واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

مبادرة لدعم المجتمع المدني تصل إلى نحو مليون دولار

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة
TT
20

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

ضمن الجهود الأميركية لإيجاد الفرص المتكافئة للفلسطينيين والإسرائيليين من ناحية الأمن والازدهار، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عبر مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، عن منافسة مفتوحة للمشاريع التي تعزز مبدأ المساءلة وحقوق الإنسان في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضحت في إعلانها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن الوضع الأمني «المتغير» باستمرار في منطقة الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا الأوسع، مع وضع ذلك في الاعتبار، فإنها تطرح هذه المنافسة التي تركز على تمكين المجتمع المدني المستقل، وذلك عبر جمع وثائق حقوق الإنسان وأرشفتها، والاحتفاظ بها لدعم العدالة والمساءلة، وجهود المناصرة التي يقودها المجتمع المدني، والتي قد تشمل توثيق القطاع القانوني أو الأمني، وكذلك الانتهاكات الأخرى في حقوق السكن والأرض والملكية.
كما اعتبر الإعلان، أن هذه المنافسة هي لفهم الواقع والعمليات المتاحة للوصول إلى أفضل نتيجة، وسوف تنعكس بالسعي وراء الحقيقة والمساءلة، وإحياء الذكرى، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجين من الفظائع، مشترطة على المتقدمين تقديم خطة طوارئ مفصلة وتقييم المخاطر من أجل إظهار الوعي بالموقف والاستعداد لحالات الطوارئ، مبينة أن السقف الأعلى لهذه المبادرة يصل نحو مليون دولار، ويستمر العمل عليها مدة 3 أعوام.
وأفادت بأن المشاريع التي ستقدم إليها، يجب أن تعمل على إثبات قدرتها على تنفيذ البرامج في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، كما شجعت المتقدمين على إرسال الدروس المستفادة من البرمجة السابقة، التي توضح كيف عمل المنفذ بشكل آمن واستجاب للتحديات، والتعلم من كل من النجاحات والفشل، مضيفة: «يجب أن تهدف جميع البرامج إلى إحداث تأثير يؤدي إلى الإصلاحات، ويجب أن تتمتع بإمكانية الاستدامة بما يتجاوز موارد إدارة الحقوق الرقمية».
ورغم النهج المغاير لإدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلا أن العديد من المراقبين في الولايات المتحدة، يعتقدون أن هناك المزيد من الإجراءات التي يجب اتخاذها للمضي قدماً نحو تحقيق السلام بين الطرفين، والعمل على تحقيق هدف الدولتين.
وفي مقالة رأي لجيمس الزغبي رئيس منظمة «عرب أميركا»، قال إن إدارة الرئيس بايدن فشلت في الوفاء بالعديد من تعهداتها الانتخابية للفلسطينيين، فقد تحدث الرئيس عن «القيمة والقيمة المتساوية» للإسرائيليين والفلسطينيين، وأدان المستوطنات الإسرائيلية، وربط المساعدة السياسية والاقتصادية الأميركية لإسرائيل بسياساتها في الأراضي المحتلة، لكن بايدن فشل في إدراج أي لغة من هذا النوع في سياسته التنفيذية، معتبراً أن غياب ذلك هو السبب في عجز إدارة بايدن عن تحقيق أهدافها.
وانتقد الزغبي في مقالته المنشورة على مجلة «ذا ناشون»، إداريي بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، التي بلغت 360 مليون دولار، معتبراً أنه «مبلغ تافه»، مقارنة بالمساعدة السنوية التي تقدمها إسرائيل، والتي تبلغ 3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى تعزيز نظام الدفاع «القبة الحديدية». كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة تطوير البنية التحتية والوصول إلى الأسواق الأميركية، واللوائح الأميركية والتجارة الحرة والقضايا المالية والطاقة المتجددة والمبادرات البيئية، وربط الشركات الفلسطينية والأميركية، ومعالجة العقبات التي تعترض التنمية الاقتصادية الفلسطينية، وتعهد إدارة الرئيس بايدن بالعمل على تحقيق الازدهار واستتباب الأمن في الأراضي الفلسطينية.
يذكر أنه بعد خمسة أعوام من المقاطعة بين الفلسطينيين والأميركيين، التقى الطرفان نهاية العام الماضي، واتفقا على عدد من القضايا الحاسمة لدفع الازدهار الاقتصادي للشعب الفلسطيني، بما يؤدي إلى «دور حاسم في دفع هدف إدارة بايدن السياسي الشامل»، المتمثل بحل الدولتين، تنشأ فيه دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل.


مقالات ذات صلة

«اليونيسف»: 3500 طفل مهاجر قضوا في محاولات عبور المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة

العالم مهاجرون ينتظرون النزول من قارب خشبي بعد أن أنقذتهم سفينة خفر سواحل إسبانية يوم 18 يناير 2024 (رويترز)

«اليونيسف»: 3500 طفل مهاجر قضوا في محاولات عبور المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة

قضى نحو 3500 طفل مهاجر أو فُقدوا خلال السنوات العشر الماضية، لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، وفق منظمة «اليونيسف».

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد اجتماع الحوار الاقتصادي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عقد في بروكسل بعد انقطاع 6 سنوات (حساب وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك في «إكس»)

تركيا إلى التفاوض مع أميركا لإزالة الرسوم الجمركية الإضافية

تعتزم تركيا التفاوض مع الولايات المتحدة لإزالة الرسوم الجمركية الإضافية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. واستأنفت الحوار الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة لأنصار إمام أوغلو أمام «المجلس الأوروبي» بمدينة ستراسبورغ الفرنسية (أ.ف.ب)

«الاتحاد الأوروبي» يزيد الضغط على تركيا بعد اعتقال إمام أوغلو

زاد «الاتحاد الأوروبي» من ضغطه على تركيا على خلفية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بالبلاد بعد أسبوعين من اعتقاله.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب) play-circle

مجلس حقوق الإنسان الأممي يحضّ إسرائيل على «منع وقوع إبادة جماعية» بغزة

أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء استئناف إسرائيل هجومها على غزة، وحضّ الدولة العبرية على تحمّل مسؤوليتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج السفير عبد المحسن بن خثيلة خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان الأسبوع الماضي (البعثة السعودية في جنيف)

السعودية تؤكد أهمية بناء القدرات لحماية الأطفال سيبرانياً

أكدت السعودية على أهمية بناء القدرات لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، وذلك خلال بيان مشترك قدّمته نيابةً عن 75 دولة بمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)

فتحتْ السلطات المصرية تحقيقاً بشأن «رفض أحد المنتجعات في مدينة دهب بجنوب سيناء استقبال سائح إسرائيلي»، حسب ما كشفه مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط».

وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أفادت بأن سائحاً إسرائيلياً يُدعى يهودا شليزنجر، يسافر كثيراً إلى سيناء بمصر، تم إخباره بأنه لم يعد بإمكانه الإقامة في منتجع سبق أن زاره لأنه «إسرائيلي».

وحسب التقارير، حاول شليزنجر، البالغ من العمر 38 عاماً، حجز إجازة في «روكسي» (Rocksea)، وهو مخيم ساحلي أقام فيه مرتين سابقاً، لكنه تلقى رداً عبر البريد الإلكتروني يبلغه بأن «المواطنين الإسرائيليين غير مرحب بهم حالياً بسبب الوضع الحساس».

السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)
السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)

ونقلت التقارير عن شليزنجر قوله: «أزور سيناء منذ أكثر من عقد، عادة في فترة عيد الفصح وعيد العرش... لا تزال معظم الأماكن ترحب بي بحفاوة. كنت أرغب بالعودة إلى (روكسي) لتنظيمه الجيد وشاطئه الجميل، ولأنني أعرف مالكته، روكسي، وطاقم العمل، ولكن عندما تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني للحجز، تلقيت رداً مفاجئاً».

وأوضح أن إدارة المنتجع كتبت: «نظراً للوضع الحساس للغاية الحالي والمخاوف التي يبديها بعض ضيوفنا المحليين، نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستضافة زوار من إسرائيل».

ونشر شليزنجر صورةً من البريد الذي وصله من المنتجع، وتضمنت أنه «يُرجى العلم أن هذا القرار ليس شخصياً، ولا يستند إلى أي شكل من أشكال التمييز. إنه ببساطة انعكاس للأجواء المتوترة على الأرض حالياً، والتي علينا التعامل معها بحذر حرصاً على سلامة وراحة الجميع».

صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع
صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع

وزعم شليزنجر أن الرد جاء من مدير مصري، مضيفاً: «إنه أمرٌ مُثيرٌ للغضب. كيف يُرسلون لي بريداً إلكترونياً يُفيد بأنهم لا يقبلون الإسرائيليين ويدّعون أن الأمر ليس شخصياً؟ إنه أمرٌ شخصيٌّ للغاية. هذا مُوجّهٌ لجميع الإسرائيليين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «البدو في سيناء يرحبون بنا دائماً»، حسب تعبيره.

ورد السائح الإسرائيلي على إدارة المنتجع في رسالة إلكترونية قائلاً: «هذا قرار مروع، فعلى حد علمي هناك اتفاقية سلام بين إسرائيل ومصر».

وأثارت قصة هذا السائح جدلاً في إسرائيل، ونقلت التقارير الإسرائيلية أن إدارة «منتجع روكسي» أرسلت رداً على هذا الجدل جاء فيه: «أولاً وقبل كل شيء، نأسف بشدة لأن رسالتنا تسببت في أي ضرر - لم يكن هذا قصدنا أبداً. كان ردنا يهدف فقط إلى ضمان سلامة وراحة ورفاهية جميع ضيوفنا خلال فترة حساسة للغاية. وللأسف، يعكس هذا التوتر والاستقطاب الذي ذكرناه».

وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى إدارة «منتجع روكسي» للاستفسار عن أسباب هذا القرار، فأوضح أحد المسؤولين بالمنتجع (رافضاً ذكر اسمه) أن «من كتبت هذا البريد هي روكسي وهي سيدة ألمانية مالكة للمكان، ولا نعلم تفاصيل الأمر، خاصة أن هناك حالياً 5 سياح إسرائيليين بالمنتجع».

وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بروكسي، لكنها طلبت إرسال أي استفسارات عبر البريد الإلكتروني مع وعد بالرد عليها، ولم تفعل حتى كتابة هذه السطور.

منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)
منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)

بدوره كشف رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بمصر، محمد عامر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم فتح تحقيق في الواقعة لكشف جميع ملابساتها»، مشيراً إلى أن «المكان المذكور غير مرخص ضمن المنشآت السياحية من وزارة السياحة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه بعد التحقيق في الواقعة المذكورة».

وأوضح عامر: «المنشآت السياحية في سيناء، خصوصاً في طابا ونويبع بها مئات بل آلاف السائحين من إسرائيل حالياً، ويتم استقبالهم دوماً مثل أي سياح من أي دولة، لأن هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل، كما أن أنشطة السياحة ليست لها علاقة بأي أمور سياسية مطلقاً».

وأكد أن «القانون واضح بأنه لا تمييز على أساس اللون والعرق والجنس، ولا أي شيء آخر، وأي منشأة تفعل ذلك يصل الأمر إلى إلغاء الترخيص الخاص بها ومنعها من مزاولة النشاط».

وحسب المعلومات التي جمعتها «الشرق الأوسط»، فإن «روكسي» هو مخيم شاطئي في نويبع مملوك لفتاتين وشاب من ألمانيا هم روكسي وريكاردا ومايكل، ويزاول المخيم نشاطه منذ سنوات بالتنسيق مع سكان المنطقة من البدو كالعديد من المخيمات الأخرى في نوبيع وطابا التي تعمل في الأغلب دون ترخيص.

تجدر الإشارة إلى أن التقارير أفادت بأن سيناء استقبلت خلال الأيام الماضية نحو 40 ألف إسرائيلي لقضاء إجازة عيد الفصح، مع تأكيدات مصرية بأنهم مرحب بهم مثل جميع الجنسيات الأخرى.