الرئيس العراقي يتراجع عن عفو أصدره لمدان بتجارة المخدرات

الرئيس العراقي يتراجع عن عفو أصدره لمدان بتجارة المخدرات
TT

الرئيس العراقي يتراجع عن عفو أصدره لمدان بتجارة المخدرات

الرئيس العراقي يتراجع عن عفو أصدره لمدان بتجارة المخدرات

اضطر الرئيس العراقي، برهم صالح، أمس الاثنين، وتحت ضغط الانتقادات الشديدة التي وجهت إليه وإلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اليومين الأخيرين، إلى التراجع عن قرار عفو كان قد أصدره في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقضى بإطلاق سراح جواد لؤي جواد، نجل محافظ النجف السابق، واثنين من رفاقه المدانين بتجارة المخدرات. في غضون ذلك، أرجأت محكمة جنايات الرصافة، أمس، موعد محاكمة أحمد الكناني، المتهم باغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، وسط أنباء عن تهريبه من السجن.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان، أن «رئيس الجمهورية برهم صالح وجه بسحب المرسومين الجمهوريين المرقمين (١، 2) وذلك خلال اجتماع عاجل مع اللجنة التحقيقية المُشكلة في رئاسة الجمهورية حولهما».
وكان صالح أمر أول من أمس، بتشكيل لجنة تحقيقية حول ملابسات العفو الذي أصدره.
وطبقاً للبيان، فإن صالح وجه بـ«الإيعاز إلى الجهات القضائية باتخاذ الإجراءات اللازمة بعد سحب المرسومين الجمهوريين، ومخاطبة وزارتي العدل والداخلية لإلقاء القبض على المُدانين وإيداعهم في المؤسسات الإصلاحية». وأكد الرئيس: «لن نتهاون في مجابهة التحدي الخطير بالترويج للمخدرات وتجارتها والمحكومين فيها، ولن نتردد مطلقاً في تصويب ما قد يشوب المراسيم أو الأوامر الرئاسية من شطط أو مخالفات قانونية ما دامت ستصب في أمن المجتمع واستقراره».
من جهة أخرى، تؤكد بعض المصادر القريبة من قضية نجل المحافظ، صعوبة إلقاء القبض عليه وإعادته إلى السجن لمغادرته البلاد بعد إطلاق سراحه مطلع الشهر الماضي.
من ناحية أخرى، أرجأت محكمة جنايات الرصافة، أمس الاثنين، موعد محاكمة أحمد الكناني المُدان باغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، إلى السادس عشر من شهر مايو (أيار) المقبل، وسط أنباء تتحدث عن احتمال تهريبه من السجن ما يضطر القضاء إلى تأجيل محاكمته للمرة الثالثة رغم اعترافاته العلنية باغتيال الهاشمي.
وكان الكناني ويحمل رتبة ضابط ملازم في وزارة الداخلية ويعمل لصالح إحدى الفصائل المسلحة، قد اغتال الهاشمي أمام منزله في منطقة زيونة ببغداد مطلع يوليو (تموز) 2020 وتمكنت السلطات العراقية من إلقاء القبض عليه بعد عام من تنفيذ جريمته.
وقال مصدر قضائي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية: إن «محكمة جنايات الرصافة، قررت تأجيل موعد محاكمة المتهم بقتل هشام الهاشمي إلى يوم 16 من شهر أيار المقبل». ولم يذكر المصدر الأسباب التي دعت المحكمة إلى التأجيل.
ونشط الهاشمي قبل اغتياله في دعم جماعات الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في نهاية عام 2019، كما برع في تحليل شبكات وآليات عمل الجماعات الإرهابية والميليشيات الشيعية وارتباطاتها الخارجية. ورغم الاعترافات العلنية التي أدلى بها الكناني بعد إلقاء القبض عليه، فإن السلطات العراقية لم تكشف عن الجهة الميليشياوية التي يرتبط بها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.