تناول المحليات الصناعية يزيد خطر الإصابة بالسرطان

«منظمة الصحة العالمية» توصي بالحدّ من استهلاك السكّر إلى أقل من 10 % من كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم في اليوم (رويترز)
«منظمة الصحة العالمية» توصي بالحدّ من استهلاك السكّر إلى أقل من 10 % من كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم في اليوم (رويترز)
TT

تناول المحليات الصناعية يزيد خطر الإصابة بالسرطان

«منظمة الصحة العالمية» توصي بالحدّ من استهلاك السكّر إلى أقل من 10 % من كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم في اليوم (رويترز)
«منظمة الصحة العالمية» توصي بالحدّ من استهلاك السكّر إلى أقل من 10 % من كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم في اليوم (رويترز)

يضرّ تناول السكر بكثرة الصحة، لكنّ استبدال هذه المادة بمحليات صناعية قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان، على ما أفادت به دراسة شاملة نُشرت أمس (الخميس)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ونظراً إلى الأضرار الناجمة من التناول المفرط للسكر (زيادة في الوزن، أمراض في القلب والأيض، تسوّس الأسنان...)، توصي «منظمة الصحة العالمية» بالحدّ من استهلاك السكّر إلى أقل من عشرة في المائة من كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسم في اليوم.

وبينما تقلل المحليات الصناعية (مثل الأسبارتام أو أسيسلفام البوتاسيوم أو السكرالوز) من كمية السكر المضاف، ومن السعرات الحرارية التي يتضمّنها، مع الحفاظ على المذاق الحلو للأطعمة والمشروبات، فإن سلامة هذه المضافات الغذائية تثير نقاشاً واسعاً.
ولتقويم المخاطر المرتبطة باستهلاك المحليات الصناعية، حلّل باحثون وباحثات من معهدي «Inserm» و«INRAE» الفرنسيين ومن جامعة «سوربون باريس نور» ومعهد «كنام»، ضمن فريق أبحاث علم الأوبئة الغذائي، بيانات صحية مرتبطة باستهلاك المحليات لدى نحو 103 آلاف فرنسي بالغ شاركوا في دراسة «نيوترنت - سانت».
وملأ البالغون، وبعضهم كان يُتابَع منذ عام 2009، دورياً، استبيانات حول نظامهم الغذائي، وذكروا أسماء المحليات الصناعية التي يتناولونها، وكذلك أسماء الشركات المنتجة لها.
وبعدما جُمعت معلومات مرتبطة بتشخيص مرض السرطان خلال المتابعة (امتدت بين عامي 2009 و2021)، درست تحليلات إحصائية الروابط بين استهلاك المحليات وخطر الإصابة بالسرطان.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا محليات أكثر، خصوصاً الأسبارتام وأسيسلفام البوتاسيوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
وقالت مديرة الأبحاث في معهد «INSERM» ماتيلد توفييه إنّ «الأشخاص الأكثر استهلاكاً للمحليات في هذه الدراسة، أي من تناولها بكميات تفوق المتوسط، طوّروا خطراً متزايداً للإصابة بالسرطان بنسبة 13 في المائة مقارنة بمن لم يستهلك هذه المواد».
https://twitter.com/Inserm/status/1507271062454775811?s=20&t=AwNgyl44W7I_2BQDnqTfNw
ومن بين أنواع السرطانات المرصودة، سُجّلت المخاطر الأعلى للإصابة بسرطان الثدي وللأنواع المرتبطة بالبدانة.
وتشير الدراسات التي أجريت حتى اليوم إلى أنّ استهلاك مشروبات تحتوي على سكّر يمكن أن يعزز الإصابة بالسرطان، لكنّ أي دراسة لم تذكر تحديداً تأثيرات المحليات الصناعية.
وأفاد المشاركون في الدراسة بمعلومات حول سجلهم الطبي ووضعهم الاجتماعي - الديموغرافي وأنشطتهم الجسدية فضلاً عن معلومات حول نمط حياتهم وحالتهم الصحية.
ويؤكد معدو الدراسة الحاجة إلى بحوث إضافية على نطاق واسع لتأكيد هذه النتائج.


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
TT

ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن ضغوط وإرهاق العمل ومحاولة الشخص الدائمة لدفع نفسه للصبر وممارسة ضبط النفس، يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات، مما يجعلك أقل قدرة على إدارة سلوكك تجاه الآخرين.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قال الباحثون إن نتائجهم ترتبط بنظرية «استنزاف الأنا»؛ وهي فكرة مثيرة للجدل في علم النفس مفادها أن الناس حين يستخدمون قوة الإرادة المتاحة لديهم بكثافة في مهمة واحدة فإنهم يستنزفون ويصبحون غير قادرين على ممارسة مستوى القوة نفسه وضبط النفس نفسه في المهام اللاحقة.

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، طالب الباحثون 44 مشاركاً بالقيام بأنشطة مختلفة تعتمد على الكومبيوتر لمدة 45 دقيقة، بما في ذلك مشاهدة مقاطع فيديو عاطفية.

وفي حين طُلب من نصف المشاركين استخدام ضبط النفس أثناء الأنشطة، على سبيل المثال عدم إظهار مشاعرهم استجابةً للمقاطع، لم يكن على المجموعة الأخرى ممارسة ضبط النفس.

كما تم تزويد كل مشارك بسماعة رأس لتخطيط كهربية الدماغ، مما سمح للباحثين بقياس نشاط أدمغتهم.

ووجد الفريق أن المشاركين في مجموعة ضبط النفس أظهروا زيادة في نشاط موجات دلتا الدماغية في مناطق القشرة الجبهية الأمامية المرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في الدوافع، مقارنة بنشاط أدمغتهم قبل بداية الأنشطة. ولم يُلاحظ أي تغيير من هذا القبيل في المجموعة الأخرى.

وقال الباحثون إن الأمر الحاسم هو أن موجات دلتا تُرى عادةً في أثناء النوم وليس اليقظة، مما يشير إلى أن هناك أجزاء من الدماغ «غفت» لدى المشاركين الذين مارسوا ضبط النفس، وهي الأجزاء المرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات.

وبعد ذلك، طلب الفريق من المجموعتين المشاركة في مجموعة متنوعة من الألعاب، بما في ذلك لعبة تُعرف باسم «الصقور والحمائم»، حيث كان على الأفراد أن يقرروا ما إذا كانوا سيتعاونون لتقاسم بعض الموارد، أو يتصرفون بطريقة عدائية لتأمينها.

وتكشف النتائج عن أن 86 في المائة من المشاركين الذين لم يُطلب منهم ممارسة ضبط النفس في بداية الدراسة تصرفوا مثل الحمائم، وشاركوا الموارد بعضهم مع بعض في تعاون سلمي.

وعلى النقيض من ذلك، فقد بلغ هذا الرقم 41 في المائة فقط بين المشاركين الذين طُلب منهم في البداية ممارسة ضبط النفس، مما يشير إلى أنهم كانوا يميلون إلى التصرف بعدائية مثل الصقور.

وأكدت النتائج أنه قد يكون من الأفضل أخذ قسط من الراحة بعد يوم من المجهود الذهني قبل الانخراط في مهام أخرى.

وقالت إيريكا أوردالي، المؤلفة الأولى للدراسة من مدرسة IMT للدراسات المتقدمة في لوكا بإيطاليا: «إذا كنت تريد مناقشة شريك حياتك وتشعر بأنك منهك عقلياً من العمل، فلا تفعل ذلك. خذ وقتك. وافعل ذلك في يوم آخر».