محمد رياض: وجدت نفسي في أدوار الشر

أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه لم يفرض نجله على الوسط الفني

الفنان المصري محمد رياض
الفنان المصري محمد رياض
TT

محمد رياض: وجدت نفسي في أدوار الشر

الفنان المصري محمد رياض
الفنان المصري محمد رياض

قال الفنان المصري محمد رياض، إنه وجد نفسه في مساحات أدوار الشر، التي بات يقدمها كثيراً في أعماله الفنية، خلال السنوات الأخيرة، مبرراً ذلك بطبيعة مرحلته العمرية الحالية، التي لا تتناسب مع الأدوار الرومانسية التي اشتهر بها في بداياته الفنية. واعتبر رياض، في حوار مع «الشرق الأوسط» أن مسلسل «الحلم» الذي قام ببطولته أخيراً، عمل محظوظ لعرضه خارج موسم رمضان.
وكشف أنه لم يفرض نجله عمر على الوسط الفني، مشيراً إلى أنه لم يكن يفضل عمل نجله عمر في مجال الفن، لكنه احترم قراره، وأعرب رياض عن سعادته بتقبل الجمهور له، في الدورين اللذين قدمهما على الشاشة، وإلى نص الحوار:
> كيف تقيم دورك في مسلسل «الحلم»؟
أقدّم في هذا المسلسل شخصية «عماد الونش» التي لم أقدم مثلها من قبل، فقد أردت تجسيد شخصية أصنع بها تغييراً جذرياً في مشواري الفني، لا سيما أنني قدمت العام الماضي شخصية «الشيمي رضوان» في مسلسل «النمر» بمشاركة محمد عادل إمام، وكانت شخصية لرجل ثري منمق رغم عيوبه، وبالتالي أردت أن يكون الدور التالي للشيمي رضوان مغايراً تماماً، فتحدثت مع المخرج حسني صالح، عن شخصية «عماد الونش» التي أعتبرها مفاجأة عن كل ما قدمته في السابق، وكسبت الرهان على هذه الشخصية لأن ردود الأفعال أرضتني للغاية.
> لكنّ شخصيتي «الشيمي رضوان» و«عماد الونش» مصبوغتان بالشر؟
كل شخص منهما لديه نزعة شريرة، ولكنّ الاثنين من بيئات مختلفة، وأصحاب توجهات مغايرة، فـ«عماد الونش» شعبي أقرب للعشوائي، تربى في حي الجمالية وعاش في الدويقة، لكنّ الشر فيه ليس مطلقاً لأن ظروف حياته الأسرية، ونشأته اضطرته للهروب إلى الشارع، وهناك قابل تجار مخدرات، حتى أصبح واحداً منهم إلى أن نال جزاءه، وتم سجنه 10 سنوات، ثم يبحث عن العودة لحياته الطبيعية، ولكن بعد تأثر عائلته بالكامل بسبب أخطائه، عكس «الشيمي رضوان» تاجر الذهب الذي يتسم بنوع مختلف من الشر.
> وكيف كانت كواليس التصوير في حي الأسمرات الجديد؟
فوجئت به وبمدى الرقي فيه، وهذا دليل على أن الدولة المصرية بذلت مجهوداً كبيراً في الارتقاء بسكان الأحياء العشوائية، ونقلهم لحي محترم، يحفظ كرامتهم وإنسانيتهم، وقد جرى التصوير بمنتهى السلاسة، وأردنا نحن كصناع أن نصور هناك كي نبين كيف يمكن للبيئة المعيشية أن تؤثر على سلوك الأشخاص للأفضل، حيث تدور قصة العمل حول سكان المناطق العشوائية، الذين ينتقلون لحي الأسمرات، ويسكنون هناك، وإبراز التغييرات التي طرأت على حياتهم.
> وهل شعرت بالضيق جراء عرض المسلسل خارج رمضان؟
لا بالعكس، أنا أحمد الله على عرض مسلسل «الحلم» في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تزامن عرضه مع موجة الصقيع التي ضربت البلاد، التي أجبرت الجميع على البقاء في منازلهم، وهو ما انعكس بالإيجاب على نسب مشاهدة المسلسل، فالحظ كان له دور رائع في ذلك، وبالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن هذا العمل كان سيتعرض للظلم لو عرض في موسم رمضان، لأنه يحتاج إلى تركيز في المشاهدة بسبب طبيعة القضية الاجتماعية التي يناقشها.
> لكن من الملاحظ أن الشخصيات المغلفة بالشر باتت تستهويك بالآونة الأخيرة... لماذا؟
الأمر يعود لأسباب عديدة، منها طبيعة المرحلة العمرية التي أمر بها، فضلاً عن أنني استمتعت فنياً للغاية بأداء الشخصيات المغلفة بالشر بداية من تجسيدي لدور المحامي المتسلق والجشع في مسلسل «لعبة إبليس» مررواً بمسلسلات «ليالي الحلمية 6» و«كفر دلهاب»، و«رحيم» و«النمر»، فهذا الميل الذي اتجهت إليه أعطاني مساحة كبيرة لتجسيد أدوار لم يسبق لي تجسيدها من قبل، عكس السنوات الماضية التي كنت أجسد خلالها شخصية الفتى الرومانسي الخلوق الطيب، والشخصيات الشريرة أعطتني الفرصة لاختيار أوسع في الأدوار المعروضة عليّ وإيجاد نفسي فنياً، وكلها شخصيات مختلفة عن بعضها.
> كيف استقبلت أداء نجلك عمر في مسلسلي «أوضة وصالة» و«الحلم»؟
كان يتم سؤالي بشكل متكرر... هل تحب أن يعمل نجلك في مهنة التمثيل، وكنت أجيب بأنني لا أحبذ هذا مطلقاً، لأن التمثيل مهنة صعبة للغاية، ولكنه اختار أن يسلك طريق الفن، وعليّ احترام قراره، فهو درس الإعلام، وشارك في ورش تمثيل كثيرة للغاية، أحدثها في مركز الإبداع الفني، مع المخرج الكبير خالد جلال، أما عن تقييمي الشخصي له، فقد كان أكثر ما يقلقني بشأنه، هو مدى تقبل الجمهور له، لأن القبول هو أهم شيء لضمان النجاح، خصوصاً في التمثيل، لكن الحمد لله تقبله الجمهور بشكل جيد في الدورين، وقد اكتشفت أن لديه مقومات ممتازة، ستجعل منه نجماً في المستقبل، في مقدمتها ثقته بنفسه.
> هذا جيد... لكن البعض قد يفسر مشاركة عمر في عملين أحدهما من تأليف خاله عمرو محمود ياسين والثاني من بطولتك بأنها «محسوبية»؟
لا على الإطلاق، لأن هذه النظرة في اعتقادي الشخصي لم تعد موجودة حالياً، وفي الحقيقة كثير من المهن يتوارثها الأبناء، بحكم الاحتكاك بأهاليهم، فعمر تربى في بيت كله فنانون، وطبيعي أن يتأثر بنا، أما النجاح والقبول فهذا من عند الله، ولا يمكن لأحد فرضه، بدليل أن هناك أبناء فنانين لم يتقبلهم الجمهور، أو لأنهم لم يستهوهم المجال الفني من الأساس، وابتعدوا عنه بمحض إرادتهم، وعلى العكس هناك آخرون نجحوا للغاية في الفن وقدموا أعمالاً ممتازة مثل محمد عادل إمام وغيره، وبالنسبة لعمر ابني أنا لم أرشحه مطلقاً في مسلسل «الحلم»، ولكن المخرج حسني صالح، هو من اختاره، وقد فاجأني ذلك.
> وما أسباب اعتذارك عن عدم المشاركة في مسلسل «حي السيدة زينب»؟
أنا لم أعتذر عن عدم المشاركة، فالدور الذي رشحت له نال إعجابي، وكنت أحب العمل مع المخرج محمد النقلي، لكنني لم أصل لاتفاق نهائي مع الشركة المنتجة بخصوص الأجر المادي.
> وما الدور الذي تحلم بتقديمه مستقبلاً؟
أحلم بتقديم عمل سيكوباتي عميق، وأعتقد أن هذه الثيمة لم يتم تقديمها منذ فترة طويلة بالسينما أو التلفزيون، بعدما أصبح التركيز على ثيمة الانتقام، وأنا أرى أن الأدوار السيكوباتية تخرج طاقة تمثيلية كبيرة داخل الفنان، وأعظم مَن قدموها في مصر، كان «حمايا» الفنان الكبير الراحل محمود ياسين في فيلم «أين عقلي» وغيره.
> وجودك على «السوشيال ميديا» يتسم بأنه ضعيف مقارنة بزوجتك الفنانة رانيا محمود ياسين؟
أنا متابع جيد للسوشيال ميديا، لكني لست نشطاً أو مشاركاً جيداً بها، وهي بالنسبة لي مصدر جيد للأخبار الاجتماعية، وأنا أميل أكثر لموقع «يوتيوب»، وأشاهد عليه فيديوهات كثيرة من خلاله، عكس زوجتي رانيا التي تتسم بالتفاعل القوي عبر «فيسبوك».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».