خبراء يتوقعون: هكذا سيؤثر عالم «الميتافيرس» على صحتنا العقلية

شخص يرتدي نظارات الواقع الافتراضي (أ.ف.ب)
شخص يرتدي نظارات الواقع الافتراضي (أ.ف.ب)
TT

خبراء يتوقعون: هكذا سيؤثر عالم «الميتافيرس» على صحتنا العقلية

شخص يرتدي نظارات الواقع الافتراضي (أ.ف.ب)
شخص يرتدي نظارات الواقع الافتراضي (أ.ف.ب)

تزايدت المخاوف بين الخبراء بشأن تأثيرات العالم الافتراضي «الميتافيرس» على الصحة العقلية. ومع استمرار عمالقة التكنولوجيا في بناء عوالم «الميتافيرس» الخاصة بهم، تثار العديد من الأسئلة حول مستقبل صحتنا العقلية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1477634532220178432
ولطالما كان الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ صريحاً حول خططه لعالم الـ«ميتافيرس»، فهو يراه «عالما افتراضيا يضم الألعاب وشبكات التواصل الاجتماعي والواقع المعزز والعملات المشفرة». ويفكر الخبراء الآن بجدية في كيفية تأثير خطط زوكربيرغ للمستقبل على الصحة العقلية للأفراد، «الذين اندمج بعضهم بالفعل بشكل كبير في عالم الإنترنت»، وفق ما ذكرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وهناك جدل بين الخبراء، فبعضهم يرى أن «الميتافيرس» سوف يندمج بسلاسة في حياتنا، كما اندمجت تكنولوجيات أخرى سابقة في الماضي كنا متخوفين منها، وبالتالي لا داعي للقلق.
ومع ذلك، يختلف آخرون، مشيرين إلى أن مفهوم «الميتافيرس» ليس ثورياً فقط، ولكنه منطقة مجهولة ستشكل بالتأكيد بعض التحديات.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1495148688968146964
ويحتوي العلم على أدلة ملموسة تربط الإفراط في استخدام التكنولوجيا الرقمية بالعديد من مشكلات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والذهان. ويمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت في بيئة رقمية إلى تفضيل الأشخاص للمساحات الافتراضية على العالم الواقعي.
وقالت راشيل كويرت، مديرة الأبحاث في «TAKE THIS»، وهي منظمة غير ربحية تركز على الصحة العقلية في مجتمع ألعاب الفيديو، إن عالم «الميتافيرس» يمكن أن «يؤثر سلباً على قدرتنا على الانخراط في الحياة غير الافتراضية، وعلى الانتماء والثقة بالنفس، ويزيد الشعور بالقلق الاجتماعي»، وفق ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
بدوره، أشار جيريمي بيلنسون من جامعة ستانفورد، إلى أنه «قد تكون هناك تحديات عندما يقضي الأشخاص الكثير من الوقت في عالم يكون فيه الجميع مثاليين وجميلين».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1480649397641920516
أما نيك ألين، أستاذ علم النفس في جامعة أوريغون، فقال إن السؤال لا ينبغي أن يكون كم من الوقت يقضيه الناس في عالم «الميتافيرس»، وبدلاً من ذلك، يقول إن الأهم هو النظر إلى ما إذا كان الوقت الذي يقضيه فيه يعزز أو يعيق الصحة العقلية للفرد.
ويوضح ألين «الشباب قد يجد سياقاً عبر الإنترنت حيث يمكنهم الشعور بالدعم الاجتماعي، ونتوقع أن يكون ذلك مفيداً لصحتهم العقلية».


مقالات ذات صلة

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تكنولوجيا لدى خدمة «ChatGPT Plus» التي تعتمد على الاشتراك نحو 7.7 مليون مستخدم على مستوى العالم (أدوبي)

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تشكل الخاصية الجديدة نقلة في كيفية التفاعل مع المعلومات عبر إجابات أكثر ذكاءً وسرعة مع سياق الأسئلة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

معرض «بلاك هات» يحصد اهتماماً دبلوماسياً وسيبرانياً وإشادة باستضافة السعودية وتنظيمها الناجح.

غازي الحارثي (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.