سباق بين التصعيد العسكري والمفاوضات في أوكرانيا

كييف تحظر التجول مع اشتداد القصف... وموسكو «تعاقب» بايدن وأركان إدارته

مسنة أوكرانية تبكي 4 جنود قضوا بهجوم صاروخي في يافوريف خلال تأبينهم في لفيف أمس (رويترز)
مسنة أوكرانية تبكي 4 جنود قضوا بهجوم صاروخي في يافوريف خلال تأبينهم في لفيف أمس (رويترز)
TT

سباق بين التصعيد العسكري والمفاوضات في أوكرانيا

مسنة أوكرانية تبكي 4 جنود قضوا بهجوم صاروخي في يافوريف خلال تأبينهم في لفيف أمس (رويترز)
مسنة أوكرانية تبكي 4 جنود قضوا بهجوم صاروخي في يافوريف خلال تأبينهم في لفيف أمس (رويترز)

تواصل أمس التصعيد العسكري حول المدن الأوكرانية وخصوصاً العاصمة كييف التي شهدت أعنف موجات من القصف، بالتوازي مع استمرار المفاوضات بين الطرفين الروسي والأوكراني.
وشهدت كييف تعزيزاً للهجمات الصاروخية في محيطها، واستمرار القصف على مناطق في داخلها، ما أدى إلى فرض منع التجول في أنحائها.
وفي الجنوب، أعلنت القوات الروسية فرض سيطرة كاملة في مقاطعة خريسون، ما يعني توسيع مساحة المناطق التي باتت في قبضة الروس في محيط المدينة التي أحكمت موسكو السيطرة عليها قبل أيام. كما شهدت ماريوبول قصفاً مركزاً مهد لتوسيع سيطرة الانفصاليين على مساحات في المدينة المحاصرة منذ نحو أسبوعين. وقال رئيس دونيتسك دينيس بوشيلين، إن قواته «تمكنت من التقدم بشكل كبير في ماريوبول».
وتواصلت أمس، المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني، من دون الإعلان عن إحراز تقدم. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «من المبكر الإفصاح عن مسار المفاوضات أو توقعات محددة بشأن النتائج المحتملة»، في حين أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، أن الطرفين واصلا المشاورات، عبر تقنية الفيديو كونفرنس. وزاد أن الوفد الأوكراني «يركز على الأسس الرئيسية المطروحة للبحث، وهي المسائل العامة للتسوية ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أراضي البلاد».
سياسياً، سارت موسكو خطوة غير مسبوقة بإطلاق رزمة عقوبات ضد الإدارة الأميركية، في تطور حمل بعداً سياسياً رمزياً، وفق معلقين في روسيا.
وأعلنت الخارجية الروسية عن إدراج الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن على قائمة العقوبات. وأفادت في بيان بأن «فرض عقوبات شخصية ضد قادة أميركيين وأشخاص متصلين بالإدارة جاء رداً على سلسلة عقوبات غير مسبوقة، بما فيها تلك التي تحظر دخول كبار مسؤولي روسيا الاتحادية إلى أراضي الولايات المتحدة».
وأكدت أن قائمة الشخصيات الأميركية التي تخضع بدءاً من 15 مارس (آذار) لقيود روسية بينها منع دخول الأراضي الروسية، تضم فضلاً عن الرئيس بايدن والوزير بلينكن، كلاً من وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايك ميلي ومسؤولين كبار آخرين في الإدارة.
كما فرضت موسكو رزمة عقوبات مماثلة على رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ووزيري الدفاع والخارجية الكنديين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لائحة العقوبات ضد كندا تضمنت كذلك، إدراج أكثر من 300 برلماني كندي إلى اللائحة السوداء، مشيرة إلى أن «أي إجراءات غير ودية من كندا ستلقى حتماً استجابة متناسبة وحاسمة من جانب موسكو».
وتزامن التطور، مع إعلان موسكو انسحابها من مجلس أوروبا، بعدما كان المجلس جمد عضويتها أخيراً. وأعلن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي بيوتر تولستوي، أن روسيا سلّمت المجلس الأوروبي رسالة من وزير الخارجية سيرغي لافروف تتضمن إشعاراً بالانسحاب من المنظمة.
... المزيد


مقالات ذات صلة

أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.