وسيط «السلام» بين أوكرانيا وروسيا... من هو رومان أبراموفيتش؟

علاقته ببوتين موضع تساؤل... ومحب لشراء اللوحات والمنازل الفاخرة

رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش (رويترز)
رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش (رويترز)
TT

وسيط «السلام» بين أوكرانيا وروسيا... من هو رومان أبراموفيتش؟

رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش (رويترز)
رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش (رويترز)

مع بداية المفاوضات المباشرة بين روسيا وأكرانيا التي ترعاها تركيا، يظهر رجل الأعمال الروسي ومالك نادي تشيلسي البريطاني لكرة القدم، رومان أبراموفيتش في قلب المحادثات، لتجعل من رجل الأعمال البارز تحت الأضواء، خصوصاً إثر اشتباه بتعرضه للتسمم بعد جولة سابقة من المباحثات، نفتها الكرملين اليوم (الثلاثاء). فماذا نعرف عن رجل الأعمال الروسي؟
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء إنه لم يتضح الدور الذي يقوم به أبراموفيتش في المحادثات الروسية - الأوكرانية، بعد أن حاول الملياردير العمل وسيطاً، وشمل ذلك القيام برحلة في الأيام الأولى من الصراع. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي، أن «أبراموفيتش يلعب دوراً لإعادة الاتصالات بين الطرفين الروسي والأوكراني».

* من هو أبراموفيتش؟
أصبح أبراموفيتش يتيماً في سن الثالثة، لكنه أصبح أحد أغنى رجال العالم. واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن صلات أبراموفيتش بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين جردته من أعماله التجارية وسمعته.
وقال الملياردير الروسي عندما اشترى نادي تشيلسي لكرة القدم في عام 2003: «أنا متأكد من أن الناس سوف يركزون عليّ لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، لكن الأمر سوف يمر. سوف ينسون من أنا، وأنا أحب ذلك».
وذكرت «بي بي سي» أنه بعد سنوات من المطالب بمزيد من التدقيق في تعاملات أبراموفيتش، جمدت حكومة بريطانيا أصوله المملوكة له في المملكة المتحدة - بما في ذلك منازله وأعماله الفنية ونادي تشيلسي - وفرضت حظر سفر، واتهمته بالتواطؤ مع بوتين في غزو أوكرانيا.
واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية أن أبراموفيتش يشهد سقوطاً من رجل يستحوذ على نادٍ بارز ببريطانيا إلى انقسام من قبل المشجعين تجاهه. واعتبرت الهيئة أن رجل الأعمال الروسي تغلب على تحديات ضخمة من قبل.

* من اليتم إلى قيادة الأعمال
ولد رومان أركاديفيتش أبراموفيتش في ساراتوف بجنوب غربي روسيا، على بعد بضع مئات الأميال من الحدود مع أوكرانيا، في عام 1966. وتوفيت والدته، إيرينا، بسبب تسمم الدم عندما كان يبلغ من العمر عاماً واحداً وتوفي والده بعد ذلك بعامين عقب حادث مع رافعة بناء. بعد ذلك، نشأ أبراموفيتش على يد أقاربه، وقضى بعض الوقت في كومي، شمال غربي روسيا، حيث كانت الأموال قليلة.

وقال أبراموفيتش لصحيفة «الغارديان» في مقابلة نادرة: «لكي أقول الحقيقة لا يمكنني أن أصف طفولتي بأنها سيئة. في طفولتك لا يمكنك مقارنة الأشياء: يأكل المرء الجزر، ويأكل الحلوى، وكلاهما جيد المذاق. كطفل لا يمكنك معرفة الفرق».
وترك أبراموفيتش المدرسة في سن 16 عاماً، وعمل ميكانيكياً وخدم في الجيش الأحمر قبل بيع الألعاب البلاستيكية في موسكو، ثم انتقل إلى صناعة العطور ومزيلات العرق، حيث اكتسب ثروته، حيث أتاح الانفتاح الأكبر في عهد الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف مجالاً أكبر لرجال الأعمال.

* موعد مع الحظ... و«الفساد»
أدى تفكك الاتحاد السوفياتي، ومعه قيادة الدولة للأصول المعدنية، إلى توفير مزيد من الفرص. وفي منتصف العشرينات من عمره، كان أبراموفيتش على موعد مع الحظ، إذ استولى على شركة النفط «سيبنيفت» من الحكومة الروسية في مزاد مزور عام 1995 مقابل نحو 250 مليون دولار (190 مليون جنيه إسترليني). قام ببيعها مرة أخرى إلى الحكومة مقابل 13 مليار دولار (9.9 مليار جنيه إسترليني) في عام 2005.
ويقول محاموه إنه لا يوجد أساس للادعاء بأنه جمع ثروة كبيرة جداً من خلال الجريمة. ومع ذلك، في عام 2012، اعترف أمام محكمة بريطانية بأنه دفع مبالغ لفاسدين للمساعدة في استمرار صفقة «سيبنيفت».
وانخرط في «حروب الألومنيوم» في التسعينات، إذ سعت الأوليغارشية - وهم مجموعة من رجال الأعمال الروس الذين برزوا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، ولهم علاقات مع الحكومات - من أجل السيطرة على هذه الصناعة الواسعة، وقال أبراموفيتش، أحد أبرز وجوه الأوليغارشية - في عام 2011: «كل ثلاثة أيام كان يُقتل شخص ما»، مضيفاً أن هذا التهديد لسلامته جعله متردداً حيال المشاركة في هذه الحرب.
لكن أبراموفيتش أثبت كذلك صلابته، حيث حصل على مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية وسط الفوضى، وفقاً لـ«بي بي سي».

* دخول السياسة
أصبح أبراموفيتش حليفاً للرئيس بوريس يلتسين ولاعباً في المشهد السياسي لموسكو فيما بعد الاتحاد السوفياتي، حتى إنه امتلك شقة في الكرملين لفترة من الوقت.
وعندما استقال يلتسين في عام 1999، ورد أن أبراموفيتش كان من بين أولئك الذين دعموا رئيس الوزراء وجاسوس الـ«كي جي بي» السابق، فلاديمير بوتين، خلفاً له.

عندما سيطر بوتين على مقاليد الحكم في روسيا، سعى إلى تأكيد سيطرته على الأوليغارشية، إذ ذهب البعض إلى السجن، ونفي البعض الآخر بعد أن فشلوا في إظهار الولاء، لكن لم يواجه أبراموفيتش السجن أو المنفى، إذ انتخب حاكماً لمنطقة تشوكوتكا في الطرف الشمالي الشرقي لروسيا. واكتسب شعبية بعد استثمار أمواله في الخدمات الاجتماعية، لكنه استقال في عام 2008.
وطوال الوقت، كان يحافظ على استمرار اهتماماته التجارية، كما حافظ على شراء اللوحات والمنازل والسيارات.

* الدخول للرياضة
في خطوة غير عادية لرجل يوصف على نطاق واسع بأنه هادئ وخجول، وفي عام 2003، نال أبراموفيتش الشهرة في جميع أنحاء عالم كرة القدم عندما اشترى نادي تشيلسي، أكبر نادٍ في غرب لندن، في صفقة بلغت قيمتها 140 مليون جنيه إسترليني.
وقال أبراموفيتش لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «فلسفتي الكاملة في الحياة هي أن أجلب فرق عمل محترفة». وتابع: «لدي في تشوكوتكا فرق محترفة على الأرض وسأفعل ذلك هنا أيضاً».
وتحت إدارة جوزيه مورينيو وآخرين، ساعدت ثروة أبراموفيتش تشيلسي في الوصول إلى خمس بطولات للدوري الممتاز، ودوري أبطال أوروبا مرتين وخمس بطولات بكأس الاتحاد الإنجليزي، وفقاً لـ«بي بي سي».

وأشارت «بي بي سي» إلى أن أموال الأوليغارشية تدفقت على لندن في السنوات الأخيرة. ويُعتقد أن لدى أبراموفيتش مجموعة عقارات خاصة تشمل قصراً من 15 غرفة نوم في حدائق قصر كنسينغتون بغرب لندن، ويقال إن قيمتها تزيد على 150 مليون جنيه إسترليني. كذلك يملك رجل الأعمال شقة في تشيلسي ومزرعة في كولورادو، ومنزلاً على شاطئ الريفييرا الفرنسية.
وتعد اليخوت المملوكة لأبراموفيتش - سولاريس وإيكلبس أو «الخسوف» - من بين أكبر اليخوت في العالم. كما يمتلك أبراموفيتش أيضاً طائرة خاصة. وعن حالته الاجتماعية، فهو تزوج وطلق 3 مرات سابقاً.

* ثروة... ونزاع قضائي
عندما سألته صحيفة «الغارديان» في عام 2006 عما يمكن أن تفعله الأموال لشخص ما، أجاب: «لا يمكن أن تشتري السعادة لك. لكنها تشعرك ببعض الاستقلالية».
وتقدر «بلومبرغ» ثروة أبراموفيتش بنحو 13.7 مليار دولار (10.6 مليار جنيه إسترليني)، ما جعله يحتل المرتبة 128 في قائمة أغنى الأشخاص في العالم. فيما ذكرت مجلة «فوربس» أن ثروته تبلغ 12.3 مليار دولار (9.4 مليار جنيه إسترليني)، ما جعله في المركز 142.
واعتبرت «بي بي سي» أن استقلالية أبراموفيتش عن بوتين تعد موضع تساؤل.
وفي العام الماضي، رفع أبراموفيتش دعوى قضائية ضد دار النشر «هاربر كولينز» بتهمة التشهير بسبب كتاب «شعب بوتين» للصحافية البريطانية كاترين بيلتون، زعم أن الرئيس الروسي أمره بشراء تشيلسي، وانتهى النزاع القضائي بتسوية خارج المحكمة، ووافق الناشر على تقديم إيضاحات.
وعدّت «بي بي سي» أن ارتباطات أبراموفيتش مع بوتين استمرت في ملاحقته، لا سيما عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، وأعقبه الإعلان عن تجميد أصول أبراموفيتش وستة من الأوليغارشية في بريطانيا، إذ قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس: «مع صلاتهم الوثيقة ببوتين، فهم متواطئون في عدوانه. أيديهم ملطخة بدماء الشعب الأوكراني».
وأعلن أبراموفيتش بيع تشيلسي قبل ثمانية أيام من فرض العقوبات من قبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي. فيما واصل بعض المعجبين بترديد اسم أبراموفيتش، لكن كثيراً من السياسيين في المملكة المتحدة يطالبون بمصادرة أصوله، وليس تجميدها فقط.
وقال أبراموفيتش لمشجعي تشيلسي: «آمل في أن أتمكن من زيارة ستامفورد بريدج للمرة الأخيرة لأودعكم جميعاً شخصياً. لكن العودة إلى غرب لندن غير مرجحة لبعض الوقت».



أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».