أمير رمسيس: نجاح السينما المصرية عالمياً مرهون بالتخلص من القيود

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى لصناعة أفلام تعيش في الذاكرة

أمير رمسيس يحمل شهادات جوائزه
أمير رمسيس يحمل شهادات جوائزه
TT

أمير رمسيس: نجاح السينما المصرية عالمياً مرهون بالتخلص من القيود

أمير رمسيس يحمل شهادات جوائزه
أمير رمسيس يحمل شهادات جوائزه

أعرب المخرج المصري أمير رمسيس، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه فيلمه «حظر تجول» وخصوصاً بعد فوزه بـ12 جائزة من مهرجان جمعية الفيلم المصرية أخيراً، لتضاف إلى رصيد الجوائز التي حصدها الفيلم من (القاهرة السينمائي، ومالمو، والقدس، وشنغهاي، والهند)، ولا يزال أمامه جولة أخرى في مهرجانات غربية، ليعيد إلى الذاكرة تجربته الناجحة في فيلم «بتوقيت القاهرة» آخر أعمال النجم الراحل نور الشريف.
وقال رمسيس في حواره مع «الشرق الأوسط» إن صناعة أفلام خالدة، تبقى في ذاكرة الجمهور، ليست أمراً سهلاً، وأشار إلى انتهائه من تصوير أحدث أعماله «لون البحر»، الذي يبدأ عرضه عبر منصة «شاهد» خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشف المخرج المصري عن عدم سعيه لتحقيق نجاح لحظي، ينتهي أثره بسرعة، مشيراً إلى أنه «يجب أن يسأل صانع الفيلم نفسه، هل سيرغب الجمهور في معاودة مشاهدة تلك اللقطة مرة أخرى؟، وهل هناك مستويات متعددة لتلقي الفيلم؟، إنها أسئلة تبدو أساسية لصناعة فيلم يبقى في ذهن المتلقي، يؤثر فيه ويتأثر به، وهذا ما يشغلني دائماً، لأنه من السهل أن تصنع فيلماً يحصد الملايين في أسابيع قليلة من عرضه ولكن يصعب جداً أن تصنع فيلماً يبقى لسنوات في ذاكرة الجمهور، ويصبح جزءاً من الذاكرة السينمائية، وبالتأكيد سعدت بالجوائز العديدة التي نالها فيلم (حظر تجول) وفخور بها، والفيلم لا يزال أمامه عدة محطات بمهرجانات في أوروبا وأميركا».
يرفض المخرج أمير رمسيس، تصنيف الأفلام إلى «مهرجانات» وأخرى «تجارية»، موضحاً أنه «لا يوجد انفصال بين الاثنين: الأفلام تصنع للجمهور، فإن كانت جيدة فنياً ونالت تقدير المهرجانات فهذا شيء محفز بلا شك، لكن صنع أفلام للمهرجانات فقط، يسفر عن أفلام غير فنية بل تتصنع الفن». بحسب تعبيره.

خالد النبوي وعائشة بن أحمد خلال تصوير مسلسل «لون البحر»

وحول مصطلح «السينما النظيفة»، الذي بات يتردد كثيراً، بالوسط الفني المصري، يقول: «أرفض هذا المصطلح ومن زرعوه في مجتمعنا، السينما هي السينما، إما حقيقية وإما مزيفة».
يستعد رمسيس لتصوير أحدث أفلامه «ما تخفيه سميرة العايقة»، الذي يتخلى فيه مؤقتاً عن سينما المؤلف حيث اعتاد كتابة أفكار وسيناريوهات أفلامه، مبرراً هذا التحول، قائلاً: «الفيلم من تأليف هيثم دبور الذي تعجبني أفكاره وأسلوبه وتدور أحداثه في إطار كوميدي ويتم تصويره في القاهرة، ولا زلت في مرحلة التحضير واختيار أبطاله».
بين فترات التجهيز ولحظات الانتظار لتنفيذ عمل جديد، يترقب رمسيس عرض أول مسلسل من إخراجه في مصر وهو «لون البحر»، ويتحفظ كثيراً في الكشف عن تفاصيله، لكنه أشار إلى أنه مسلسل رومانسي، تدور أحداثه في 15 حلقة ويلعب بطولته خالد النبوي وعائشة بن أحمد، وسيعرض بدءاً من 5 مارس (آذار) على منصة «شاهد».
وسبق لرمسيس إخراج عمل تلفزيوني عام 2011 بدولة المغرب، ويوضح أبعاد هذه التجربة قائلاً: «التجربة جاءت باقتراح من منتجة مغربية خلال حضوري لمهرجان سينمائي هناك بعدما شاهدت أحد أفلامي، وهو دراما رمضانية لممثلين مغاربة قدمت في 30 حلقة، حملت عنوان (صالون شهرزاد)، تدور أحداثها عن فتاة بسيطة لا تعير اهتماماً لمظهرها الخارجي، تجد نفسها بين عشية وضحاها مجبرة على العمل في صالون للحلاقة».
يهتم أمير رمسيس بعالم الرواية حتى أنه أصدر رواية من تأليفه قبل سنوات، لكنه يؤكد أنها كانت مجرد تجربة في كتابة الرواية لا تطمح إلى الاستمرار أو الاحترافية، ويسترسل: «بطبيعتي أحب القراءة والأدب، وهناك كتاب كثيرون أثروا في مثلما كان حالي مع أساتذتي المخرجين تماماً، ومن هنا جاءت رغبة الكتابة، كما أنني أحب الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية، وأرى أن السينما المصرية لم تبتعد عن الأدب أبداً كما يتخيل البعض، فحتى في الثمانينات والتسعينات كانت هناك أفلام مبنية على أعمال أدبية لرأفت الميهي، وفتحي غانم، ويحيى الطاهر عبد الله، وخيري شلبي، وأظن أن الموجة الآن تتجه للاهتمام بالأدب».
رغم تقديمه لاستقالته من عمله مديراً فنياً لمهرجان الجونة السينمائي نهاية الدورة الماضية، فإن أمير رمسيس يؤكد استفادته من هذه التجربة: «تعلمت الكثير من (الجونة السينمائي)، خصوصاً فيما يتعلق بالتوزيع والتسويق العالمي للأفلام، فقد كنت كمخرج أنظر للمهرجانات من جانب مختلف، وهناك جانب خفي جداً يصعب معرفته إلا إذا مررت بهذه التجربة من خلال اختلاطي بالمنتجين والموزعين وصناع الأفلام الدولية، كان هذا احتكاك مهم بالنسبة لي من خلال مهرجان الجونة».
وحول أزمة غياب الفيلم المصري عن المهرجانات السينمائية الكبرى، يرى أمير أنه من المهم التخلص أولاً من الرقابة، وقيود السينما النظيفة، ومن أطماع المنتجين في تحقيق مكاسب سريعة، قبل حضور السينما المصرية في المهرجانات العالمية».


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».