عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> حيدر شياع البراك، سفير العراق في لبنان، التقى أول من أمس، وزير الصناعة اللبناني جورج بوشكيان، في مقر وزارة الصناعة في بيروت، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافةً إلى المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتي تخص الجانب الصناعي بين العراق ولبنان، كما استعرض الوزير زيارته إلى بغداد الشهر الماضي وافتتاحه معرض «صُنع في لبنان»، إضافةً إلى النية في توقيع مذكرات تفاهم فيما يخص المجال الصناعي بين البلدين.
> أكيو إيسوماتا، سفير اليابان لدى دولة الإمارات، استقبله أول من أمس، الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بقصره بمدينة صقر بن محمد، بمناسبة تسلمه مهام عمله الجديد، ورحب الشيخ سعود بالسفير، متمنياً له التوفيق في أداء مهام عمله، بما يسهم في تعزيز علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين الصديقين على مختلف الصعد. من جانبه، عبر السفير عن بالغ شكره لحاكم رأس الخيمة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
> سيبي جورج، سفير الهند لدى الكويت، استقبله أول من أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي الصباح، حيث تناول اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين الصديقين واستعراض آخر التطورات والمستجدات علي الساحتين الإقليمية والدولية. حضر اللقاء رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد صالح الصباح، ووكيل وزارة الدفاع بالندب الشيخ فهد جابر العلي الصباح، ووكيل الوزارة المساعد للتجهيز الخارجي الشيخة شمايل أحمد الخالد الصباح.
> لي بيغن، سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى موريتانيا، استقبله أول من أمس، وزير التجهيز والنقل الموريتاني محمدو أحمدو أمحيميد، بمكتبه في نواكشوط، وتناول اللقاء التعاون القائم بين البلدين وسبل تعزيزه وتطويره خصوصاً في مجالات تدخل القطاع.
> أمينة شيينه، سفيرة جمهورية المالديف لدى دولة الإمارات، استقبلها أول من أمس، ولي عهد عجمان الشيخ عمار بن حميد النعيمي، في ديوان الحاكم، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأعربت السفيرة عن سعادتها بلقاء ولي العهد، مشيدة بعمق العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وبلادها وبما تشهده الإمارات عامة وعجمان خاصة من نهضة حضارية شاملة في جميع الميادين.
> سعيد محمد خان، سفير جمهورية باكستان لدى فلسطين، التقى أول من أمس، مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، وأطلع مدير عام الدائرة السفيرَ على آخر تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع الصعبة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي. ومن جهته، أدان السفير الاعتداءات على السكان الفلسطينيين الذين تحاول إسرائيل إخلاءهم من منازلهم في حي الشيخ جراح والقدس برمتها، مشيراً إلى أن بلاده ترفض سياسة إسرائيل التوسعية في الأراضي الفلسطينية.
> ياسر سرور، سفير مصر في سراييفو، أقام أول من أمس، حفل استقبال لعدد من الصحافيين والمؤثرين على صفحات التواصل الاجتماعي بالبوسنة والهرسك، والذين تمت دعوتهم من جانب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للترويج للمقاصد السياحية المصرية المختلفة، حيث ستقوم البعثة الترويجية بزيارة عدد من المناطق السياحية في إطار برنامج مُكثف أعدته الهيئة. وتناول السفير الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية لتنشيط السياحة.
> شاهين بن شاكر عبد اللاييف، سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة العربية السعودية، التقى أول من أمس، عضو مجلس الشورى السعودي رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأذربيجانية فايز بن عبد الله الشهري، في مقر المجلس بالرياض، وأشاد الشهري بالعلاقات الثنائية بين السعودية وأذربيجان، مؤكداً حرص المملكة على تعزيز ما يجمع البلدين من علاقات وتنميتها. من جانبه، أثنى السفير على مستوى العلاقات التي تربط البلدين.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني محمد بن مبارك آل خليفة، بمناسبة تعيينه في منصبه، وأشاد نائب رئيس المجلس بالمستوى المتميز لعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين البلدين، وتطلعهما الدائم لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. من جانبه، أكد السفير حرص بلاده على المضيّ بعلاقات الصداقة مع مملكة البحرين لآفاق أرحب على المستويات كافة بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)