ألمانيا تكثّف تحركاتها لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية

ما زالت تبحث عن بديل للغاز

مصفاة نفط ليونا التابعة لشركة «توتال» بالقرب من سبيرجاو شرق ألمانيا (إ.ب.أ)
مصفاة نفط ليونا التابعة لشركة «توتال» بالقرب من سبيرجاو شرق ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا تكثّف تحركاتها لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية

مصفاة نفط ليونا التابعة لشركة «توتال» بالقرب من سبيرجاو شرق ألمانيا (إ.ب.أ)
مصفاة نفط ليونا التابعة لشركة «توتال» بالقرب من سبيرجاو شرق ألمانيا (إ.ب.أ)

ما زالت ألمانيا تكثف من تحركاتها لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية، بعد حرب أوكرانيا، لكن مخاوفها بشأن معدل نموها الاقتصادي، تكبح سرعة خطاها نحو إيجاد بديل سريع، غير أنها تأمل الاستبدال بكل شحنات النفط الروسي خلال أيام.
وفي هذا الصدد، بدأ وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، مشاورات في بولندا أمس الثلاثاء، حول كيفية تقليل الاعتماد على النفط الروسي. وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أن الاجتماع مع وزيرة المناخ البولندية، آنا موسكوا، في وارسو يدور أيضاً حول استكشاف طرق أخرى لاستيراد النفط.
وقال هابيك إن النفط الروسي حالياً يشكل 12 في المائة فقط من إمدادات ألمانيا، مضيفاً أن أكبر اقتصاد في أوروبا يأمل الاستبدال بكل شحنات النفط من روسيا في غضون أيام.
وقال هابيك في بيان: «لذلك تعتزم ألمانيا وبولندا تكثيف التعاون في قطاع النفط حتى يمكن ضمان إمدادات طاقة مستقرة ومستقلة عن واردات النفط الروسي في أسرع وقت ممكن».
وجاء في البيان أن إيجاد بديل للنفط الروسي يتطلب دولاً موردة جديدة وعقوداً وبنية تحتية مختلفة، مشيراً إلى أن هذا سيؤثر بشكل خاص في ألمانيا على مصافي التكرير في شفيت ولوينا، والتي تتلقى حتى الآن إمدادات من خطوط أنابيب من روسيا.
أضافت الوزارة: «تجب تهيئة عدد من الظروف لهذا التحول: من الضروري الحصول على واردات عبر الموانئ، ونقل المنتجات النفطية على متن شاحنات وقطارات»، مؤكدة أن الشركات والحكومة الألمانية تعمل بجهد كبير لتهيئة هذه الظروف.
وبسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، قرر الاتحاد الأوروبي حظر واردات الفحم الروسي. وهناك أيضاً نقاش مستمر حول وقف فوري لواردات الغاز أو النفط من روسيا. وتتجنب ألمانيا ودول أخرى هذا الأمر خوفاً من أضرار اقتصادية جسيمة. وفي العام الماضي؛ حصلت ألمانيا على أكثر من ثلث نفطها من روسيا.
وحذرت معاهد التوقعات الاقتصادية الألمانية الكبرى، من أن برلين ستواجه انكماشاً اقتصادياً عام 2023 في حال وقف استيراد الغاز الروسي بصورة فورية في سياق العقوبات المفروضة على موسكو لغزوها أوكرانيا.
وذكرت المعاهد الستة النافذة أن إجمالي الناتج الداخلي في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا سيتراجع بنسبة 2.2 في المائة في 2023 في حال وقف إمدادات الغاز التي تعول عليها ألمانيا بصورة خاصة. وسيصل التراجع التراكمي لعامي 2022 و2023 إلى نحو 220 مليار يورو؛ ما يمثل 6.5 في المائة من الثروة السنوية، بحسب المعاهد.
وعلق شتيفان كوتس، نائب رئيس أحد المعاهد، في بيان: «إذا توقفت إمدادات الغاز، فإن الاقتصاد الألماني مهدد بانكماش حاد». وقد يصل تراجع إجمالي الناتج المحلي إلى 5 في المائة في الفصل الثاني من 2023، قبل أن ينهض الاقتصاد مجدداً في أواخر السنة. وبعدما كانت برلين تستورد قبل الهجوم على أوكرانيا أكثر من 55 في المائة من حاجاتها من روسيا، خفضت هذه الحصة إلى 40 في المائة، وتبذل مساعي لإيجاد مزودين آخرين. ولا تتوقع ألمانيا الاستغناء عن الغاز الروسي قبل منتصف 2024.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
TT

السعودية توقّع تسع صفقات استراتيجية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر الاستثمار المقام في العاصمة السعودية الرياض (وزارة الاستثمار)

أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، تسع صفقات استراتيجية جديدة ضمن برنامج «جسري» لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية، مؤكداً أن هذه الصفقات تأتي في إطار «رؤية 2030» للتحول الاقتصادي، وتهدف إلى تحسين الوصول إلى المواد الأساسية وتعزيز التصنيع المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة والمشاركة السعودية في سلاسل الإمداد العالمية.

وفي كلمة له خلال مؤتمر «الاستثمار العالمي 28» الذي يُعقد هذا الأسبوع في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، أشار الفالح إلى أن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية. وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وأشار الفالح إلى أن المملكة بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة، تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة.

وأوضح أن المملكة تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

واختتم الفالح كلمته بتأكيد التزام الحكومة السعودية الكامل بتحقيق هذه الرؤية، مشيراً إلى أن الوزارات الحكومية المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.