دراسة: النباتات التي لا يحتاجها الإنسان تتجه نحو الانقراض

باحث يقوم بجمع بعض النباتات المهددة بالانقراض في تايوان (رويترز)
باحث يقوم بجمع بعض النباتات المهددة بالانقراض في تايوان (رويترز)
TT

دراسة: النباتات التي لا يحتاجها الإنسان تتجه نحو الانقراض

باحث يقوم بجمع بعض النباتات المهددة بالانقراض في تايوان (رويترز)
باحث يقوم بجمع بعض النباتات المهددة بالانقراض في تايوان (رويترز)

صنف الباحثون أكثر من 80 ألف نوع من النباتات في جميع أنحاء العالم، ووجدوا أن معظمها «ستخسر» في وجه البشرية وتنقرض، لأن الناس لا يحتاجون إليها، وفقاً لصحيفة «غارديان».
وهذا يعني أن المجتمعات النباتية في المستقبل ستكون أكثر تجانساً بشكل كبير من تلك الموجودة اليوم، وفقاً للورقة البحثية التي نُشرت مؤخراً.
النتائج، التي ترسم صورة صارخة للتهديد الذي يتعرض له التنوع البيولوجي، تغطي أقل من 30 في المائة، من جميع أنواع النباتات المعروفة، وبالتالي فهي بمثابة «دعوة للاستيقاظ»، كما يقول الباحثون، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من العمل في هذا المجال.
قال جون كريس، عالم النبات الفخري في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «لقد بدأنا بالفعل في تحديد ما سيخرج من عنق الزجاجة في الأنثروبوسين، من حيث الأرقام».
وتابع: «إنه ليس المستقبل، الأمر يحدث الآن... وأعتقد أن هذا جزء من دعوة الاستيقاظ التي نحاول تقديمها هنا. إنه شيء قد نتمكن من إبطائه قليلاً، لكنه يحدث».
شرع الباحثون في معهد سميثسونيان في تصنيف أنواع النباتات التي تأثرت بشكل دقيق بالبشر منذ بداية عصر الأنثروبوسين - العصر الجيولوجي الذي تميز بتأثير بشري عميق على الأرض، حيث كان البشر مسؤولين عن الاحتباس الحراري وإزالة الغابات والنتائج السلبية الأخرى للتصنيع.

قام الباحثون بتحليل بيانات عن 86 ألفاً و592 نوعاً من النباتات الوعائية، وجمعوا المعلومات من قواعد البيانات الدولية حول الاستخدامات المختلفة لهذه النباتات: سواء كانت محاصيل مهمة اقتصادياً للبشر، أو أنواع نباتات الأعشاب الغازية، أو الأنواع المهددة بالانقراض التي تحتاج إلى الحماية أو الأنواع النادرة التي تشارك في التجارة غير المشروعة، على سبيل المثال.
من هذه المعلومات، أنشأ العلماء تصنيفاً لكيفية عمل النباتات وسيرها في المستقبل، ووصفوا ثماني فئات متميزة، واستنتجوا أن العديد من أنواع النباتات ستدفع إلى الانقراض بسبب النشاط البشري على الأرض.

هناك 6749 نباتاً فائزاً ومفيداً للإنسان مثل الذرة والأرز والقمح والمحاصيل الأخرى، التي تغطي 40 في المائة من سطح الكوكب، والنباتات التي انقرضت في البرية ولكنها باقية في المدن، مثل مثل شجرة الجنكة المزروعة في مدينة نيويورك، حسب كريس. ثم هناك 164 نباتاً فائزاً وغير مفيد للبشر، وخاصة الأنواع الغازية والأعشاب مثل كودزو.
وتم تصنيف حوالي 20 ألف و290 نوعاً من النباتات على أنها خاسرة، غالباً لأنها ليست مفيدة للبشر، وقد تم التعرف عليها بالفعل على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض - مثل شجرة ماغنوليا من هايتي، التي تم قطعها من أجل الحطب ولا تنمو في أي مكان آخر. من المرجح أن تختفي تماماً سلالات أصغر من الأنواع النباتية - مثل السيكاسيات، وعائلة السرو مثل الخشب الأحمر والعرعر، وعائلة قديمة من الصنوبريات تسمى أراوكاريالس (araucariales).
تشير النتائج إلى أنه، في المستقبل، سيكون هناك تنوع بيولوجي أقل بكثير، الذي بدوره سيؤدي إلى فقدان التنوع الحيواني، ويجعل النظم البيئية أكثر ضعفاً في مواجهة الطقس المتطرف والتغيرات في المناخ، أو يسبب المزيد من التدهور بسبب التأثير الإنساني.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».