الأمم المتحدة تناشد الليبيين الامتناع عن التصعيد

ويليامز طالبت البرلمان و«الأعلى للدولة» بوضع أساس دستوري للانتخابات

عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع سيتفاني ويليامز (من حساب ويليامز على تويتر)
عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع سيتفاني ويليامز (من حساب ويليامز على تويتر)
TT

الأمم المتحدة تناشد الليبيين الامتناع عن التصعيد

عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع سيتفاني ويليامز (من حساب ويليامز على تويتر)
عقيلة صالح خلال لقاء سابق مع سيتفاني ويليامز (من حساب ويليامز على تويتر)

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، جميع «الأطراف الفاعلة» في ليبيا إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها «تقويض الاستقرار وتعميق الانقسامات بالبلاد»، ومن جهتها أعلنت مستشارة الأمين العام بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، أنها أرسلت أمس خطاباً إلى مجلس النواب و«الأعلى للدولة»، بخصوص وضع أساس دستوري للانتخابات العامة.
وتشهد ليبيا حالة من التوتر والتصعيد، بعد الموافقة على حكومة جديدة، بقيادة فتحي باشاغا، وسط معارضة ورفض غريمه عبد الحميد الدبيبة، تسليم مهامه إلاّ لسلطة منتخبة.
وأعرب غويتريش عن «قلقه» إزاء التقارير التي تفيد بأن تصويت مجلس النواب على حكومة باشاغا، الأربعاء الماضي، «لم يرق إلى المعايير المتوقعة للشفافية والإجراءات، مع حدوث أعمال تهديد قبل الجلسة». ونقل ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، أن غويتريش يواصل متابعته لتطورات الأحداث في ليبيا بشكل مستمر، بما في ذلك جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة جديدة، مشدداً على «أهمية الحفاظ على الوحدة والاستقرار، اللذين تحققا بصعوبة»، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» قد توصلت خلال اجتماعاتها بمقر الأمم المتحدة في جنيف إلى اتفاق يتكون من خمس نقاط، أهمها «الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا»، بالإضافة إلى إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية، والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.
كما تطرق غويتريش إلى ملف الانتخابات الليبية، ودعا إلى ضرورة تحقيق تطلعات أكثر من 2.8 مليون مواطن سجلوا أنفسهم للانتخابات، بقصد اختيار قادتهم من خلال إجراء استحقاق «ذي مصداقية وشفافة وشاملة، على أساس إطار دستوري وقانوني سليم».
وخاطبت ويليامز عبر على حسابها في موقع «تويتر» الليبيين، قائلة: «أنا هنا لدعم العملية الانتخابية وتطلعات 2.8 مليون مواطن»، لافتة إلى أنها ستسعى لدى مجلس النواب و«الأعلى للدولة» بخصوص المشاورات، التي اقتُرح الشروع بها فوراً؛ وذلك «لوضع أساس دستوري ينقل البلاد إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن».
وبعد أن وجهت حكومة «الوحدة الوطنية» انتقادات إلى بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، وقالت إنها «تنحاز إلى الساعين للإطاحة بها»، عاد الدبيبة، أمس، ليوضح أن موقف الأمم المتحدة «متناغم» مع أهداف حكومته.
وقال الدبيبة عبر حسابه على موقع «تويتر» إن إجراء الانتخابات «هو احترام لإرادة 2.8 مليون ليبي، وسيُنهي أزمة الشرعية، وسيُنتج أجساما تشريعية وتنفيذية جديدة تصل بالبلاد إلى الأمن والاستقرار»، لافتاً إلى أن «هذا ما أكده الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، والذي يتناغم مع أهدافنا».
وسبق للدبيبة التأكيد على أن «قطار الانتخابات انطلق ولن يتوقف إلا بسلطة شرعية منتخبة»، متعهداً بصياغة قانون انتخاب جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد. ورأى أن الانتخابات المقبلة في شهر يونيو (حزيران) «ستنهي جميع الأجسام، وأولها حكومة الوحدة الوطنية»، داعيا الشعب إلى ما سماه الاختيار بين «الانتخابات أو الفوضى»، جراء التمديد للأجسام الحالية.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.