الناس يرون المشهد من زاوية واحدة. قلّما يكبّرون العدسة لتصل إلى 360 درجة. جويل ماردينيان، رائدة الجمال والأعمال، في ظاهرها، ناجحة، وأنيقة، وثرية. فماذا في الأعماق؟ الورود وأشواكها؟ والإنسانة وراء «البراند»؟ برنامجها الجديد من «أعمال شاهد الأصلية»، «جويل بلا فلتر»، يجيب على الأسئلة. دوام النجاح أصعب من بلوغه.
جويل اسم يترك وقعاً مؤثراً. مواسم وهي تقدّم برامج موضة و«لايف ستايل» على «إم بي سي»، فتُلهم المرأة الثقة بنفسها والعناية بكيانها. ثمة ما هو أعمق من مكياج على الوجه وتسريحة شعر. إنّها النظرة إلى الذات والتصالح مع المرايا. وقد يقول كثيرون «شو عبالها؟»، أسفار ومال وسعادة. البرنامج من تلفزيون الواقع، يُظهر الأم الرائعة والإنسانة خلف اسم تحوّل إلى «ماركة».
قبل سنة تقريباً، استضافها الإعلامي الإماراتي أنس بوخش عبر برنامجه على «يوتيوب»، فرتّبت له الأولويات: «أمٌ أولاً، سيدة أعمال، فزوجة». في «جويل بلا فلتر»، تبدو جويل الأم هدية لأولادها. وهم ثلاثة، أكبرهم بيلي من زوجها الأول، وإيلا من زوجها الحالي، وآخرهم نايثن، طفلها بالتبنّي وبهجة روحها.
كيف تعيش نجمة لديها نحو 19 مليون متابع على «إنستغرام»؟ أهلاً بنا إلى منزلها في دبي. على البوابة الرئيسية، حرفان: «JK»، جويل ماردينيان وزوجها كمال قدورة، أبوان لثلاثة أبناء، يأخذ أكبرهم قرار الدراسة في لندن، فترافقه الأم إلى وجهته للاطمئنان، مع دروس بالجملة عن تحضير الطعام وغسل الملابس والانتباه إلى النفس. مع ذلك، يفوته فصل الجراب الأحمر عن شراشف السرير البيضاء، فتفعل الغسالة فعلتها في إفساد المنظر.
جويل أمٌ حتى العظم، علاقتها بأولادها تُلهم الوعي والحب. سيدة التفاصيل، تُقحم نفسها في الصغيرة والكبيرة، تلاحق، تتابع، وتنفّذ. تقول للناس إنهم لا يعرفون وجهها الآخر، سريع الانفعال. فهم يرونها من خلال برامجها أو الفيديوهات والصور. ونوعها لا يستجدي العطف ولا يقدّم محتوى يحرّك الشفقة. فـ«الكوفيد» صعّب عليها النهوض، ومع ذلك لم توظّفه كمادة موجّهة للمشاعر. تردّ والدتها صوفي ماردينيان بأنّ السبب هو تحكّمها بمحتوى لا يحتمل الخواء. كان ذلك في جَمعة أصدقاء، وجويل التي لا تملك الوقت، «تخترعه» من أجل أحبّتها.
13 عاماً، وهي زوجة لكمال قدورة بعد زواج أول لم يستمر. يومها كانت في العشرين، أُغرمت تأثّراً بحكايات الأميرات في أفلام «ديزني»، وظنّت أنّ فارس الأحلام سيتفرّغ للتغزّل بجمالها ليل نهار. تسألها إيلا من تحب أكثر، والدها أم زوجها الأول؟ تعامل جويل أولادها كراشدين وتحدّثهم كأصدقائها: «آنذاك أحببتُ زوجي السابق، واليوم أحبّ والدكِ أكثر». تضحك الصغيرة لدهاء أمها.
جويل وعائلتها ومهنتها والصداقات والعلاقات، هو البرنامج، مع تنقلها بين دبي ولندن والمالديف، ومنزلها المفضل في فرنسا الذي تعرّض لمحاولة سرقة. تقدّم نفسها قريبة من الناس، إنسانة كسائر البشر، مع فارق في النجاح الكبير وليالي السهر الطويلة. نخرج بأصدق العبر: ملاعق الذهب لا تصنع أسماء عظيمة والنجاح أصله التعب.
لا تمنح جويل نفسها استراحة، ولا تريح هاتفها. يرافقها إلى فراشها وساعات الليل والفجر. تحيله على إجازة قصيرة وهي تستحم، فيما رأسها دوامة من التفكير والقلق. بلوغ القمة ثمنه التضحيات، فمرات كانت تترك أولادها بأشهرهم الأولى وتضطر إلى السفر. وحين تصوّر الغيوم من نافذة الطائرة، «شو عبالها؟»، يعلّق مَن يظنونها في نزهة.
البرنامج عن الاسم الذي حفرته بتعبها. لم تكن جويل من المتفوقات في المدرسة، وتحمل في داخلها ثورة على المناهج التعليمية وسيستم التلقين. تُكبّر في أولادها الذكاء الخلاق، قبل الاكتراث لجدول الضرب وشرارة الحرب العالمية الأولى. يُبيّن البرنامج تعاملها الإنساني معهم، بلا تمييز بين شاب وشابة. التربية واحدة.
يظهر الزوج متفهماً وداعماً، بشرط: «أخرجي الببغاء من المنزل! صوته لا يُحتمل». فجويل المتيّمة بفكرة التبنّي، تُكثر من حولها أفراد عائلتها، أكانوا بشراً أم حيوانات. المهم هي الأرواح الحيّة. يمتعض الزوج من وجود الكائن الملوّن المنتفض على رفضه له بإصدار أصوات عالية، ويخيّرها: «أنا أو هو». تعيده إلى المتجر والقلب يتقطّع.
ككل زوجين، تمرّ علاقتهما بمطبّات. تشعر جويل بأنها لم تعد سعيدة، وشيء في داخلها ما عاد يرفرف كطير. ولأنهما تؤمن بالعلم، تُقنع زوجها، بعد محاولات، بذهابهما إلى معالِجة تساعد الأزواج على التفاهم وتفكك مشكلاتهم. في كمال قدورة طباع تجعله حقيقياً في التعامل وردات الفعل. يشتد غضبه في مواقف، لكنه يمتلك من الحب ما يكفي ليحافظ على زوجته وعائلته، ولا يدع السوس ينخر فيفسد الفاكهة اللذيذة.
جويل كأكثرية النساء، عاطفية يُطيّبها الكلام اللطيف واللفتة الرومانسية. كأن يحضّر لها زوجها الفطور في سريرها، بعد جلسات مع المعالِجة، مُظهراً نية حسنة تجاه زواجهما. أما كمال حين يشعر بالغيرة، فـ«Oh my God» بصوت جويل! شاهدوا الحلقة الرابعة!
مسيرة من نجاحات الإعلامية اللبنانية من أصول أرمنية، تحرّك الفضول لاكتشاف المستور خلف أضوائها. سنوات، وفكرة البرنامج في رأسها، واليوم يتحقق الحلم. جويل شعلة طاقة، ولّادة أفكار، حالمة وساعية. وهي أم لعائلة غير تقليدية، يلقي أفرادها التحية على بعضهم بعضاً بعبارة «أي لوف يو» بدلاً من «صباح الخير» و«مساء النور».
يغادر الابن للدراسة في لندن، و«تحتل» الابنة على الفور غرفته. من خلالهما، تقدّم جويل للملايين وجهة نظرها في التربية والاستماع إلى رأي الطفل وتطوير مهاراته والعناية بصحته النفسية. تساعدها أمها التي تكبرها بـ16 عاماً فقط، وتحتضن معها عائلتها. إلا أنّ للزوج رأياً آخر: «أحبُها، لكنها تتدخّل في أشياء كثيرة». جويل تحيط الجميع بحب عظيم يغمرها، فلا يُبقي مكاناً لحسد أو حقد وشر. مَن يقدر على الحب يملك الكون.
«جويل بلا فلتر»... الوجه الآخر لنجمة حفرت اسمها
الجوانب المخفية في حياة أيقونة الجمال جويل ماردينيان
«جويل بلا فلتر»... الوجه الآخر لنجمة حفرت اسمها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة