«أسوأ من حرب أفغانستان»... التلفزيون الروسي يذيع انتقادات لغزو أوكرانيا

«أسوأ من حرب أفغانستان»... التلفزيون الروسي يذيع انتقادات لغزو أوكرانيا
TT

«أسوأ من حرب أفغانستان»... التلفزيون الروسي يذيع انتقادات لغزو أوكرانيا

«أسوأ من حرب أفغانستان»... التلفزيون الروسي يذيع انتقادات لغزو أوكرانيا

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إن قناة «روسيا 1» في التلفزيون الرسمي الروسي، التي عادة ما تكون مصدراً مخلصاً للدعاية المؤيدة للكرملين، أذاعت انتقادات حادة للغزو الروسي لأوكرانيا وكذلك دعوات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لوقف حربه، خلال برنامج تم تشبيه الغزو بـ«حرب أفغانستان، بل إنه أسوأ منها».

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن المذيع فلاديمير سولوفيف، الذي عادة ما يكون أحد أهم دعاة الكرملين الموثوق بهم، اضطر إلى مقاطعة الضيوف في برنامجه الحواري، الذي يذاع في أوقات الذروة، لإيقاف انتقادات الضيوف للغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان المخرج كارين شاهنازاروف، قال خلال البرنامج، إن «الصراع في أوكرانيا يهدد بعزل روسيا»، وأضاف «أجد صعوبة في تخيل الاستيلاء على مدن مثل كييف. لا أستطيع أن أتخيل كيف سيبدو ذلك».
ودعا إلى إنهاء الصراع قائلاً «إذا بدأت هذه الصورة في التحول إلى كارثة إنسانية مطلقة، فسيضطر حتى حلفاؤنا المقربون مثل الصين والهند إلى إبعاد أنفسهم عنا»، وتابع «الرأي العام يمكن أن يلعب دورا سيئاً بالنسبة لنا»، وقال شاهنازاروف، إن «إنهاء هذه العملية سيعمل على استقرار الأمور داخل البلاد».
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن في وقت لاحق، أثناء بث برنامج «أمسية مع فلاديمير سولوفيف»، الذي يعد أحد البرامج الأكثر مشاهدة في التلفزيون الروسي، قال ضيفه الأكاديمي سيمون باغداساروف «هل نحتاج إلى الذهاب إلى أفغانستان أخرى، ولكن الأمر أسوأ من ذلك؟»، وأضاف «في أوكرانيا هناك المزيد من الناس وهم أكثر قدرة على التعامل مع أسلحتهم»، وتابع «لسنا في حاجة إلى ذلك. يكفي بالفعل».
وفي المقابل، قاطع سولوفيف، الذي كان يملك فيلا في إيطاليا صادرها الاتحاد الأوروبي وفرض عقوبات عليها، ضيفه باغداساروف.
وأوضحت «تليغراف»، أن باغداساروف كان يشير إلى الغزو السوفياتي لأفغانستان، وهو الصراع الذي شوه الاتحاد وقتها، حيث اضطر إلى الانسحاب بشكل مذل من أفغانستان عام 1989، بعد 10 سنوات من غزوها، ولا تزال آثار هذا الانسحاب تنعكس على روسيا.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الكرملين يعتمد بشكل كبير على التلفزيون الحكومي لإيصال رسالة مفادها أن ما يسمى بـ«العملية الخاصة» لبوتين لإنقاذ أقارب الروس في أوكرانيا من النازيين تسير وفقاً لما خطط لها.
ويعد التلفزيون الحكومي أحد المصادر القليلة لمنح المعلومات للجمهور الروسي حول الحرب، بعد أن قيدت السلطات الوصول إلى بعض مواقع التواصل الاجتماعي وأجبرت المحطات المستقلة على وقف بثها، وهددت السلطات الروسية بسجن كل من ينتقد الحرب لمدة تصل إلى 15 عاماً.
وفي المقابل، قامت أوكرانيا بحملة إعلامية ذكية، تضمنت تصوير أسرى من المجندين الروس وهم يعلنون ندمهم على الغزو.

وقالت «تليغراف»، إنه يبدو أن الأنباء عن الانتكاسات التي يتعرض لها الجيش الروسي في أوكرانيا تصل إلى روسيا، حيث انتشر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مقطع فيديو تظهر فيه أمهات الجنود وهن يواجهن بغضب مسؤولاً روسياً ويتهمون الكرملين باستخدام أبنائهن «كوقود للمدافع»، كما استمرت الاحتجاجات الصغيرة في روسيا، على الرغم من القمع الشديد من قبل الشرطة.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن الانتقادات التي شهدها برنامج فلاديمير سولوفيف ليست الوحيدة.
فقد ظهر ضابط في الجيش الروسي، في قناة Zvezda التابعة لوزارة الدفاع الروسية، وهو يشرح كيف كان الجنود الروس يموتون في أوكرانيا، وقام المذيع بمقاطعته صارخاً «رجالنا يحطمون الثعابين الفاشية، إنه انتصار للجيش الروسي. إنه عصر النهضة لروسيا».


مقالات ذات صلة

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.