أسف يمني رسمي وشعبي لاغتيال القائد العسكري ثابت جواس

TT

أسف يمني رسمي وشعبي لاغتيال القائد العسكري ثابت جواس

أثارت عملية اغتيال القائد العسكري اليمني البارز اللواء ثابت جواس حزنا واسعا في الأوساط اليمنية الرسمية والشعبية، عبرت عنه بيانات النعي وتعليقات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع توعد الحكومة الشرعية بملاحقة منفذي العملية الإرهابية.
وفي حين تشير أصابع الاتهام إلى وقوف الميليشيات الحوثية وراء عملية اغتيال جواس الذي قضى مع ثلاثة من مرافقيه بينهم نجله، كانت مصادر أمنية أفادت بأن العملية نفذت (الأربعاء) بتفجير سيارة مفخخة شمال مدينة عدن أثناء مرور سيارته بجوارها.
وتعود شهرة اللواء جواس في الأوساط اليمنية إلى أدواره العسكرية في مواجهة تمرد الميليشيات الحوثية منذ 2004 في معقلها الرئيسي في منطقة مران، حيث كان على رأس القوات التي تمكنت من قتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي وقضت على أول تمرد للجماعة على الدولة اليمنية.
وإذ لم تخف الميليشيات الحوثية ابتهاجها الضمني باغتياله، حذر الناشطون اليمنيون الأجهزة الحكومية والأمنية في المناطق المحررة من خطر الخلايا الحوثية التي تترصد العسكريين والمناهضين للمشروع الإيراني، بخاصة مع سيطرة الميليشيات على قطاع الاتصالات وهو ما يمكنها من تعقب الأهداف التي تحددها بسهولة.
وفي بيان للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أشار إلى مناقب اللواء جواس الذي كان يشغل منصب قائد محور العند واللواء 131 مشاة، وقال إنه «أمضى حياته دفاعاً عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية ومواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في مختلف الجبهات».
وتوعد الرئيس اليمني بملاحقة منفذي الاغتيال وقال إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية، لن تزيدنا إلا إصرارا على المضي قدما في استئصال شأفة الإرهاب بكل أوجهه وأشكاله وتحقيق كامل الأهداف التي ضحى الشعب اليمني من أجلها واستعادة دولته وأمنه واستقراره».
من جهته أشاد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر بالأدوار العسكرية للقائد جواس، مشيرا في بيان إلى أنه «أحد الضباط الذين كانوا في صدارة الأبطال الشجعان الذين واجهوا ميليشيات الحوثي الإرهابية الكهنوتية في وقت مبكر، وألحقوا بها الهزائم وجرعوها الويلات».
كما وصفه بأنه «كان مثالاً للانضباط وواحداً من خيرة ضباط القوات المسلحة»، مؤكدا أن اليمن خسر برحيله «قائداً فذاً ومقاتلاً صنديداً له صولات وجولات يحتذى بها في معركة الجمهورية والثورة ضد ميليشيات الإرهاب والانقلاب المدعومة من إيران».
في السياق نفسه، نعى رئيس الحكومة معين عبد الملك القائد جواس، وتطرق إلى دوره «في مواجهة الانقلاب والمعارك التي قادها بكفاءة واقتدار وتصديه الشجاع متقدما الصفوف الأولى لمواجهة أعداء الثورة والجمهورية (...) ابتداء من محافظة صعدة، والإسهام في قيادة معركة تحرير محافظة عدن وعدد من المحافظات الأخرى».
وذكرت وكالة «سبأ» أن عبد الملك وجه الأجهزة الأمنية والعسكرية والجهات المعنية بسرعة التحقيق في هذه العملية الإجرامية والإرهابية الغادرة وكشف ملابساتها للرأي العام.
إلى ذلك عبرت العديد من المكونات الحزبية واليمنية عن أسفها لاغتيال جواس، وفي صدارتها المجلس الانتقالي الجنوبي، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، في حين طالب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بإقامة ضريح يخلد بطولاته في مقارعة الميليشيات الحوثية.
وعلى الصعيد العربي، أدان البرلمان العربي «العملية الإرهابية التي استهدفت موكب جواس، والتي أسفرت عن وفاته مع عدد من مرافقيه في محافظة عدن، محذراً من خطورة تصاعد العمليات الإرهابية التي تنال من المدنيين ومن أمن واستقرار اليمن». وشدد البرلمان العربي في بيان «على تضامنه الكامل مع الجمهورية اليمنية لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية والتصدي لمخططاتها الخبيثة، التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ووصف الهجوم الذي استهدف جواس بأنه يشكل اعتداء سافرا على المدنيين وترفضه كافة الأديان والشرائع السماوية، ويشكل تحدياً خطيراً للقوانين والأعراف الدولية».
وطالب البرلمان العربي، المجتمع الدولي بتكثيف الجهود والتحرك العاجل لوضع حد لهذه التنظيمات ومواجهتها بشكل حثيث ودعم جهود الدول الوطنية في هذا الشأن.
ويتهم الشارع السياسي اليمني الميليشيات الحوثية بأنها تقف وراء العديد من العمليات الإرهابية التي نفذت منذ تحرير مدينة عدن، سواء عن طريق إطلاق الصواريخ أو زرع العبوات الناسفة أو استهداف مواكب المسؤولين بالسيارات المفخخة.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.