هبة جارودي تخبر العالم قصصاً عن لبنان

تقدم وطنها في لوحات رقمية ضمن «إكسبو دبي 2020»

هبة جارودي تطل في عمل رقمي لها  -  يحتضن «إكسبو دبي 2020» مجموعة صور رقمية لهبة جارودي (الشرق الأوسط)
هبة جارودي تطل في عمل رقمي لها - يحتضن «إكسبو دبي 2020» مجموعة صور رقمية لهبة جارودي (الشرق الأوسط)
TT

هبة جارودي تخبر العالم قصصاً عن لبنان

هبة جارودي تطل في عمل رقمي لها  -  يحتضن «إكسبو دبي 2020» مجموعة صور رقمية لهبة جارودي (الشرق الأوسط)
هبة جارودي تطل في عمل رقمي لها - يحتضن «إكسبو دبي 2020» مجموعة صور رقمية لهبة جارودي (الشرق الأوسط)

لم تشأ الفنانة التشكيلية هبة جارودي أن تخبر العالم عن لبنان بأسلوب عادي وكلاسيكي. مغرمة هي بوطنها وعاصمته بيروت، فكان لا بد أن تقدمه في إطار مختلف يشبه الفن الذي تجيده. قررت أن تستخدم صوراً رقمية لتؤلف لوحات فنية، تعرضها اليوم في الجناح اللبناني ضمن معرض «إكسبو دبي 2020».
بحثت هبة في الأرشيف عن بيروت {ست الدنيا} أيام العز. تابعت أخبار المشاهير خلال زيارتهم لبلدها. غاصت في أعمدة بعلبك واستوحت من صوت فيروز وغرفت من أسواق المدينة قصصاً وحكايات، وترجمتها بالألوان. ولكن بدل استخدامها للريشة لجأت إلى الفن الرقمي. تعرّف هبة عن نفسها لـ«الشرق الأوسط» بأنّها فنانة تشكيلية، «ولكن عالم الديجيتال الشاسع لفتني كثيراً وأُعجبت به. ففي عالمنا الحديث كل شيء تحول إلى رقمي. فكّرت أن أمزج بين الماضي والحاضر ضمن إنتاج فني رقمي أطبّق فيه قواعد الرسم».
وهكذا بدل الريشة لجأت هبة إلى طبع ابتكاراتها وإبداعاتها على مواد مختلفة من زجاج وخشب وبليكس، وكذلك على طاولة أو وسادة، ومن ثمّ تنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وبدأت فكرتها تخوّلها أن تصبح واحدة من الفنانات اللبنانيات المعروفات في عالم الفن الرقمي. من هذا المنطلق شاركت في الجناح اللبناني في «إكسبو دبي 2020».
صورها الرقمية تتوزع على أرجاء الجناح وفيها بيروت في الستينات وسوق الصاغة في السبعينات والفنانة داليدا في إحدى زياراتها إلى لبنان. ومرات كثيرة ترفق هذه الصور بعبارات ومحط كلام لبنانيين: «مرات أكتب بخطوط عربية لأن جيل الشباب لا يعرف شيئاً عنها. فهي مادة تثقيفية علينا أن نعرّف أولادنا عليها وعلى لبنان الجميل، كي يتذكروه على شكله الحقيقي وليس كما هو اليوم».
وكذلك تطالعك في لوحات أخرى معالم لبنانية كقلعة بعلبك وصخرة الروشة. وتطل على سيارة الأجرة القديمة والقرية اللبنانية والعمارة التراثية. ولم تنسَ أدوات وأغراض ترمز إلى لبنان، كإبريق الزجاج أو الفخار وكوب القهوة العربية وآلة العود وورقة الـ100 ليرة: «حاولت أن أخبر قصصاً عن بيروت في إطار حديث، إذ مزجتُ فيها بين الحاضر والأمس. فكما الطربوش الزي اللبناني العريق للرجال، كذلك سلطت الضوء على شارع الحمراء الذي كان يزخر بنشاطات فنية وثقافية، وتشهد مقاهيه زيارات أهم المشاهير، كمل تنتصب فيه مارلين مونرو».
بين الخيال والواقع تدور صور هبة جارودي التي تنفذها وهي تستمع إلى موسيقى إلياس الرحباني وأغاني هبة طوجي. تعزل نفسها عمّا يدور حولها وتحاول عندما تزور بيروت ألا ترى إلا النواحي الإيجابية فيها. رغبت من خلال هذا الفن الذي تجيده في أن توثق لحظات ذهبية عاشتها العاصمة. «هذا الشعور راودني عندما كنت في أميركا، إذ رحت أبحث عن صور للبنان الجميل كي أروي عطشي لحنيني إلى بلدي. أخذت في إضافة الألوان والصور عليها، ومزجت بينها وبين صور الأبيض والأسود كي أولّد صورة فنية عن بلدي لا تشبه غيرها».
لحقت هبة بأحداث جميلة شهدها لبنان منذ الستينات والسبعينات وصولاً إلى الثمانينات: «أردت أن أضيء على تلك الحقب التي كان فيها بلدي يضج بالحياة والحضارات على اختلافها. حتى إنني صرت أتعرف إلى حقبة من غيرها، من خلال الورق اللاصق على جدران المنازل أو من معالم وهندسة العمارات. بذلك نقلت التاريخ ووثقته بأسلوب بسيط يمكن أن يجذب الكبار كما الصغار».
في رأي هبة، أولادنا في الغربة لا يعرفون الكثير عن وطنهم الأم، وأنّ هذا النوع من الصور يسهم في إضفاء خلفية تاريخية غنية على ثقافتهم. وعن طريق فن الـ«كولاج» (اللصق) استطاعت هبة أن تشرك الفنان شوشو مع مرفأ بيروت وقصر سرسق مع مجموعة من الشخصيات اللبنانية المعروفة في الماضي القريب: «هناك شعور دائم يتملك اللبنانيين، الذين عايشوا فترات جميلة يجعلهم يتذكرون وطنهم بفرح. ولذلك وضعت صوراً للراحل رفيق الحريري وأخرى لجبران خليل جبران داخل قصر سرسق. أردت دائماً أن أحكي عن السلام بدل الحرب وأن أُرفقه بنظرة مستقبلية للبنان الذي نحلم به». وعن هدف مشاركتها في «إكسبو دبي 2020» تقول: «أساس الفكرة يدور حول الوجود اللبناني ضمن صورة بصرية تُبرز تراثه. ولكنها تشكل في الوقت نفسه قفزة إلى المستقبل لأن المعرض يقام على هذه القاعدة. رغبت أن أعرّف الناس وزائري المعرض بلبنان الحقيقي. وأننا نمثل مجتمعاً منفتحاً بمناخات منوعة وغنية. بدل أن يخبر الأهل أولادهم قصصاً من الخيال، في استطاعتهم أن يركنوا إلى هذه الصور الرقمية التي تحتوي كل منها على قصة مغايرة».
وكما شوارع بيروت وأزقتها، كذلك تطل هبة جارودي على مناطق بعلبك وتلفريك جونية والروشة والشوف. وتوضح: «اخترت هذه المواقع الأربعة لتشكل حكاية بحد ذاتها يقرأها مُشاهدها بأسلوب ثلاثي الأبعاد. لم أكرر أي صورة أو موقع بل سمحت لناظر هذه اللوحات بأن يقوم بجولة خيالية. ومع صور الرمل الذهبي والشمس الساطعة يشعر خلالها المتفرج كأنه لمس أحجار بعلبك وشعر بحرارة طقسها المرتفعة». وتشرح لـ«الشرق الأوسط»: «هي مجموعة صور تتألف من 15 سلايد (ديابوزيتيفا) تمر ضمن عرض رقمي».
بعض هواة هذا الفن وأصحاب مطاعم وفنادق وبيوت، طلبوا من هبة أن تنفذ لهم مجموعة من هذه الصور. ويتاح شراؤها من غاليري «جاك عويس» الواقع خلف شارع «مار نقولا» في الأشرفية. وهي تتمنى أن تحقق أحلامها المهنية في عالم الفن الرقمي مع فنانات من لبنان كإليسا وماجدة الرومي. وتقول: «أتصور مرات عرضاً يرافق إليسا أو ماجدة الرومي على المسرح في أثناء إحيائهما الحفلات. كما أتمنى أن أقوم بعمل مميز خاص بلبنان وبأهله».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.