تصعيد أميركي ـ روسي في ملفي «الإبادة» والدعم العسكري

السعودية تتبرع بـ 10 ملايين دولار لأوكرانيا وواشنطن تدعم كييف بأسلحة متطورة وموسكو تهدد بقصفها

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه البولندي واللاتفي والليتواني والإستوني في كييف أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه البولندي واللاتفي والليتواني والإستوني في كييف أمس (أ.ف.ب)
TT

تصعيد أميركي ـ روسي في ملفي «الإبادة» والدعم العسكري

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه البولندي واللاتفي والليتواني والإستوني في كييف أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع نظرائه البولندي واللاتفي والليتواني والإستوني في كييف أمس (أ.ف.ب)

شهدت العلاقات الأميركية - الروسية مزيداً من التدهور أمس على خلفية النزاع في أوكرانيا، لا سيما في ملف «الإبادة الجماعية» التي اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن روسيا بارتكابها ضد الشعب الأوكراني، وملف المساعدات العسكرية التي تصل إلى حكومة كييف.
واتهم الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الولايات المتحدة بمحاولة «تشويه» صورة بلاده بعدما اتهمها الرئيس بايدن، للمرة الأولى، بارتكاب «إبادة جماعية» في أوكرانيا. وقال بيسكوف: «خلافنا قاطع (مع بايدن) ونعتبر هذه المحاولات الرامية إلى تشويه الواقع غير مقبولة، خصوصاً أنها تأتي من رئيس الولايات المتحدة، وهي دولة تصرفاتها في التاريخ الحديث معروفة جيداً». وجاء رده بعدما كرر بايدن مرتين مساء الثلاثاء تهمة «الإبادة» في وصفه لما تقوم به روسيا في أوكرانيا، علماً أن توصيف الإبادة يحمل دلالات قانونية، ولم يسبق أن استخدمه الأميركيون إزاء ما يحصل، إذ إنهم تحدثوا عن «جرائم حرب» فقط.
وتزامناً مع ذلك، توعدت موسكو دول الغرب بأنها «ستتصدى بشدة» لأي محاولات لإعاقة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مهددة باستهداف شحنات أسلحة تصل إلى هذا البلد من خارج حدودها. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر قولها إن هذا «ربما يعد الإنذار الأخير».
وجاء التحذير الروسي بعد معلومات أفادت بأن إدارة الرئيس بايدن تخطط لتقديم مساعدات عسكرية أخرى بقيمة 750 مليون دولار لأوكرانيا. وتشمل التعزيزات العسكرية الأميركية لأوكرانيا عربات همفي المصفحة ومدافع هاوتزر وطائرات بدون طيار للدفاع الساحلي ومعدات لحماية الأفراد في حالة وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي أو نووي. بينما تدور مناقشات حول إمكانية توفير طائرات Mi - 17 لأوكرانيا، وهي مروحيات هليكوبتر سوفياتية المنشأ يمكن استخدامها لمهاجمة المركبات الروسية.
على صعيد آخر، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، وبالأخص بولندا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة البولندية ومنظمات الأمم المتحدة.
ميدانياً، أعلنت روسيا أن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا لقواتها في مدينة ماريوبول المحاصرة، في مؤشر جديد إلى قرب سقوط هذه المدينة.
وفي موقف لافت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي سيضرب «مراكز صنع القرار في كييف» إذا استمرت «الأعمال التخريبية الأوكرانية ضد أهداف على الأراضي الروسية».
واستقبل الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي أمس في كييف رؤساء بولندا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا الذين قاموا بزيارة تضامن للعاصمة الأوكرانية.
... المزيد
... المزيد


مقالات ذات صلة

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي»؛ لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك»، بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.