إطلاق أعيرة نارية على ثكنة عسكرية في تونس

TT

إطلاق أعيرة نارية على ثكنة عسكرية في تونس

تعرضت ثكنة طلائع الحرس الوطني بمدينة القيروان (وسط تونس) إلى إطلاق نار فجر يوم أمس (الأحد)، على مستوى المدخل الرئيسي، من قبل مجهولين قاموا بإطلاق 3 أعيرة نارية، باستعمال سيارة مجهولة الهوية، ثم لاذوا بالفرار. وخلَّف الهجوم حالة استنفار في صفوف جميع الوحدات الأمنية بولاية (محافظة) القيروان، لإلقاء القبض على منفذي هذه العملية وكل من يساندهم.
وأكدت النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا، بعد التصدي له بكل حرفية. ورجحت أن يكون منفذو هذه العملية من بين المنتمين إلى إحدى الخلايا الإرهابية، قائلة إن هذا الهجوم قد يكون في إطار ردة فعل للكشف عن خلية إرهابية تنشط بين مدينتي القيروان وسوسة خلال الأيام الماضية. ونشرت الصفحة الرسمية للنقابة الأساسية لفوج تدخل الوسط في القيروان (تابعة للحرس الوطني) على موقع التواصل الاجتماعي، صوراً لآثار طلق ناري على باب الثكنة.
وأفادت مصادر أمنية وتقارير إعلامية، بأن الهجوم يمثل «عملية إرهابية فاشلة» على حد تعبيرها. وتأتي هذه العملية كذلك في أعقاب إعلان الداخلية التونسية عن تفكيك خلايا إرهابية تنشط بها عناصر إرهابية نسائية، وإحباط عمليات تفجير كانت تستهدف منشآت أمنية وعسكرية وسياحية في تونس.
وفي السياق ذاته، أكد علية العلاني، المختص في الجماعات الإسلامية، أن استهداف هذه الثكنة العسكرية كان فقط للتذكير بوجود العناصر الإرهابية، وتأكيد قدرتها على الوصول إلى المنشآت العسكرية والأمنية، على الرغم من الحصانة الكبيرة التي تحظى بها. ورجح العلاني ألا يكون هدفهم إيقاع ضحايا؛ بل إن العملية برمتها تأتي في إطار الاستعراض والتذكير بوجود المجموعات الإرهابية في تونس، على حد تقديره.
في غضون ذلك، دعت وزارة الداخلية التونسية إلى الإبلاغ الفوري عن التونسي أحمد بن محمود بن أحمد بالطيب، عند مشاهدته أو الحصول على أي معلومات تخص مكان وجوده وتحركاته، توقياً من الأعمال الإرهابية، وباعتباره محلّ تفتيش من قبل السلطات الأمنية والقضائية. وقالت إنه من مواليد سنة 1978، ويقطن بطريق شط مريم (أكودة) من ولاية (محافظة) سوسة التي لا تبعد عن القيروان أكثر من 40 كيلومتراً.
على صعيد آخر، أكدت نقابة الصحافيين التونسيين، أن السلطات الأمنية أوقفت صحافياً يوم الجمعة لمدة 5 أيام للتحقيق، بعد أن نشر خبراً يتعلق بالكشف عن خلية إرهابية أحد عناصرها عسكري معزول. وأوضح العضو في النقابة عبد الرؤوف بالي لوكالة الأنباء الألمانية، أن الصحافي خليفة القاسمي هو مراسل إذاعة «موزاييك» الخاصة، ويخضع للتحقيق بعد أن رفض الإفصاح عن مصادر خبره، تنفيذاً لما يتضمنه المرسوم 115 المنظم لمهنة الصحافة، في انتهاك صارخ للقوانين المنظمة للمهنة. وقال بالي: «نعتبر هذا السلوك هجوماً على الصحافة. أوكلنا محامياً للدفاع عن القاسمي، ونحن ندرس الخطوة التالية للتحرك».
ويشير الخبر إلى تفكيك قوات الأمن لخلية إرهابية في القيروان (وسط تونس) وهي المدينة نفسها التي شهدت إطلاق أعيرة نارية ضد ثكنة عسكرية. وأكد الخبر أن الخلية الإرهابية تنشط وتتواصل مع عناصر إرهابية داخل تونس وخارجها، وتتكون من 4 عناصر، من بينهم عسكري معزول، وأستاذ جامعي كان يدرس في الخارج، واثنان يعملان في التجارة. وتابع الخبر بأن قوات الأمن ضبطت مبلغ 65 ألف دينار، و3 سيارات بحوزة الموقوفين، وهم يخضعون للتحقيق في العاصمة.
ويخضع الصحافي التونسي خليفة القاسمي للتحقيق، بموجب قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال. وتعهد الرئيس الحالي قيس سعيّد بحماية الحقوق والحريات، في الدستور الذي علق العمل به بعد إعلانه التدابير الاستثنائية في البلاد يوم 25 يوليو (تموز) 2021؛ لكن منظمات حقوقية تونسية ودولية تنتقد تواتر خضوع مدنيين إلى محاكمات أمام القضاء العسكري، على خلفية آرائهم ومواقفهم من التدابير الاستثنائية التي أعلنها قيس سعيد.


مقالات ذات صلة

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.