«تويتر» بإشراف ماسك... مزيد من الحرية أم من رسائل الكراهية؟

مالك «تويتر» الجديد إيلون ماسك (أ.ب)
مالك «تويتر» الجديد إيلون ماسك (أ.ب)
TT

«تويتر» بإشراف ماسك... مزيد من الحرية أم من رسائل الكراهية؟

مالك «تويتر» الجديد إيلون ماسك (أ.ب)
مالك «تويتر» الجديد إيلون ماسك (أ.ب)

أثار استحواذ الملياردير إيلون ماسك على منصة «تويتر» مخاوف من أن تشهد الشبكة الاجتماعية سيلاً من الرسائل البغيضة والخطرة التي تتلطى بمفهومه لحرية التعبير، لكن خبراء ينتظرون ليروا كيف سيتعامل مع المعادلة المعقدة المتعلقة بالإشراف على المحتوى وضبطه.
ويشعر البعض بالقلق من إمكان تراجع الشبكة على صعيد مسألة «الضبط» الحساسة، بعدما اشتراها رئيس «تيسلا» و«سبايس إكس» الذي يؤمن بـ«حرية التعبير المطلقة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1519324236254375937?s=20&t=zs_s2HoJYvtW5uFrI4krYg
لكن رئيس منظمة «NAACP» الأميركية للدفاع عن الحقوق المدنية، ديريك جونسون، لخص هذه المخاوف، قائلاً: «يا سيد ماسك: حرية التعبير عظيمة، وخطاب الكراهية غير مقبول».
أما «منظمة الصحة العالمية»؛ التي تعاني منذ عامين من تداول معلومات كاذبة عن فيروس «كورونا»، فدعت ماسك إلى تحمل «مسؤوليته الضخمة» حول هذا الموضوع، في حين رأى «الاتحاد الدولي للصحافيين» في هذا الاستحواذ «تهديداً للتعددية وحرية الصحافة»، وكذلك «أرضاً خصبة للتضليل الإعلامي».
وفي تغريدة له أمس (الثلاثاء) على شبكة التواصل الاجتماعي التي ستكون ملكه قريباً لقاء 44 مليار دولار، لاحظ ماسك أن ثمة «رد فعل شبيهاً بالأجسام المضادة من أولئك الذين يخشون حرية التعبير»، ورأى أنه «معبر جداً». وأشاد المحافظون الأميركيون وأنصار الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو بمشروعه، عادّين إياه نهاية لشكل من «الرقابة».
https://twitter.com/elonmusk/status/1519020176884305920?s=20&t=5zDUUnCohcr4kZOncI4t8g
وثمة ترقب لمعرفة الطريقة التي سيعيد بها أغنى إنسان في العالم ترتيب الأمور على شبكة يبلغ عدد مستخدميها النشطين يومياً 217 مليوناً؛ أكثر من 80 في المائة منهم خارج الولايات المتحدة.
وتحاول «تويتر» منذ سنوات وضع قيود لاحتواء خطاب الكراهية، من طريق إخفاء المحتوى أو جعله أكثر اعتدالاً، وصولاً إلى حذف حساب المخالف، وهو السلاح الذي تلجأ إليه الشبكة في الحالات القصوى، على نحو ما فعلت مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) 2021، بعد الهجوم على مبنى «الكابيتول» على خلفية اتهامات لا أساس لها تتعلق بتزوير الانتخابات.
وقال المدير المشارك في «مركز دراسة وسائل التواصل الاجتماعي والسياسة» التابع لجامعة نيويورك، جوشوا تاكر، إن «انتقاد المنصة من خارجها عبر القول إنها لا تدعم حرية التعبير أسهل بكثير من إدارتها وتنفيذ سياسات فيها تتعلق بضبط المحتوى».
وغرد ماسك عبر «تويتر»، قائلاً: «ما أعنيه بحرية التعبير هو بكل بساطة ما يحترم القانون. والرقابة التي أعارضها هي تلك التي تتجاوز (إطار) القانون بكثير».
https://twitter.com/elonmusk/status/1519036983137509376?s=20&t=5zDUUnCohcr4kZOncI4t8g
وأشار تاكر إلى أن إعادة إتاحة «تويتر» أمام «السياسيين المحافظين»؛ وفي مقدمهم ترمب الذي سبق أن أعلن رفضه العودة إلى المنصة، ستكون رسالة من مؤسس شركة «تيسلا».
لكن الباحث عدّ في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن ثمة «فرقاً حقيقياً بين هذا النوع من الخطوات المهمة وإدارة المنصة بشكل يومي التي تخضع لآليات إشراف هدفها التصدي للتعليقات المسيئة أو تلك التي تنطوي على تهديدات بالعنف».
كذلك سأل تاكر: «بالنسبة إلى أي نوع من المحتوى سيتراجع ماسك؟». وقال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون، أمس، إن «(تويتر) سيتعين عليه التكيف بشكل كامل مع القواعد الأوروبية»، خصوصاً مع قانون الخدمات الرقمية الجديد الذي يُلزم المنصات الرقمية العملاقة إزالة المحتوى غير القانوني والتعاون مع السلطات.
وستروق الحرية المطلقة في «تويتر» للأشخاص الذين يعدّون أن منصة «الطائر الأزرق» أشبه بقفص للمحتوى غير الملائم سياسياً.
ورأت أستاذة التواصل في «كلية أننبيرغ» التابعة لجامعة ساوث كارولينا، كارن نورث، أن «(تويتر) سيفقد قيمته في حال أصبح مساحة لبث محتوى يحض على الكراهية ويطرد الصحافيين».
وقال نائب مدير «مركز ستيرن للأعمال وحقوق الإنسان» التابع لجامعة نيويورك، بول باريت، إن «أفضل طريقة لإنهاء (تويتر) هي في سحبه من البورصة وتقليص الإشراف على محتواه بطريقة غير منطقية».
وعدّ باريت أن النتيجة الكامنة وراء هذه الإجراءات ستُترجم بـ«كميات هائلة من البريد العشوائي، والمواد الإباحية، وخطاب الكراهية، ونظرية المؤامرة، والكلام الفارغ في شأن الانتخابات المسروقة، وغير ذلك من محتوى مماثل، مما سيؤدي إلى مغادرة المستخدمين العاديين والمعلنين المنصة».
لكن ماسك عدّ في المقابل أن زخم «تويتر» يتراجع، وأن الشبكة تحتاج إلى التجديد.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.