كردستان تطالب بغداد بمواقف «أكثر جدية» من هجمات الصواريخ

الكاظمي تعهد ملاحقة مهاجمي مصفاة النفط في أربيل... وزيباري اتهم «مجموعات طائفية» بـ«تحدي سلطة الدولة»

هاجمت إيران في مارس الماضي أربيل بأكثر من عشرة صواريخ باليستية متسببة في دمار واسع بفيلا لرجل أعمال معروف (أ.ف.ب)
هاجمت إيران في مارس الماضي أربيل بأكثر من عشرة صواريخ باليستية متسببة في دمار واسع بفيلا لرجل أعمال معروف (أ.ف.ب)
TT
20

كردستان تطالب بغداد بمواقف «أكثر جدية» من هجمات الصواريخ

هاجمت إيران في مارس الماضي أربيل بأكثر من عشرة صواريخ باليستية متسببة في دمار واسع بفيلا لرجل أعمال معروف (أ.ف.ب)
هاجمت إيران في مارس الماضي أربيل بأكثر من عشرة صواريخ باليستية متسببة في دمار واسع بفيلا لرجل أعمال معروف (أ.ف.ب)

فيما طالب رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني الحكومة الاتحادية في بغداد باتخاذ مواقف تتعدى بيانات الإدانة لما يتعرض له إقليم كردستان من هجمات بالصواريخ، وآخرها مساء أول من أمس في منطقة خبات قرب أربيل، تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بملاحقة الجناة والاقتصاص منهم.
وأفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي بأن الكاظمي أكد في اتصال هاتفي مع بارزاني أن «قواتنا المسلحة البطلة ستلاحق منفذي الاعتداء الجبان، وأن شعبنا العراقي في كل مكان سوف تزيده هذه الجرائم وحدة وقوة وعزيمة على هزيمة الإرهاب والتمسك بالقانون». وأضاف البيان أن الكاظمي ناقش مع بارزاني «الأوضاع الأمنية وما قامت به عصابات الإرهاب والجريمة من استهداف لأحد المصافي في قضاء خبات بمحافظة أربيل».
من جهته، قال نيجرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان، في بيان لمكتبه أمس (الاثنين)، إن «الاكتفاء بإدانة هذه الهجمات لا يجدي، لأن تكرارها تهديد جدي يعرّض الأمن والاستقرار للخطر، والحكومة الاتحادية العراقية مسؤولة عن الإسراع والعمل بجدية كبرى على إيقاف هذه الاعتداءات، وأن تعمل من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في حكومة إقليم كردستان على منع تكرارها».
وكانت ستة صواريخ استهدفت مساء أول من أمس (الأحد)، قضاء خبات في أربيل، حيث سقط بعضها عند مصفاة تابعة لشركة «كار» النفطية، ما أدى إلى تضرر خزان للنفط. وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن ثلاثة صواريخ كانت قد سقطت قرب المصفاة نفسها في السادس من أبريل (نيسان) الماضي، دون أن تتسبب في سقوط ضحايا أو أضرار. وقالت مصادر في حكومة إقليم كردستان لـ«رويترز» حينها، إن المصفاة مملوكة لرجل الأعمال باز كريم برزنجي الرئيس التنفيذي لشركة «كار غروب» للطاقة.
وفي مارس (آذار)، هاجمت إيران أربيل بأكثر من عشرة صواريخ باليستية في اعتداء هو الأول من نوعه على عاصمة الإقليم الذي يتمتع بقدر من الحكم الذاتي، وبدا أن الهجوم يستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها. وأصيب شخص واحد في الهجوم.
في غضون ذلك، دعا مجلس الأمن في إقليم كردستان بغداد إلى «تطهير» منطقة بسهل نينوى، قائلاً، في بيان، إنها «أصبحت منطلقاً للهجمات الصاروخية على الإقليم». وأضاف البيان أن «الهجمات الصاروخية على إقليم كردستان تتكرر من قبل مجاميع خارجة عن القانون، تحديداً في منطقة بقضاء الحمدانية تقع بين مقر فوج المغاوير التابع لقيادة عمليات نينوى، ومقر مسلحي العصائب (عصائب أهل الحق) في برطلة واللواء 30 في الحشد الشبكي». وأكد البيان أن «هذه المناطق تقع تحت سيطرة قوات الحكومة الاتحادية وليست بعيدة عن المقرات البديلة للقوات المسلحة التابعة للحكومة الاتحادية، لذا ندعو رئيس الوزراء والحكومة الاتحادية إلى بسط الأمن والاستقرار في هذه المنطقة وتطهيرها من الإرهابيين والعصابات، حيث باتت منطلقاً وبؤرة للهجوم على إقليم كردستان».
وكانت خلية الإعلام الأمني أكدت تعرض مصفاة للنفط تابعة لشركة «كار» النفطية لاستهداف صاروخي في قضاء خبات بأربيل، متهمة من سمتهم «عصابات الإرهاب والجريمة» بالوقوف خلف الهجوم بهدف «التأثير على إمدادات الطاقة الكهربائية».
من جهته، حمّل وزير الخارجية السابق المرشح السابق لمنصب رئيس الجمهورية هوشيار زيباري فصائل مسلحة مسؤولية إطلاق هذه الصواريخ، في تلميح إلى فصائل مرتبطة بإيران. وقال زيباري، وهو قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تغريدة له على موقع «تويتر» الاثنين، إن «عيدية الفصائل المسلحة والخارجة عن القانون لشعب إقليم كردستان كانت رشقة صواريخ على محيط مصفى للنفط في منطقة خبات بمحافظة أربيل»، مبيّناً أن «القصف تسبب في حصول أضرار» لكنه لم يحدد طبيعتها. وتساءل زيباري الذي كانت المحكمة الاتحادية العليا أقصته في مارس (آذار) الماضي من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية: «إلى متى يستمر هذا الاستهتار وتحدي سلطة الدولة وأمن البلاد من قبل مجموعات طائفية مسلحة».
في السياق ذاته، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها جرّاء إطلاق الصواريخ على مصفاة النفط في أربيل. وقالت البعثة في بيان أمس، إن «إطلاق الصواريخ المتهور على مصفاة لتكرير النفط في أربيل عشية عيد الفطر يعد تطوراً مقلقاً آخر». وأضافت أنه «يجب على قادة العراق العمل فريقاً واحداً لمواجهة مثل هذه الأعمال العدوانية التي تسعى إلى زعزعة أمن البلاد واستقرارها».
من جهتها، دانت السفارة الأميركية في بغداد الهجوم الذي تعرضت له مصفاة النفط في أربيل. وقالت السفارة في بيان، إن «الهجمات في العراق بما في ذلك على قطاع الطاقة هي اعتداء على سيادة العراق وتضر بالمواطنين العراقيين». وأضافت أن «الولايات المتحدة الأميركية تقف مع شعب العراق وستواصل العمل لضمان أمن واستقرار وسيادة الدولة العراقية».



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.