ألمانيا تتخوف من «الركود التضخمي» بسبب الحرب في أوكرانيا

استطلاع يكشف عن نظرة تشاؤمية لمستقبل قطاع الصناعة وشركات البناء

استطلاع ألماني يبدي قلقاً من تحديات جادة ستواجه قطاع الصناعة والبناء مع الأزمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
استطلاع ألماني يبدي قلقاً من تحديات جادة ستواجه قطاع الصناعة والبناء مع الأزمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تتخوف من «الركود التضخمي» بسبب الحرب في أوكرانيا

استطلاع ألماني يبدي قلقاً من تحديات جادة ستواجه قطاع الصناعة والبناء مع الأزمة الأوكرانية (أ.ف.ب)
استطلاع ألماني يبدي قلقاً من تحديات جادة ستواجه قطاع الصناعة والبناء مع الأزمة الأوكرانية (أ.ف.ب)

حذر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر من التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا، وقال إن بلاده يجب أن تستعد لـ«ركود تضخمي»، وضعف وتيرة سير الاقتصاد مع تنامي انخفاض قيمة الأموال. وأشار زعيم الحزب الديمقراطي الحر إلى «خطر إفقار الكثير من الناس»، فضلا عن وجود خطر أيضا في القدرة على كسب لقمة العيش كما كان من قبل.
وتحدث ليندنر خلال مشاركة افتراضية في المؤتمر الاتحادية لحزبه الديمقراطي الحر عن تضرر الثقة في ألمانيا كمقصد للاستثمار، وقلة الاستعداد لدى الشركات لتحمل المخاطر. وحذر ليندنر من أن الركود التضخمي يمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمة استقرار عميقة بشكل سريع وظهور خطر الجوع، وأوضح: «نحتاج من ناحية إلى نمو اقتصادي أكثر وأقوى، ولن ينجح ذلك في موقف يشهد ندرة واختناقات توريد وأسعارا مرتفعة من خلال توزيعنا للمزيد والمزيد من الأموال والإعانات الحكومية».
وطالب ليندنر بالاستثمار في التعليم والبحث العلمي وحل التحديات الخاصة بجذب الكوادر الفنية المتخصصة، وبتسريع القضاء على البيروقراطية وإجراءات التخطيط.
وتأتي تحذيرات وزير المالية الألماني في الوقت الذي كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الأوكرانية أثرت بقوة، وخاصة على قطاع الصناعة الألمانية وشركات البناء، حيث أظهر الاستطلاع حدوث تعكر ملحوظ في المناخ في هذين القطاعين.
ويرى معهد الاقتصاد الألماني «آي دبليو» أن قطاع الصناعة وشركات البناء يقفان على وشك الركود وهي الحالة التي لا ينمو فيها الإنتاج، بل ينكمش. وتنعقد آمال الاقتصاد الألماني على قطاع الخدمات الذي لا يزال يتوقع تحقيق نتائج أفضل من عام 2021 في هذا العام بسبب انتهاء قيود مكافحة جائحة «كورونا».
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قال الخبير الاقتصادي بالمعهد، ميشائيل جروملينغ: «نعول على أن يُظْهِر قطاع الخدمات قدرة قوية تنشر الاستقرار».
ورغم ذلك، فإن جزءا من قطاع الخدمات لديه نظرة متشككة حيال المستقبل، وكتب المعهد: «لكن التفاؤل يغلب وبفارق كبير بأن القطاع بإمكانه تحقيق تحسن مقارنة بالعام الماضي، وذلك وفقا للوضع الحالي للأمور».
في المقابل، رصد الاستطلاع ترديا ملحوظا في المعنويات داخل قطاع الصناعة، حيث تراجعت نسبة الشركات التي تتوقع حدوث نمو في الإنتاج من 55 في المائة في استطلاع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 37 في المائة فقط في الاستطلاع الحالي.
وفي سياق متصل، أظهرت النتائج تضاعف نسبة الشركات المتشائمة إلى 28 في المائة. وذكر المعهد أن الفارق بين الإجابات الإيجابية والإجابات السلبية للشركات التي شملها الاستطلاع تراجع من 40 نقطة مئوية إلى 10 نقاط مئوية فقط.
ورأى المعهد أن القطاع على وشك الركود، مشيرا إلى أن الأسعار العالية للطاقة والتي واصلت الارتفاع مؤخرا بسبب الحرب، زادت من مشاكل الشركات بالإضافة إلى الخوف من حدوث صعوبات إضافية في التوريد وفي الحصول على المواد.
وأوضحت النتائج أن معسكر المتشائمين في قطاع البناء تساوى تقريبا مع معسكر المتفائلين، حيث يعاني القطاع بالفعل منذ فترة طويلة من اختناقات التوريد، وارتفاع تكاليف الطاقة والتي تفاقمت بسبب الحرب.
ورغم الأعباء الناجمة عن الحرب والجائحة، أعرب نحو 40 في المائة من كل الشركات التي شملها الاستطلاع عن أملها في أن يتجه العام الحالي نحو الأفضل، وتمثل هذه النسبة تراجعا بمقدار عشر نقاط مئوية مقارنة باستطلاع نوفمبر الماضي.
وتتوقع الشركات المقدمة للخدمات بالذات أن يقبل المستهلكون على إنفاق الأموال التي وفروها خلال الجائحة، كما تأمل العديد من الشركات في تعويض استثماراتها التي تأجلت حتى الآن.


مقالات ذات صلة

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)

فوز ترمب يخفّض الذهب لأدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع

صائغ كويتي يرتب القطع في متجره (أ.ف.ب)
صائغ كويتي يرتب القطع في متجره (أ.ف.ب)
TT

فوز ترمب يخفّض الذهب لأدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع

صائغ كويتي يرتب القطع في متجره (أ.ف.ب)
صائغ كويتي يرتب القطع في متجره (أ.ف.ب)

لامست أسعار الذهب أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع يوم الخميس، مع ارتفاع الدولار بعد فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، بينما ينصب التركيز أيضاً على قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق اليوم.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 2656.34 دولار للأوقية (الأونصة)، عند الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ أدنى مستوى له منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول) في وقت سابق من الجلسة.

وسجل الذهب أعلى مستوى قياسي عند 2790.15 دولار الأسبوع الماضي، وفقد أكثر من 130 دولاراً منذ ذلك الحين.

وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.5 في المائة إلى 2663.60 دولار. وحوم مؤشر الدولار قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر، ما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.

وعاد ترمب إلى البيت الأبيض بفوز ساحق، الأربعاء، لكن ذلك أثار تساؤلات عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قد يمضي قدماً في خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ وأقل حدة.

ويتوقع المتعاملون خفضاً 25 نقطة أساس من المرجح الإعلان عنه في نهاية اجتماع البنك المركزي الأميركي في وقت لاحق يوم الخميس، مع التركيز أيضاً على بيان رئيسه جيروم باول للحصول على أي إشارات بشأن مسار خفض أسعار الفائدة في المستقبل.

والذهب ملاذ آمن من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يرفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 31.03 دولار للأوقية وتراجع البلاتين 0.3 في المائة إلى 983.73 دولار وهبط البلاديوم 0.7 في المائة إلى 1028.25 دولار. وانخفضت المعادن الثلاثة للجلسة الثانية على التوالي.