الاحتفال بالمرأة لا يزال مستمراً

مؤثرون يُجمعون أن العالم أجمل عندما نفتح أبواب المستقبل أمامها

صوفي كونتيسة ويسيكس مع شانتال خويري وأريج محسن درويش الفائزة  بجائزة على إنجازاتها في مجال الأعمال (تصوير: إيمن إم ماكورماك لبيستر فيلاج)
صوفي كونتيسة ويسيكس مع شانتال خويري وأريج محسن درويش الفائزة بجائزة على إنجازاتها في مجال الأعمال (تصوير: إيمن إم ماكورماك لبيستر فيلاج)
TT

الاحتفال بالمرأة لا يزال مستمراً

صوفي كونتيسة ويسيكس مع شانتال خويري وأريج محسن درويش الفائزة  بجائزة على إنجازاتها في مجال الأعمال (تصوير: إيمن إم ماكورماك لبيستر فيلاج)
صوفي كونتيسة ويسيكس مع شانتال خويري وأريج محسن درويش الفائزة بجائزة على إنجازاتها في مجال الأعمال (تصوير: إيمن إم ماكورماك لبيستر فيلاج)

صوفي، كونتيسة ويسيكس، النجمة المصرية ياسمين مصري، وباقة من اللوردات والسياسيين والنساء المؤثرات، كانوا ضيوف حفل «جائزة المرأة العربية» السنوي مساء يوم الأربعاء في لندن. كانت المناسبة احتفالاً بإنجازات المرأة العربية في مجالات متعددة تتباين بين الأعمال الخيرية والنجاحات الاقتصادية والإنسانية الخيرية والإبداعية وغيرها.
فعلى غير الاعتقاد السائد، لا يقتصر الاحتفال بالمرأة على يوم واحد، هو الثامن من شهر مارس (آذار)، بل يشمل الشهر كله، حسب تقليد تتضارب الآراء حول تاريخ بدايته بين 1857 و1908، لكن المتفق عليه أنه كان في شهر مارس. حسب البعض، فإن القصة تعود إلى إضراب قامت به عاملات من عدة معامل نسيج بنيويورك آنذاك للمطالبة بتحسين أوضاع العمل وحقهن في الانتخاب. ورغم مضايقات الشرطة لهن، نجحن في إنشاء نقابة خاصة بهن. هذه القصة تم نفيها من قبل باحثين ومؤرخين فيما بعد، منوهين بأن هذه الحركة شهدت النور في عام 1910 عندما أرادت الناشطة الألمانية كلارا زيتكين، أن تُخرج الحركة النسوية من إطارها البورجوازي ليشمل المرأة من كل الأطياف بما في ذلك المرأة الكادحة. كانت كلارا هي التي اقترحت الثامن من شهر مارس يوماً رسمياً للمرأة.

 ياسمين صبري مع الناشطة ندى الأهدال

أياً كان التاريخ الحقيقي، فإن كلارا وغيرها من النساء كان لهن الفضل في زرع البذرة لما أصبح الآن معترفاً به كشهر خاص بالمرأة. عمر بدور، الرئيس التنفيذي والمؤسس لجائزة المرأة العربية، له رأي يوافقه عليه العديد ممن يؤمنون بأننا «في زمن من المفترض فيه أن تكون المرأة قد تجاوزت كل هذا بحصولها على أبسط حقوقها في الحياة»، مستدلاً بذلك في كلمة الافتتاح، أول من أمس، بطفلة في مخيم الزعتري تعشق الرسم، وكل ما طلبته منه خلال زيارة له للمخيم أن تخرج رسوماتها من حواجز المخيم إلى العالم. قصص كثيرة تتباين بين النجاحات والانكسارات هي التي جعلته يفكر في إطلاق هذه المناسبة السنوية في عام 2014 احتفالاً بالمرأة كأم ومربية وفنانة ومُبدعة ومخترعة، وأيضاً كلاجئة تحلم بحياة كريمة. هذه السنة كان عنوان الحفل السنوي «أطلق لها العنان» برعاية «بيستر فيلاج» الذي تبنى هذه المبادرة بكل إمكاناته، مع العلم أن هذا الأخير رافق مبادرة عمر بدور منذ إطلاقها منذ حوالي 7 سنوات، انطلاقاً من قناعة ديزيريه بولييه الرئيس التنفيذي لمجموعة «ريتايل فاليو» بأن المرأة تستحق أن «نرفع لها القبعة أياً كانت ظروفها ومساهماتها، سواء كانت سيدة أعمال وصاحبة قرار أو عاملة بسيطة تعاني شظف العيش. المهم أن نسلط الضوء عليها».
قناعتها، مثل عُمر، تنبع من فكرة أن كل امرأة أينما كانت يجب أن تحلم بمستقبل مفعم بالأمان والسلام وحق التعليم وفرص العمل. فهذا «حق من حقوقها وليس ترفاً»، حسب قول ديزيريه، التي تفخر أن عدد النساء العاملات معها وصل إلى نسبة 60 في المائة من العاملين في عهدها. ليلة الأربعاء الماضي كان عدد النساء أيضاً غالباً خلال الحفل الذي كانت أجواؤه متفائلة بمستقبل وردي في الوطن العربي.
تفاؤل عبرت عنه الفنانة ياسمين صبري، سفيرة منظمة المرأة العربية، بحديث عن التحديات التي تواجهها بنات جنسها، وأهمية الفرص التي يمكن أن تغير مصير فتيات صغيرات، وهو ما لا يتأتى سوى بتمكين وتعليم المرأة في العالم العربي.
هذا التفاؤل عبرت عنه أيضاً ندى الأهدل، وهي ناشطة يمنية في مقتبل العمر، بشكرها كلاً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مبادرتهما منع زواج القاصرات، وهو ما وصفته بخطوة جبارة وشجاعة، ستُجنب فتيات كثيرات مصيراً غير إنساني يحرمهن عيش طفولتهن بشكل طبيعي. الجميل في الحماس الذي ساد القاعة أن النقاشات سلطت الضوء على العديد من المبادرات المماثلة التي تصب في المجال نفسه مثل مبادرة «افعل خيراً» (Do Good) التي أطلقتها مجموعة «بيستر» في عام 2019، بمشاركة عدد من الجمعيات الخيرية، وتقوم على فكرة بناء مجتمع كله تكافل وداعم للمرأة. تقول شانتال خويري، رئيسة للقسم الثقافي في المجموعة، التي عُينت أساساً لتفعيل ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة في أماكن العمل، «عندما نتكاثف على الخير فإننا نكون دائماً أقوى»، وعندما نفتح أبواب المستقبل أمام المرأة، فإن العالم يصبح أجمل.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.