فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات مالية غير مسبوقة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، وانسحبت مئات الشركات الدولية من البلاد.
وبدأ الشعور بتأثير هذه العقوبات، مع ارتفاع تكلفة المنتجات الأساسية، وخطر فقدان الوظائف الذي يلوح في الأفق، وشعور متزايد بالعزلة بالنسبة لبعض الروس، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
* السلع الأساسية والمواد الغذائية
تغيرت الحياة اليومية للروس بصورة كبيرة منذ بدء تطبيق هذه العقوبات، فقد قفزت الأسعار بنسبة 2.2 في المائة في الأسبوع الأول من الغزو، وكانت أسعار المواد الغذائية من بين أكبر الارتفاعات، وأصبحت بعض المتاجر تقيد بيع المواد الغذائية الأساسية، بعد تقارير عن «عمليات تخزين»، ورغم أن مبيعات الأدوية لا تخضع للعقوبات، لكن مع تعليق شركات الشحن الكبرى للخدمات، يمكن أن تتضرر الإمدادات.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1501959817878986753
وانخفض الروبل بشدة منذ غزو روسيا لأوكرانيا، ما دفع العديد من تجار التجزئة إلى رفع أسعارهم. ويقول أحد سكان موسكو، «في 20 فبراير (شباط) طلبت مستلزمات بقالة مقابل 5500 روبل (حوالي 57 دولاراً)، والآن تكلف السلة نفسها 8000 روبل». ويضيف أن سعر الحليب تضاعف تقريباً في الأسبوعين الماضيين.
بدورها، ارتفعت أسعار السكر والحبوب بنسبة 20 في المائة في فبراير (شباط) مقارنة بالشهر نفسه العام الماضي.
* الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر والسلع الفاخرة
ارتفعت أسعار الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون بأكثر من 10 في المائة. فيما ارتفع سعر أجهزة الكومبيوتر المحمولة للضعف تقريباً. فيما لم تعد علامات تجارية كبرى مثل «أبل» و«نايكي» و«أيكيا» تبيع منتجاتها في روسيا. كما ارتفعت أسعار السيارات الجديدة.
ويقول محاضر جامعي روسي كان يبحث عن شراء أجهزة منزلية لشقته في موسكو، «في اليوم الذي بدأت فيه الحرب رأيت بعض أسعار الثلاجات وأجهزة المطبخ والغسالات ترتفع بنحو 30 في المائة».
ولم يمر إغلاق سلسة مطاعم «ماكدونالدز» البالغ عددها 847 مطعماً مرور الكرام، فقد كانت المجموعة من أوائل الشركات الغربية التي افتتحت فروعاً في الاتحاد السوفياتي قبل 30 عاماً. وفي غضون ساعات من إعلان الإغلاق، ظهرت آلاف الإعلانات من الروس الذين يعيدون بيع طعام حصلوا عليه من «ماكدونالدز» بما يصل إلى 10 أضعاف السعر المعتاد.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1501933393486893059
* بطاقات الائتمان
استبعدت العقوبات البنوك الروسية من نظام الدفع الدولي «سويفت»، كما أوقفت شركات مثل «فيزا» و«ماستر كارد» و«غوغل باي» وغيرها خدماتها في روسيا. ويقول البنك المركزي الروسي، إن الاقتصاد قد ينكمش بنسبة تصل إلى 8 في المائة.
وتقول ناتاشا التي تعمل في مجال اللياقة البدنية، «كان للوضع تأثير كبير على أعمالنا... انخفضت أعداد عملائنا». وتقول مديرة مدرسة لغات إن العقوبات تسببت بالفعل في مشكلات، موضحة: «لدينا مدرسون في بلدان أخرى لا يمكننا الدفع لهم لأن جميع شبكات التحويل مجمدة. ولدينا أيضاً طلاب في الولايات المتحدة وألمانيا ولاتفيا لا يمكنهم دفع رسومهم في حساباتنا».
* إغلاق وسائل الإعلام
أصدرت روسيا قانوناً جديداً يقضي بسجن أي شخص «يُعتقد أنه نشر أخباراً كاذبة» عن الجيش، وتتعرض وسائل الإعلام المستقلة والدولية لقيود شديدة تصل حد الإغلاق، كما تم اعتقال أكثر من 13 ألف شخص في احتجاجات مناهضة للحرب.