صوفي، كونتيسة ويسيكس، النجمة المصرية ياسمين مصري، وباقة من اللوردات والسياسيين والنساء المؤثرات، كانوا ضيوف حفل «جائزة المرأة العربية» السنوي مساء يوم الأربعاء في لندن. كانت المناسبة احتفالاً بإنجازات المرأة العربية في مجالات متعددة تتباين بين الأعمال الخيرية والنجاحات الاقتصادية والإنسانية الخيرية والإبداعية وغيرها.
فعلى غير الاعتقاد السائد، لا يقتصر الاحتفال بالمرأة على يوم واحد، هو الثامن من شهر مارس (آذار)، بل يشمل الشهر كله، حسب تقليد تتضارب الآراء حول تاريخ بدايته بين 1857 و1908، لكن المتفق عليه أنه كان في شهر مارس. حسب البعض، فإن القصة تعود إلى إضراب قامت به عاملات من عدة معامل نسيج بنيويورك آنذاك للمطالبة بتحسين أوضاع العمل وحقهن في الانتخاب. ورغم مضايقات الشرطة لهن، نجحن في إنشاء نقابة خاصة بهن. هذه القصة تم نفيها من قبل باحثين ومؤرخين فيما بعد، منوهين بأن هذه الحركة شهدت النور في عام 1910 عندما أرادت الناشطة الألمانية كلارا زيتكين، أن تُخرج الحركة النسوية من إطارها البورجوازي ليشمل المرأة من كل الأطياف بما في ذلك المرأة الكادحة. كانت كلارا هي التي اقترحت الثامن من شهر مارس يوماً رسمياً للمرأة.
ياسمين صبري مع الناشطة ندى الأهدال
أياً كان التاريخ الحقيقي، فإن كلارا وغيرها من النساء كان لهن الفضل في زرع البذرة لما أصبح الآن معترفاً به كشهر خاص بالمرأة. عمر بدور، الرئيس التنفيذي والمؤسس لجائزة المرأة العربية، له رأي يوافقه عليه العديد ممن يؤمنون بأننا «في زمن من المفترض فيه أن تكون المرأة قد تجاوزت كل هذا بحصولها على أبسط حقوقها في الحياة»، مستدلاً بذلك في كلمة الافتتاح، أول من أمس، بطفلة في مخيم الزعتري تعشق الرسم، وكل ما طلبته منه خلال زيارة له للمخيم أن تخرج رسوماتها من حواجز المخيم إلى العالم. قصص كثيرة تتباين بين النجاحات والانكسارات هي التي جعلته يفكر في إطلاق هذه المناسبة السنوية في عام 2014 احتفالاً بالمرأة كأم ومربية وفنانة ومُبدعة ومخترعة، وأيضاً كلاجئة تحلم بحياة كريمة. هذه السنة كان عنوان الحفل السنوي «أطلق لها العنان» برعاية «بيستر فيلاج» الذي تبنى هذه المبادرة بكل إمكاناته، مع العلم أن هذا الأخير رافق مبادرة عمر بدور منذ إطلاقها منذ حوالي 7 سنوات، انطلاقاً من قناعة ديزيريه بولييه الرئيس التنفيذي لمجموعة «ريتايل فاليو» بأن المرأة تستحق أن «نرفع لها القبعة أياً كانت ظروفها ومساهماتها، سواء كانت سيدة أعمال وصاحبة قرار أو عاملة بسيطة تعاني شظف العيش. المهم أن نسلط الضوء عليها».
قناعتها، مثل عُمر، تنبع من فكرة أن كل امرأة أينما كانت يجب أن تحلم بمستقبل مفعم بالأمان والسلام وحق التعليم وفرص العمل. فهذا «حق من حقوقها وليس ترفاً»، حسب قول ديزيريه، التي تفخر أن عدد النساء العاملات معها وصل إلى نسبة 60 في المائة من العاملين في عهدها. ليلة الأربعاء الماضي كان عدد النساء أيضاً غالباً خلال الحفل الذي كانت أجواؤه متفائلة بمستقبل وردي في الوطن العربي.
تفاؤل عبرت عنه الفنانة ياسمين صبري، سفيرة منظمة المرأة العربية، بحديث عن التحديات التي تواجهها بنات جنسها، وأهمية الفرص التي يمكن أن تغير مصير فتيات صغيرات، وهو ما لا يتأتى سوى بتمكين وتعليم المرأة في العالم العربي.
هذا التفاؤل عبرت عنه أيضاً ندى الأهدل، وهي ناشطة يمنية في مقتبل العمر، بشكرها كلاً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مبادرتهما منع زواج القاصرات، وهو ما وصفته بخطوة جبارة وشجاعة، ستُجنب فتيات كثيرات مصيراً غير إنساني يحرمهن عيش طفولتهن بشكل طبيعي. الجميل في الحماس الذي ساد القاعة أن النقاشات سلطت الضوء على العديد من المبادرات المماثلة التي تصب في المجال نفسه مثل مبادرة «افعل خيراً» (Do Good) التي أطلقتها مجموعة «بيستر» في عام 2019، بمشاركة عدد من الجمعيات الخيرية، وتقوم على فكرة بناء مجتمع كله تكافل وداعم للمرأة. تقول شانتال خويري، رئيسة للقسم الثقافي في المجموعة، التي عُينت أساساً لتفعيل ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة في أماكن العمل، «عندما نتكاثف على الخير فإننا نكون دائماً أقوى»، وعندما نفتح أبواب المستقبل أمام المرأة، فإن العالم يصبح أجمل.