الرئاسة الفلسطينية: أي تحالفات لن تخرجنا من المعادلة

الرئاسة الفلسطينية: أي تحالفات لن تخرجنا من المعادلة
TT

الرئاسة الفلسطينية: أي تحالفات لن تخرجنا من المعادلة

الرئاسة الفلسطينية: أي تحالفات لن تخرجنا من المعادلة

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «أي تحالفات إقليمية أو دولية فشلت في إخراج الفلسطينيين من المعادلة»، مؤكداً أن «الطريق الوحيدة للأمن والاستقرار واضحة تماماً، وأن العنوان هو رام الله وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومن دون أفق سياسي على هذه الثوابت ستبقى الأمور متفجرة وخطرة، وستبقى المنطقة تعيش توترات وصراعات بلا نهاية».
وأضاف أبو ردينة في بيان بثته الوكالة الرسمية أمس: «المفهوم الجديد الذي يجب أن يتطور على السياسة الأميركية والإسرائيلية هو من خلال انتصار القيادة والشعب الفلسطيني على سياسة الفصل العنصري ووقف ازدواجية المعايير التي تمارسها دول الغرب، والتي أيضاً فقدت مصداقيتها أو ما تبقى منها لدى شعوب المنطقة والعالم».
وجاء بيان أبو ردينة في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تصعيداً ينذر بانفجار أكبر خلال شهر رمضان، وهو تصعيد طالما حذرت منه إسرائيل متهمة الفلسطينيين بالوقوف وراءه، وهي اتهامات ردتها السلطة، متهمة إسرائيل بالتصعيد المستمر وقيادة المنطقة إلى الانفجار.
وقال أبو ردينة: «إن انعدام الأفق السياسي، والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا ومقدساتنا، الذي كان آخره ما قام به يائير لبيد من اقتحام لمنطقة باب العمود في البلدة القديمة بالقدس بشكل غير مسؤول، ومواصلة تصرفات جيش الاحتلال وشرطته الاستفزازية واقتحامات المستوطنين، سيؤدي إلى تفجر الأوضاع ليس في فلسطين فقط، إنما في المنطقة».
وأضاف أن «التطورات المتسارعة نتيجة استمرار التصعيد الإسرائيلي سواء في باحات المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات اليومية للمستوطنين، والاعتداءات بحق أبناء شعبنا في أحياء القدس، أو في مدن الضفة الغربية، تشكل مساساً واضحاً وصارخاً يثبت عدم التزام إسرائيل بالتفاهمات والاتفاقيات، أو بالتعهدات والمواقف التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية، والجهود التي تبذلها أطراف فاعلة في المنطقة، لمنع التصعيد».
وتابع: «على الجانب الإسرائيلي أن يعي تماماً أن ما يحدث في باب العامود وغيره من أحياء القدس، وتصرفات شرطة الاحتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين، واستمرار معاناة الأسرى وحجز جثامين الشهداء، وحتى التهديدات الرسمية الإسرائيلية لعمليات عسكرية جديدة في غزة، ستؤدي جميعها إلى اشتعال النيران، وستضر بميزان الردع الهش أصلاً».
وحمل أبو ردنية باسم القيادة الفلسطينية، إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد، وحذرها من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، قائلاً: «إن القدس ليست للبيع أو المساومة».
وتشهد القدس مواجهات ليلية وعنيفة كل ليلة منذ بدء رمضان، في مشهد يذكر بالأجواء التي سبقت التصعيد الكبير في رمضان الماضي، وقاد إلى عمليات ومواجهات غير مسبوقة في الداخل بإسرائيل، وحرب مع قطاع غزة استمرت 11 يوماً.
واندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، بالقرب من باب العامود بالقدس، ليلة الأحد، وتم اعتقال ما لا يقل عن 10 فلسطينيين قالت الشرطة الإسرائيلية إنهم «ألقوا الزجاجات والحجارة والمفرقعات والقضبان الحديدية عند نقطة تفتيش للشرطة، ما أسفر عن إصابة شرطي بجروح طفيفة».
واشتبك الفلسطينيون مع الشرطة الإسرائيلية بالقرب، لليلة الثانية على التوالي من شهر رمضان، وردت الشرطة بقوة أكبر. ورشق محتجون حاجزاً للشرطة بزجاجات وحجارة وأجسام أخرى، كما حدث في الليلة السابقة.
ويوم السبت، نجحت الشرطة في احتواء الوضع دون وسائل تفريق المظاهرات، واعتقلت أربعة أشخاص، لكن في اليوم الثاني، استخدمت الشرطة قنابل صوتية، وضربت المتظاهرين بالهراوات كما ساعد خيالة الشرطة في تفريقهم بالقوة.
وهاجم المتظاهرون قوات الشرطة، كما أضرموا النار في حاوية قمامة بالقرب من باب العامود بالبلدة القديمة.
والتصعيد الأحد، جاء بعد ساعات من قيام وزير الخارجية يائير لبيد بجولة في منطقة باب العامود مع المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي ومشرعين من حزبه «يش عتيد».
وقال لبيد للشرطة، خلال حصوله على إحاطة أمنية من شبتاي وضباط كبار آخرين، من ضمنهم قائد لواء القدس في الشرطة دورون ترجمان: «نقدم لكم الدعم الكامل».
وأضاف لبيد، بحسب بيان صادر عن مكتبه: «هذه فترة صعبة ومتوترة، لكن لدينا قوة شرطة يمكن الاعتماد عليها لتجاوز هذه الفترة المعقدة».
وأدانت السلطة الزيارة واعتبرتها مستفزة، واتهمت لبيد بالتحريض ضد الفلسطينيين.
وقالت السلطة الفلسطينية إن المتطرفين اليهود هم من يعرضون النظام العام للخطر في القدس، بسبب اقتحامات المسجد الأقصى.
وقال رئيس الوزراء محمد أشتية: «إن ما شهدته الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية من تصعيد الاحتلال لاعتداءاته ضد أبناء شعبنا بالقتل والتنكيل والاعتقال وإطلاق أيدي المستوطنين لارتكاب الجرائم، ينطوي على مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يستدعي تدخلاً من الأسرة الدولية لوقف تلك الاعتداءات ووضع حد لمواصلة المتطرفين انتهاك حرمة المسجد الأقصى، خصوصاً في ضوء التحضيرات الجارية لاقتحام المسجد المبارك خلال شهر رمضان الفضيل».
وأضاف أشتية في كلمته بمستهل جلسة الحكومة الاثنين، أن «تبرير إسرائيل لعمليات القتل التي تمارسها ضد أبناء شعبنا بأنهم قنابل موقوتة يحمل نذر تصعيد خطير، ذلك أن إسرائيل تعتبر كل فلسطيني يوجد على أرضه ويدافع عن ممتلكاته بمثابة قنبلة موقوتة توجب قتله، وهو أمر في منتهى الخطورة، في ضوء السماح للمستوطنين بحمل السلاح وقتل الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بهم»، محملاً إسرائيل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة الناتجة عن هذا التصعيد.
أما الخارجية الفلسطينية فقالت إن دولة الاحتلال تنقل مستوى حربها المفتوحة على القدس ومقدساتها وجميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها إلى مربعات خطيرة جداً.
وأضافت الخارجية في بيان الاثنين، أن إسرائيل تخشى من كثافة الوجود الفلسطيني بالقدس خلال شهر رمضان، خصوصاً أن هذا الوجود يكشف زيف روايات الاحتلال وقراره بضم القدس، ويؤكد في الوقت ذاته أن القدس فلسطينية عربية محتلة.
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال وأجهزتها المختلفة تعتبر أن جميع مظاهر الاحتفالات أو التجمعات أو مظاهر الحياة الاجتماعية المقدسية شكل من أشكال التحدي الذي لا توافق عليه أو تقبل به، ولذلك تشن حرباً على الوجود والحضور الفلسطيني في القدس.
وكانت إسرائيل عززت إجراءاتها الأمنية في الداخل والقدس والضفة وحول قطاع غزة، رداً على سلسلة من الهجمات قبل رمضان أدت إلى مقتل 11 شخصاً في إسرائيل خلال أسبوع، ونشرت قوات إضافية في الضفة الغربية وعلى حدود غزة وفي المدن الكبيرة مثل القدس وتل أبيب.
وتقول إسرائيل إنها تريد تجاوز هذه الفترة التي تحمل روزنامة مناسبات حساسة للمسلمين واليهود والمسيحيين، وتنذر بالتوتر الشديد والتصعيد.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.