تضم أوكرانيا عدداً من المدن التي ازدهرت كمراكز ثقافة وفن وعلم، بجانب مكانتها التجارية والاقتصادية الكبرى. وفيما يلي إضاءة قصيرة على بعض هذه المدن.
كييف؛ هي عاصمة أوكرانيا وأكبر مدنها؛ تقع في شمال وسط البلاد على نهر الدنيبر (الدنيبرو)، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة.
كييف واحدة من أقدم المدن في أوروبا الشرقية، والنصوص الأولى التي ذكرتْها تشير إلى القرن السادس الميلادي، فيما يرجع بعض المؤرخين تأسيسها إلى ما قبل ذلك، وتحديداً عام 482 م. ولقد عُرفت كييف مركزاً تجارياً وسياسياً ودينياً منذ قديم الزمان، وكان فيها في القرن الحادي عشر 8 أسواق، وهي تضم اليوم 4 مطارات، و3 محطات للسكك الحديدية.
تقسم كييف المعاصرة على 10 أحياء، والمواصلات فيها متطورة، ولا سيما الحافلات وخطوط مترو الأنفاق. ومن جامعاتها المهمة تبرز جامعة «تاراس شيفتشينكو» الوطنية، ومعهد العلوم التقنية، وجامعة «أوليكساندر بوهوموليتس» الوطنية للطب. ومن أشهر أنديتها الرياضية دينامو كييف، الذي سيطر لفترة لا بأس بها على كرة القدم في الاتحاد السوفياتي، وخرج من صفوفه عدد من أعظم نجوم اللعبة.
خاركيف: (أو خاركوف، إبان العهد السوفياتي) هي ثاني كبرى مدن أوكرانيا (نحو مليون و430 ألف نسمة)، ومركز للثقافة والعلم والتجارة والصناعة في البلاد. من صناعاتها الثقيلة الأبرز المحركات، والجرارات، والماكينات، والدبابات. وبالنسبة للتجارة، فيها أكثر من 20 سوقاً، من أشهرها سوق «باراباشوفو»، وهذا بجانب كونها عقدة حيوية للنقل والمواصلات، يعززها مطار دولي، وشبكات ضخمة للسكك الحديدية. وتتسم العمارة في المدينة بميزات تجميع بين العراقة والعظمة، وكانت تلقب بمدينة ناطحات السحاب، لظهور المباني العالية فيها قبل غيرها في أوائل القرن العشرين.
أوديسا؛ هي أكبر الموانئ المطلة على البحر الأسود بجنوب أوكرانيا، وتعود بداية تاريخها إلى العام 1415م أيام دوقية ليتوانيا العظمى. ويزيد عدد سكان أوديسا قليلاً عن مليون نسمة، وهي بالتالي ثالث أكبر مدن البلاد. وبفضل موقعها الاستراتيجي، اشتهرت منذ القدم كمركز للصناعة والتجارة والعبور. وتضم المدينة اليوم سوق «السيدموي» (الكيلومتر السابع) الذي يعتبر الأكبر في أوكرانيا، وفيها أيضاً أكبر المتاجر في أوروبا كلها. وبجانب التجارة والمرافق البحرية، يعتمد اقتصاد المدينة على تكرير النفط وصناعة المواد الغذائية. ويخدمها أيضاً مطار دولي، كما تضم عدداً من المتاحف والمسارح، ودار أوبرا تعتبر تحفة معمارية ذات قيمة تاريخية. ومن جامعات أوديسا المعروفة تبرز جامعة العلوم التقنية، ومن أنديتها الرياضية تشيرنوموريتس أوديسا.
دنيبرو، أو دنيبروبتروفسك سابقاً، هي رابع كبرى مدن أوكرانيا (نحو مليون نسمة) متربعة على ضفة النهر الكبير الذي تحمل اسمه. صارت منذ عام 1926 من أهم المراكز الصناعية في الاتحاد السوفياتي، وبالأخص الصناعات الثقيلة والنووية والعسكرية والفضائية، ولذا كانت لفترة طويلة من المدن المقفلة أمنياً. ولكن المدينة رغم أهميتها الاستراتيجية تعد أيضاً مركزاً علمياً وبحثياً وثقافياً مهماً في البلاد.
دونيتسك؛ هي كبرى مدن إقليم الدونباس بأقصى شرق أوكرانيا، وخامس كبرى مدن البلاد (أكثر من 900 ألف نسمة) من حيث عدد السكان وعاصمة أحد إقليميه الانفصاليين، دونيتسك ولوغانسك.
المدينة التي حملت لفترة في العهد السوفياتي اسم «ستالينو»، هي مركز اقتصادي مهم بفضل غناها بالموارد الطبيعية، ومنها الفحم والمعادن المتنوعة الوافرة، كما أنها مركز صناعي وغذائي. واليوم يخدمها مطار دولي يعد ثالث أكبر مطارات أوكرانيا، وشبكة سكك حديدية ضخمة. وهي كذلك مركز كبير للثقافة والتعليم والرياضة، وفيها 19 جامعة، أبرزها الجامعة الوطنية وجامعة الطب وجامعة العلوم التقنية. أما أهم أنديتها الرياضية فنادي «شاختار» (شاختيور) الشهير لكرة القدم.
لفيف؛ أو لفوف في العهد السوفياتي، هي سادس كبرى مدن أوكرانيا (نحو 730 ألف نسمة)، وأكبر حواضر غربها. بل إنها تعد واحدة من الحواضر الثقافية في شرق أوروبا، وجسراً بين الأرثوذكسية الروسية والكاثوليكية البولندية. ولقد أسست المدينة العريقة مطلع عام 1200م، ومنذ ذلك الحين غدت العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والمعمارية. ثم إنها مركز تعليمي هام حيث تضم 3 جامعات مهمة، إحداها جامعة إيفان فرانكو الوطنية، التي أسست كمدرسة عام 1608، وأكثر من 40 مركزاً للأبحاث.
لوغانسك؛ أو لوهانسك، هي ثاني أهم مدن حوض الدونباس بشرق أوكرانيا، بعد دونيتسك، وإحدى عاصمتي الإقليمين الانفصاليين التي اعترفت روسيا باستقلالهما، ويبلغ عدد سكانها نحو 470 ألف نسمة، (في المركز الـ11 بين أكبر المدن).
أسست عام 1790، عندما اكتشفت في مكانها احتياطيات كبيرة من الحديد الخام والفحم الحجري. وعام 1795 أنشئ في أراضيها مصنع للحديد، كان أساس بناء المدينة الجديدة. ولاحقاً ازدادت أهمية المدينة الاقتصادية وصارت في أوائل القرن العشرين، ولا تزال، مركزاً صناعياً ضخماً ضمت في حينه نحو 16 مصنعاً ومعملاً مختلفاً، استخدمت منتجاتها على امتداد روسيا القيصرية، وكذلك خلال العهد السوفياتي، الذي حملت خلاله لفترة اسم «فوروشيلوفغراد». واليوم، من أهم جامعاتها جامعة «فولوديمير دال» الوطنية، وأشهر أنديتها الرياضية نادي زوريا (زاريا) لوغانسك.
إطلالة على بعض حواضر أوكرانيا
إطلالة على بعض حواضر أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة