باشر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أمس، عملية واسعة لاعتقال جميع نشطاء «داعش» في البلدات العربية (فلسطينيي 48). وداهم بيوتاً في مدينة أم الفحم التي قدم منها منفذا عملية الخضيرة، وبلدات أخرى في منطقة الجليل ووادي عارة، مثل سخنين والناصرة والطيبة، واعتقل 15 شخصاً.
تأتي هذه الاعتقالات في أعقاب عملية الخضيرة التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة 10 من عناصر الأمن، واستمراراً لحملة الاعتقالات التي شرعت فيها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فجر الاثنين، في أم الفحم، وطالت 5 أشخاص، تم تمديد اعتقالهم بعدة أيام. وكذلك اعتقال شاب من النقب بشبهة تأييد «داعش»، وتخللت هذه الاعتقالات أعمال تفتيش وتخريب للبيوت، وفي أجواء ترهيب أصابت كثيراً من الأبرياء.
وتفيد مصادر «الشاباك» بأن هناك 87 ناشطاً لـ«داعش» بشكل مؤكد، مشيرة إلى أنه تم اعتقالهم في الماضي، بعد تخطيطهم للسفر إلى سوريا للقتال في صفوف «داعش»، وأنه حُكم بالسجن على عدد منهم لفترات قليلة، كما أن هناك بضع عشرات من المتطرفين الذين يمكن تجنيدهم. وكل هؤلاء يصنفون اليوم في دائرة الخطر. وسيتم التحقيق معهم ومعرفة مدى ارتباطهم بـ«داعش» فكراً وممارسة، ومدى استعدادهم لتنفيذ عمليات مسلحة.
وجاء في بيان مقتضب للشرطة الإسرائيلية، أنه «تم اعتقال 12 شخصاً من أم الفحم وقرى وادي عارة من قبل الشرطة، وقوات حراس الحدود وعناصر (الشاباك)، كما جرى اعتقال 3 شبان من مدينة الطيبة بعد مداهمة عدد من المنازل».
وأوضحت الشرطة في بيانها أنها ستكثف حملة الاعتقالات التي من المتوقع أن تستمر في الأيام المقبلة. بينما قال «الشاباك» إنه يدرس إمكانية فرض الاعتقال الإداري على هؤلاء المعتقلين، إلى حين اتضاح علاقاتهم مع «داعش».
وبينت تسريبات من التحقيقات الجارية في «الشاباك» حول العمليتين اللتين نفذتا في الأيام السبعة الأخيرة في بئر السبع والخضيرة، أن الحديث جارٍ عن نشطاء فاعلين مدربين جيداً في «داعش». وعلى سبيل المثال، فقد قام منفذا عملية الخضيرة بزيارة استكشاف للمدينة قبل عدة أيام من تنفيذ العملية، وأنهما حملا معهما أكثر من 1100 رصاصة مسدس، ما يعني أنهما خططا لعملية ضخمة وغير مسبوقة.
وصدرت الصحف الإسرائيلية، أمس، بعناوين صارخة عن إخفاق «الشاباك» في كشف نشاط رجال «داعش»، وقالت إن «كل الدلائل تشير إلى أنه كان بالإمكان التعرف على هذا النشاط قبل أن يقدم أي منهم على تنفيذ عمليته»؛ بينما خرجت صحيفة «يديعوت أحرونوت» برسم كاريكاتوري يبين «الشاباك» وهو يغط في نوم عميق، بينما يوقظه غراب يحمل شعارات «داعش».
واعترف مسؤولون في جهاز «الشاباك» بأنهم فشلوا في رصد الخطر، وأكدوا أن منفذَي عملية إطلاق النار في الخضيرة، أيمن وإبراهيم إغبارية، كانا ضمن دائرة متابعة ورصد الأجهزة الأمنية؛ لكن «لم يتم اعتقالهما؛ لأن التماهي الآيديولوجي وتأييد منظمة إرهابية ليس جريمة بحد ذاته، وليس أساساً للمقاضاة أو الاعتقال حتى الآن، ولذلك يجب تغيير القانون».
وبحسب هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان 11)، فقد باشرت الشرطة والمخابرات حملة اعتقالات واسعة، وتحقيقاً مع المشتبه بهم، وتحذيرهم من الإقدام على تنفيذ أنشطة إرهابية، والإبقاء رهن الاعتقال على من تتولد بشأنهم شكوك كبيرة. وقد جهزت الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية أيضاً قائمة بأسماء ناشطين تعتزم إبعادهم عن المدينة إذا شاركوا فيما تعتبره «أحداث شغب وتحريض» خلال شهر رمضان؛ مشيرة إلى أن الناشطين المعنيين مرتبطون بالجناح الشمالي لـ«الحركة الإسلامية» (المحظورة إسرائيلياً)، أو مجلس الأوقاف في القدس، أو على صلات بحركة «حماس»، وغيرهم من الناشطين المعروفين لدى أجهزة أمن الاحتلال. وسيتم اعتقالهم إدارياً لأنهم مشتبه بهم على درجة عالية من الخطورة.
ونقلت «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي عن مصادر في «الشاباك»، أن هناك ما بين 20 و30 «خلية نائمة» تنتمي لتنظيم «داعش» في البلاد.
«الشاباك» يقرر اعتقال جميع نشطاء «داعش» من فلسطينيي 48
الاعتقالات تأتي في أعقاب عملية الخضيرة التي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين
«الشاباك» يقرر اعتقال جميع نشطاء «داعش» من فلسطينيي 48
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة