض التدخلات والضغوط السياسية، كما تردد أخيراً يعلق قائلاً: «لم تتغير النهاية بسبب ضغوط سياسية كما أشيع، فكان من المفترض أن تدور أحداث الخمس حلقات الأخيرة من المسلسل داخل مخيم الروج، التي كتبت بالفعل، لكن بسبب ضيق الوقت اضطررنا لتغيير النهاية، وأن تدور في المقابل على أطراف مدينة الرقة وليس المخيم، لذلك فالتغيير تم لأسباب تنفيذية وليست سياسية أبداً، وصارت إنهاء الأحداث مع تحرير الرقة من سيطرة (داعش)».
ويستطرد مؤلف المسلسل قائلاً: «ومن يدري، ربما أعود درامياً للمخيم لاحقاً فإلى جانب أنه مادة درامية شيقة، فإنه يحمل آلاماً ومخاطر إنسانية شتى»، موجهاً التحية للزميل كمال شيخو. صاحب التحقيق الصحافي، ولكل المحققين والمحررين الذين يتطلعون للصحافة التي يحب الجمهور قراءتها.

لقراءة تحقيق «الشرق الأوسط»:

- «نساء داعش» في مخيم روج تحت رقابة صارمة... وينتظرن العودة إلى بلادهن

3 أرامل يتحدثن لـ«الشرق الأوسط» عن «أسرار» أزواجهن «الدواعش»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.