اكتشاف قلعة الشونة يعزز الموقع التاريخي لمدينة جدة

يرتبط الموقع الأثري المكتشف بالسور والخندق في مدينة جدة قديماً
يرتبط الموقع الأثري المكتشف بالسور والخندق في مدينة جدة قديماً
TT

اكتشاف قلعة الشونة يعزز الموقع التاريخي لمدينة جدة

يرتبط الموقع الأثري المكتشف بالسور والخندق في مدينة جدة قديماً
يرتبط الموقع الأثري المكتشف بالسور والخندق في مدينة جدة قديماً

أعلن في السعودية أول من أمس عن أحد أهم الاكتشافات الأثرية في مدينة جدة الواقعة في الشق الغربي من البلاد لإحدى القلاع المندثرة تحت الأرض والتي تعد من أبرز الواجهات البحرية للمدينة قبل 500 عام.
وعثر على الموقع الأثري والذي يطلق عليه «قلعة الشونة الأثرية» أثناء عمليات الإزالة للمباني العشوائية في منطقة البلد، بالقرب من شارع قابل أحد الأسواق التاريخية والذي يعود لعام 1334، ويتوقع مع استمرار أعمال التنقيب والإزالة أن تظهر العديد من الكنوز التاريخية والأثرية التي ترتبط بالمدينة والحضارات التي مرت عليها منذ اكتشافها قبل 3 آلاف عام وظهورها على الساحة كأحد أهم الموانئ على البحر الأحمر.


قلعة الشونة الأثرية

ويرتبط الموقع الأثري، بحسب ما نقلته القناة السعودية الأولى، بالسور والخندق في المدينة قديما وكانت تعد الواجهة البحرية في عام 1516، واحتمت هذه القلعة وظلت متماسكة نتيجة وجود البنيان في الواجهة الغربية من القلعة، وذكر المهندس سامي نوار في هذا اللقاء، أنه مع استمرار عملية الإزالة لعدد من المباني القابعة فوق هذه الآثار ستعود الواجهة البحرية القديمة للمدينة والتي تعد من أكبر القلاع في البحر الأحمر.
وقال أشرف كامل، المشرف العام على برنامج جدة التاريخية، إن «الشونة» قلعة أثرية وجدت أثناء عملية التنقيب بجوار شارع الذهب، وهي قلعة أثرية اندثرت ولا أحد يعلم عن موقعها ومع الوقت وبالدراسة والرجوع للمصادر التاريخية اكتشفنا وجود القلعة وبدأنا في أعمال التنقيب.


عثر على الموقع الأثري الذي يطلق عليه «قلعة الشونة الأثرية» أثناء عمليات الإزالة للمباني العشوائية في منطقة البلد

إلى ذلك، قال عمر الأسمري، الباحث في التاريخ والآثار لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاكتشاف يظهر العمق التاريخي لمنطقة الحجاز خاصة ثغر جدة، إذ كان من القدم هذا الثغر بوابة مكة الغربية وميناء جدة الإسلامي منذ عصور قديمة، كما أن هذا الاكتشاف يدل على أهمية مدينة جدة كميناء من أهم الموانئ الذي يغذي التجارة العالمية القديمة.
وتابع الأسمري، أن القلعة تعكس أهمية جدة كبوابة من الجانب الديني والإسلامي إذ تعد نقطة قدوم الحجاج، وما يظهر أن القلعة كانت كبيرة تستقبل أعدادا كثيرة من أقطاب العالم الإسلامي وتعكس مدى اهتمام أهالي المنطقة وأهالي جدة بموروثهم الذي يقوم بالتصميم المعماري الذي حاز على قوته ومتانته وخاصة أنها تقع على منطقة ساحلية يختلف فيها المناخ طوال العام.
وأكد أن الاكتشاف الذي تم العثور عليه مؤخرا في جدة سيعطي دفعة ونقلة نوعية في الاكتشافات بشكل عام للآثار وأهميتها، خاصة وأن السعودية تزخر بكثير من المواقع ومنها المنطقة الغربية التي تحتاج لعمليات اكتشاف بعد التغيرات على مرر السنين والطمس لكثير من المعالم التاريخية، موضحاً أنه لم يجر حتى الآن اكتشاف مثل هذه القلعة بكامل هيئتها وهذا سيسهم بشكل كبير في تدفق السياح والمهتمين بالتاريخ والآثار، كما أنه سينعكس على الجامعات والمؤسسات المحلية المهتمة في هذا الجانب في تطوير قدرتها والتعمق والاستفادة من جميع الخبرات العالمية والعربية.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.