الحملة الصينية ضد الفساد تسقِط «الأربعين حرامي»

بكين تسمح بتيسير التمويل لشركات التطوير المتعثرة

البنك المركزي الصيني (رويترز)
البنك المركزي الصيني (رويترز)
TT

الحملة الصينية ضد الفساد تسقِط «الأربعين حرامي»

البنك المركزي الصيني (رويترز)
البنك المركزي الصيني (رويترز)

تسارعت وتيرة الحملة التي يشنها الرئيس الصيني شي جينبينغ ضد الفساد في القطاع المالي المتسع الأطراف في البلاد، لتصل إلى مستويات عليا في بعض المؤسسات الرائدة بالصين، حيث بلغ عدد المسؤولين الذين ثبت تورطهم أكثر من أربعين شخصاً.
وتزيد هذه الحملة من مخاوف المستثمرين الذين يضطرون إلى مواجهة الرياح المعاكسة المتزايدة في الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأفادت وكالة «بلومبرغ» يوم الاثنين، بأنه قد تم التحقيق مع ما لا يقل عن 17 مسؤولاً، من بينهم الرئيس السابق لبنك التجار الصيني، تيان هويو، أو فرض عقوبات عليهم في أبريل (نيسان)، بحسب بيانات صادرة عن اللجنة المركزية لفحص الانضباط، وهي أعلى هيئة لمكافحة الفساد في البلاد.
وفي الوقت نفسه، ثبت تورط عشرات المسؤولين الماليين في وقائع فساد منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما تم إطلاق حملة تفتيش تركز على المؤسسات المالية والهيئات التنظيمية.
وفي سياق مستقل، نقلت وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة، أن البنك المركزي الصيني كثف دعمه للعديد من شركات التطوير المتعثرة، وذلك من خلال السماح للبنوك ومديري الديون المعدومة بتخفيف القيود على بعض القروض، من أجل تخفيف أزمة السيولة.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن «بنك الشعب الصيني» (البنك المركزي) عقد اجتماعاً مع نحو 20 بنكاً وشركة إدارة أصول الأسبوع الماضي للمساعدة في حل الأزمات التي تواجهها أكثر من عشر شركات تطوير عقاري كبرى، من بينها «إيفرغراند».
وأضافت المصادر، أن البنك المركزي الصيني يسعى لتيسير المتطلبات حول مجموعة من تدابير التمويل، تتراوح من الإقراض لتمويل الاستحواذات على أصول إلى تمديد آجال ديون مستحقة. ولفتت «بلومبرغ» إلى أن الاجتماع أرسل أقوى إشارة تصدر من بكين حتى الآن لإبداء الدعم للمطورين المتعثرين.
وتجدر الإشارة إلى أن ما لا يقل عن 17 شركة تخلفت عن سداد مدفوعات سندات في الخارج منذ بدأت السلطات في اتخاذ إجراءات ضد الاقتراض المفرط والمضاربة في سوق الإسكان في عام 2020.
ومن جهة أخرى، أصدر مجلس الدولة بالصين، الاثنين، توجيهات مفصلة بشأن تعزيز التعافي المستمر في الاستهلاك، ولفت إلى أن من شأن تحفيز الاستهلاك المحلي أن يعزز نشاط الاقتصاد.
وأشارت التوجيهات إلى أن الشركات الصغيرة وقطاع الخدمات تواجه صعوبات من تداعيات تفشي «كورونا»، وشددت على الحاجة إلى تطبيق تخفيضات ضريبية والحسومات.
وكان المجلس عقد اجتماعاً في 13 أبريل ونشر تدابير لتعزيز الاستهلاك، من بينها التشجيع على شراء الأجهزة الكهربائية والمركبات، وخاصة المركبات العاملة بالطاقة الجديدة.
وتتضمن التوجيهات إقامة قواعد للتخزين في المدن كبيرة ومتوسطة الحجم لضمان إيصال المستلزمات الضرورية اليومية في أوقات الأزمات. كما تتضمن تشجيع المصارف لتقديم المزيد من الدعم التمويلي للأعمال التي تضررت بصورة حادة من تفشي «كورونا».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أظهر تقرير أرباح بنك اليابان (المركزي) يوم الأربعاء، أن البنك تكبد خسائر قياسية في تقييم حيازاته من السندات الحكومية في النصف الأول من السنة المالية مع ارتفاع عائدات السندات بسبب رفع أسعار الفائدة.

وعادة ما تشهد البنوك المركزية انخفاض قيمة حيازاتها من السندات عندما ترفع أسعار الفائدة، حيث تؤثر مثل هذه التحركات على أسعار السندات التي تتحرك عكسياً مع العائدات.

وأظهر تقرير الأرباح أن حيازات البنك المركزي من السندات تكبدت خسائر في التقييم بلغت 13.66 تريليون ين (90.03 مليار دولار) في الأشهر الستة حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما يزيد عن الخسارة البالغة 9.43 تريليون ين المسجلة في مارس (آذار).

وبلغت حيازات بنك اليابان من السندات الحكومية طويلة الأجل 582.99 تريليون ين في نهاية النصف الأول من السنة المالية، بانخفاض 1.6 تريليون ين عن العام السابق، وهو ما يمثل أول انخفاض في 16 عاماً.

وأظهر التقرير أن حيازات البنك المركزي من صناديق الاستثمار المتداولة حققت أرباحاً ورقية بلغت 33.07 تريليون ين، بانخفاض من 37.31 تريليون ين في مارس.

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية وتوقف عن شراء الأصول الخطرة مثل صناديق الاستثمار المتداولة في مارس الماضي، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الضخم الذي استمر عقداً من الزمان. وفي يوليو (تموز)، رفع البنك أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة، ووضع خطة لتقليص مشترياته الضخمة من السندات في محاولة لتقليص ميزانيته العمومية الضخمة.

وقال بنك اليابان إنه حصد 1.26 تريليون ين أرباحاً من حيازاته في صناديق المؤشرات المتداولة في النصف الأول من السنة المالية من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر، ارتفاعاً من 1.14 تريليون ين في الفترة المقابلة من العام الماضي. وساعدت هذه العائدات في تعويض الخسائر التي تكبدها بنك اليابان لرفع تكاليف الاقتراض، مثل دفع الفائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي.

وأظهر التقرير أن بنك اليابان دفع 392.2 مليار ين فائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي في النصف الأول من السنة المالية، وهو ما يزيد 4.3 مرة عن المبلغ الذي دفعه قبل عام.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً يوم الأربعاء بقيادة أسهم قطاع صيانة السيارات وسط مخاوف من تداعيات رسوم جمركية تعهد بفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فضلاً عن ارتفاع الين.

وتراجع المؤشر نيكي 0.8 في المائة ليغلق عند 38134.97 نقطة، وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9 في المائة إلى 2665.34 نقطة.

وتعهد ترمب يوم الاثنين بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، وهو ما قال محللون استراتيجيون إنه أثار مخاوف من تعرض المنتجات اليابانية لرسوم مماثلة.

وصعد الين بفضل الطلب على الملاذ الآمن وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط، ليجري تداوله في أحدث التعاملات مرتفعاً 0.57 في المائة إلى 152.235 ين للدولار.

وتراجع سهم تويوتا موتور 3.62 في المائة في هبوط كان الأكثر تأثيراً على المؤشر توبكس، كما انخفض سهم «موتور» 4.74 في المائة و«هوندا موتور» 3.04 في المائة. وخسر المؤشر الفرعي لأسهم شركات صناعة السيارات 3.39 في المائة في أداء هو الأسوأ بين المؤشرات الفرعية للقطاعات البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو.

وانخفض سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 3.71 في المائة لتصبح أكبر الخاسرين على المؤشر نيكي. ومن بين أكثر من 1600 سهم في السوق الرئيس ببورصة طوكيو، ارتفع نحو 16 في المائة وانخفض نحو 82 في المائة، وظل نحو واحد في المائة دون تغيير.