تسلمت ألمانيا 37 من مواطنيها كانوا يعيشون منذ سنوات في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة السورية، بعد زيارة وفد رسمي إلى مدينة القامشلي وعقد اجتماعات مع دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» شمال وشرق سوريا.
وقال السفير شتوكل ستيلفريد لـ«الشرق الأوسط» إنها المرة الثالثة التي يقوم «بمهمة إنسانية لإعادة الأطفال الألمان مع أمهاتهم إلى وطنهم ألمانيا. وعملية الإجلاء هذه تُعدّ الأكبر من بين الدفعات التي عادت سابقاً، لأنها تتكون من 10 سيدات و27 طفلاً»، وأشار إلى دور الشركاء الدوليين والمحليين في إنجاح المهمة.
وزاد: «لا نستطيع بالطبع إنجاز هذه المهمة دون شركائنا، وأود الإشارة إلى الدور الكبير للإدارة الذاتية ودائرة العلاقات الخارجية في تسهيل وإنجاح المهمة».
وبلغ عدد المواطنين الألمان الذين تم تسليمهم إلى وفود حكومية 91، منهم 22 سيدة و69 طفلاً، وذكر الدبلوماسي الألماني أنه تباحث مع قادة الإدارة الذاتية في دور مشاركة ألمانيا شريكاً إنسانياً للمنطقة وباقي دول العالم، كما تطرَّق إلى الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم الهول، وقبلها سجن الصناعة جنوبَ الحسكة. وناقش التطورات الأخيرة مع عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة و«نأسف عن الخسائر البشرية الكبيرة التي سقطت خلال استعصاء (الهول) والتمرد المسلح في سجن الحسكة».
وشدد على التزامهم بمكافحة الإرهاب، ومناقشته بشكل مكثف آليات وطرق القضاء على التطرف «وكيفية إعادة الاندماج لهؤلاء الذين عاشوا سنوات في ظل التطرف، وضرورة رؤية جانبي القانون الجنائي، وعمليات الاندماج، وسبل معالجة الفكر المتشدد».
من جانبه، قال عمر لـ«الشرق الأوسط»، إن برلين «تواصل تسلم رعاياها من نساء وأطفال عناصر (داعش) في المخيمات، لكن بأعداد قليلة. يجب اتخاذ خطوات جدية لإيجاد حلول جذرية لعائلات العناصر، خشية تدهور وتفاقم الأوضاع الأمنية بالمخيمات»، وأشار إلى التمرد المسلح، الاثنين الماضي، بمخيم الهول، في 28 من الشهر الماضي، الذي خلَّف خسائر بشرية، بينهم قتلى أطفال ونساء وجرحى.
وزاد: «تكرار هجمات خلايا التنظيم سببه عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته حيال ملف (داعش)، واستجابة الحكومات الغربية والعربية لقضية إعادة رعاياهم بهذا الشكل لا تحقق حلاً جذرياً للمشكلة».
وسلمت دائرة العلاقات الخارجية، خلال أعوام 2019 و2021 وهذا العام حتى نهاية الشهر الماضي، ما مجموعه 1076 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب تسليم 7 عناصر كانوا في صفوف التنظيم إلى الحكومة الإندونيسية في عام 2018.
ويضم مخيم الهول الذي يقع على بُعد نحو 45 كلم شرق مدينة الحسكة نحو 56 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن 16 عاماً، وفق الأمم المتحدة، كما يضمّ نحو 10 آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة.
ألمانيا تتسلّم 37 من رعاياها في «الهول» شرق سوريا
https://aawsat.com/home/article/3565666/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%91%D9%85-37-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%84%C2%BB-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
ألمانيا تتسلّم 37 من رعاياها في «الهول» شرق سوريا
- القامشلي: كمال شيخو
- القامشلي: كمال شيخو
ألمانيا تتسلّم 37 من رعاياها في «الهول» شرق سوريا
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة