من مدرسة الديرة الواقعة بين الجبال المنحوتة بطبيعة فنية، والرمال الذهبية الممزوجة بأصالة التاريخ، تستضيف العلا أرض الحضارات حواراً نسائياً تحت عنوان (امرأة لامرأة)، يجمع الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، والفنانة الأميركية ورائدة الأعمال إليشيا كيز.
تجمع الجلسة الحوارية التي تأتي تحت تنسيق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، سيدات طموحات يمثلن المستقبل، يلتقين تحت سقف واحد من مختلف القطاعات الثقافية والرياضية والعلمية وغيرها. وأشارت الجلسة في بدايتها إلى تقدير مشاركة النساء الحاضرات اللاتي يسهمن في تمهيد الطريق للفتيات والسيدات لإطلاق العنان لإمكانياتهن ما يخلق مستقبلاً واعداً.
ترتكز الجلسة على مناقشة الآراء وتبادلها عن الإجابات المتعلقة بالسؤال الجوهري: «كيف نطلق العنان لإمكانيات السيدات؟». واختيرت العلا موقعاً استثنائياً للجلسة الحوارية، لما فيها من تاريخ يعود إلى 200 ألف عام، ويتنوع ما بين الفنون والثقافة التي شُكل ونُحتت من الطبيعة النوعية للمحافظة.
يشارك في الحوار عدد من رائدات الأعمال والثقافة اللاتي يتقاسمن بدورهن الحكمة والخبرة التي تولدت بفضل التجارب المختلفة والمتعددة، وهن ديم البسام، ومنال الضويان، وسارة الراشد، وشهد الشهيل، وهالة دخيل، بالإضافة إلى الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز.
شمل الحوار العديد من العبارات المحفزة والداعمة لتطور المرأة، وتطرق للعديد من النقاط التي تتمحور حول التحديات والخيبات والمحفزات، التي قد تواجه النساء في حياتهن. وتحدثت الأميرة ريما بنت بندر قائلة، إنها تحاول فهم الفتيات في المملكة من خلال محاكاة سيرتهم والصعوبات التي يواجهنها، مضيفة: «عندما أعود إلى الولايات المتحدة، أود أن أُمثلكن لا أن أُمثل نفسي وذلك من خلال فهمكن». وأوصلت رسالة إلى جميع النساء مفادها أنها تتمنى أن يكون مفهوم حوار من المرأة إلى المرأة ملهم للنساء في السعودية وخارجها. فإن لم تتلق المرأة الدعم والإلهام من مثيلاتها فلتكن كل امرأة داعمة وملهمة للنساء من حولها. كما استكملت الفنانة إليشيا كيز الحوار بمداخلة مثمرة تمثلت في نقطة أساسية حين قالت: إن «آراء الآخرين غير مهمة، إذا كان لديكِ الثقة والمعرفة بنفسك وبإمكانياتك واختلافاتك. لا تنتظري أن يقول لك أحد (أنت تستطيعين)».
فيما تطرق الحوار الذي تجاوز الساعة إلى أن المساحة المعطاة للنساء، صنعت المعجزات. وأن حق المرأة في المساواة داعم أساسي لتطورها ونجاحها مهما كانت الظروف المحيطة بها.
ومع وتيرة الإنجازات المهنية والوطنية التي حققتها المرأة السعودية خلال مدة قصيرة، أشارت الأميرة ريما بنت بندر للشرق الأوسط إلى أنه، «خلال السنوات الخمس المقبلة، سنكتفي من الحديث عن ما يخص وضع المرأة السعودية، لأننا سنصل إلى مرحلة الحديث عن الوضع المشترك بين الرجال والنساء، فجميعنا نمثل مجتمعاً واحداً». وأضافت: «بفضل تطلعات رؤية 2030، سنعمل على التطور والارتقاء كمجتمع واحد وسنتوقف حينها عن المنافسة».
تمثل مدرسة الديرة صرحاً تعليمياً يقدم صفوفاً تدريبية مستمدة من التراث المحلي، وتتمحور حول أربع حِرف أساسية، هي السيراميك، والخوص، والتطريز، والمجوهرات. وتدرب المدرسة فتيات من أهالي العلا، وتقدم لهن الدعم الإبداعي والمهني لإنتاج منتجات طبيعية تمثل المنطقة وحضارتها.
وأشارت متدربات مدرسة الديرة لـ«الشرق الأوسط»، خلال الجلسة الحوارية إلى أنهن بدأن التدرب في المدرسة منذ ثلاث سنوات، عندما افتُتحت، وتحت أيادٍ احترافية من مختلف جنسيات العالم. وكانت المدرسة من منظورهن داعماً مادياً ومعنوياً للتطوير. وقد افتتحت أغلب فتيات المدرسة متاجر خاصة بهن، ما جعلهن رائدات أعمال طموحات ومستقلات.
وترتبط أهداف الجلسة الحوارية بالنتائج الملموسة التي خلقتها مدرسة الديرة ما جعلها موقعاً مثالياً لإقامة الحوار النسائي المشترك. وأهدت الفتيات في المدرسة بعض الأعمال اليدوية كتذكار إلى الأميرة ريما بنت بندر والفنانة أليشيا كيز. وبدورها عبرت الفنانة عن إعجابها بالأعمال التقليدية ذات الجودة الراقية والإنتاج المتقن، كما أنها ارتدت خلال جولتها من أعمال الفتيات المهداة.
واختتمت الجلسة الحوارية بصورة جماعية لجميع النساء الحاضرات بمختلف المناصب والأعراق وتوجت اللحظة الأخيرة بذكرى نسائية تدخل أرشيف دعم المرأة السعودية.
ساحات مدرسة الديرة تتحدث بأصوات نسائية في جلسة حوارية
ريما بنت بندر لـ«الشرق الأوسط»: سنعمل كمجتمع متساوٍ خلال السنوات الخمس المقبلة
ساحات مدرسة الديرة تتحدث بأصوات نسائية في جلسة حوارية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة