«النواب» الليبي يستعد لتمرير حكومة باشاغا الأسبوع المقبل

عناصر أمنية تقوم باستعراض خلال حفل تخرج في العاصمة طرابلس أول من أمس (رويترز)
عناصر أمنية تقوم باستعراض خلال حفل تخرج في العاصمة طرابلس أول من أمس (رويترز)
TT

«النواب» الليبي يستعد لتمرير حكومة باشاغا الأسبوع المقبل

عناصر أمنية تقوم باستعراض خلال حفل تخرج في العاصمة طرابلس أول من أمس (رويترز)
عناصر أمنية تقوم باستعراض خلال حفل تخرج في العاصمة طرابلس أول من أمس (رويترز)

يستعد مجلس النواب الليبي لعقد جلسة لتمرير «حكومة الاستقرار» الجديدة، برئاسة فتحي باشاغا، ومنحها الثقة خلال الأسبوع المقبل. وفي غضون ذلك، سعت «حكومة الوحدة» الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لشرح مبادرته المثيرة للجدل بشأن توزيع القروض وقطع الأراضي على الشباب، التي سببت إرباكاً مصرفياً وأمنياً.
ومن المتوقع أن يعقد «المجلس الأعلى للدولة» اجتماعاً خلال الأيام المقبلة، بمقره في العاصمة طرابلس، للبت في مصير قرارات مجلس النواب الأخيرة المتعلقة بتغيير الحكومة وإجراء تعديل دستوري.
وطالب 53 من أعضاء مجلس الدولة، رئيسه، خالد المشري، في بيان مشترك، بعقد جلسة طارئة لإعلان الموقف الرسمي من هذه القرارات، بينما حدد مصدر في مجلس النواب يوم الـ28 من هذا الشهر موعداً للجلسة، التي ستعقد بمقره في مدينة طبرق (شرق)، بحضور عدد من السفراء العرب والأجانب، بالإضافة إلى المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز.
وقال محمد صوان، أحد أبرز قيادة «جماعة الإخوان» في ليبيا، ورئيس الحزب الديمقراطي، إنه بحث مع ويليامز، مساء أول من أمس، بطرابلس، «آخر المستجدات السياسية في ليبيا، والمسار التوافقي بين مجلسي النواب والدولة، وكذا دور الأمم المتحدة في دعم هذا المسار وإنجاحه».
وأكد عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، أنه «لا مجال للتراجع عن التعديل الحادي عشر، الذي ينظم الهيكل السياسي للدولة الليبية».
في المقابل، تعهد الدبيبة خلال مشاركته أمس في تدشين وزارة التخطيط لوحة المعلومات الإلكترونية لبرامج التنمية الحكومية، بالاستجابة الفورية لطلب موظفي وزارة التخطيط بزيادة الرواتب.
وطالب الدبيبة، الذي كان مقرراً أن يزور مدينة غريان، أمس، لحضور الاحتفال الرسمي والشعبي بمناسبة ذكرى ثورة 17 فبراير (شباط)، بطرح وزارة التخطيط برامج توعوية ليعرف المواطن ما تم صرفه في مدينته.
من جهتها، قالت وزارة التخطيط، إن «لوحة المعلومات الإلكترونية ستتضمن كافة مصروفات الحكومة»، موضحة أنها «ستيسر للجهات البحث عن كافة مصاريف المشروعات بكل شفافية».
وسعت حكومة الوحدة لتوضيح المبادرة المثيرة للجدل، التي دشنها رئيسها الدبيبة مؤخراً بشأن منح القروض السكنية للشباب والتأمين الصحي. وقال عادل جمعة، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، إن «المبادرة تتضمن استهداف الموظفين العاملين في الدولة، الذين تتراوح أعمارهم من 55 إلى 65 سنة بالتأمين الصحي، الذي بدأ صندوق التأمين الصحي فعلياً في هذا البرنامج، بإعداد بطاقات التأمين الصحي، وغيرها من الإجراءات بالتنسيق مع وكيل وزارة المالية لشؤون المؤسسات».
وأوضح جمعة أن «الشقق المستهدف توزيعها على الشباب لا تشمل المخصصة سابقاً للمواطنين»، مشيراً إلى أن «المستهدف هو توزيع الوحدات السكنية المتوقفة منذ ما يزيد عن 10 سنوات، ولم يتم تخصيصها سابقاً». وقال إن وزارة الشباب «حددت المخططات الخاصة بقطع الأراضي، التي سيتم توزيعها على الشباب في عدة مدن بالتنسيق مع هيئة التنمية العمرانية»، مشيراً إلى أنه «سيتم لاحقاً إعلان الشروط المطلوبة، وكيفية استقطاع قيمة القروض، التي ستكون خالية من الفوائد».
واضطرت قوات الأمن والجيش في عدة مدن إلى تحذير المواطنين من محاولة اقتحام بعض المناطق السكنية غير المكتملة الإنشاء، فيما رصدت وسائل إعلام محلية طوابير المواطنين على مقر مصرف الادخار بطرابلس للحصول على القروض، التي وعد الدبيبة بتوزيعها، رغم نفي المصرف البدء في توزيعها.
من جهتها، أعلنت وزارة العدل بحكومة «الوحدة»، جاهزية مشروع «قانون نبد خطاب الكراهية»، بعد استكمال صياغته النهائية. وأوضحت في بيان أن مشروع القانون، الذي أدرجته في إطار دعم الحكومة للمصالحة والعمل عليها، سيحال إلى مجلس النواب بعد عرضه على الحكومة.
من جهة ثانية، قال الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، إنه ناقش مساء أول من أمس مع ريتشارد نورلاند السفير الأميركي، وإريك ماير نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية، الوضع الاقتصادي والمالي، والإنفاق العام للعام الحالي. بالإضافة إلى ما وصفه بـ«التقدم الإيجابي في مشروع توحيد المصرف».
لكن السفارة الأميركية في ليبيا كشفت في المقابل النقاب عن أن الاجتماع بمثابة تمهيد لزيارة سيقوم بها الكبير خلال الشهر المقبل إلى العاصمة الأميركية واشنطن. وأوضحت في بيان أمس أنه تم خلال الاجتماع، الذي أطلع فيه الكبير، الوفد الأميركي، على آخر التطورات في التنفيذ المالي والضريبي في ليبيا، والتقدم المحرز نحو إعادة توحيد مصرفها المركزي، والاتفاق على أهمية الشفافية في دفع الرواتب والنفقات الحكومية الأساسية بانتظام لصالح الشعب الليبي، والحفاظ على استقلال وحياد مؤسسات الدولة، مثل مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».