موضة «الكاب» تغازل الأسلوب المحافظ في الأزياء

الأنشطة الفنية الخليجية ساهمت في انتشارها

الفنانة اللبنانية إليسا بالكاب
دنيا وإيمي سمير غانم بالكاب ضمن حفل «جوي أورد» بالرياض
الفنانة اللبنانية إليسا بالكاب دنيا وإيمي سمير غانم بالكاب ضمن حفل «جوي أورد» بالرياض
TT

موضة «الكاب» تغازل الأسلوب المحافظ في الأزياء

الفنانة اللبنانية إليسا بالكاب
دنيا وإيمي سمير غانم بالكاب ضمن حفل «جوي أورد» بالرياض
الفنانة اللبنانية إليسا بالكاب دنيا وإيمي سمير غانم بالكاب ضمن حفل «جوي أورد» بالرياض

يصعد اتجاه لواجهة الموضة بينما يختفي آخر، ليس فقط وفقاً لذوق صناعها بينما ثمة عوامل عدة، اجتماعية وسياسية واقتصادية، تفرض متغيرات جديدة تبدل حسابات.
واحد من الصراعات القديمة الحديثة التي صعدت مؤخراً هي موضة الكاب أو بالإنجليزية الـ«cape» التي يرى خبراء أنها امتداد للموضة المحافظة وظهورها لحق المحافل الفنية التي أثرى بها الخليج المنطقة على مدار العامين الماضيين.
«الكاب» هو غطاء ينسدل من الكتفين وحتى أخمص القدمين، زي يعكس صورة خيالية مثل صورة البطل الذي يرتدي عباءة متدفقة مصحوبة أحياناً بغطاء للرأس. الكاب له دلالة تاريخية الغرض منها التغطية، لكنه شهد تطورات حتى بات الرفيق الأنيق للنجمات على السجاد الأحمر.
يعود تاريخ ظهور الكاب إلى العصور الوسطى في أوروبا، كان يرتديه الجميع من المسؤولين العسكريين والعائلة المالكة إلى العامة والأبطال الخارقين الوهميين. غالباً ما كانت المواد المستخدمة وأسلوب الخياطة واللون تعكس المكانة الاجتماعية، مثلاً كان اللون القرمزي عادة للمجتمع الراقي. في البدايات كان يُنظر لهذه القطعة باعتبارها رمزاً للسلطة ولذلك ترسخت في الأذهان وكأنها قطعة تميز الملوك. كذلك، تصميم الكاب كان له رمزية دينية لم تفرق بين الإسلام والمسيحية واليهودية. حسب تقرير نشرته «فوغ» البريطانية في مارس (آذار) 2021.
في بدايات القرن العشرين بدأت موضة «الكاب» تختفي من خزانة الرجال بينما تترسخ عميقاً في خزانة المرأة الأنيقة المنتمية إلى عائلات بارزة. ويُنسب للسيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأميركية، جاكلين كينيدي، أنها كانت أول من أضاف لمسة عصرية على تصميم «الكاب»، وقتما ظهرت بفستان مزود بأكتاف منسدلة وغطاء للرأس عام 1961 خلال حفل تنصيب زوجها جون إف كينيدي رئيساً، الفستان كان تعاوناً بينها وبين المصمم إيثان فرانكن.
يعود الفضل في ظهور موضة «الكاب» على ممشى عروض الأزياء، إلى الدار الإيطالية الراقية «بربري» التي أعادته بتفاصيل عصرية عام 2014، ومنذ ذلك الحين انتقلت موضة «الكاب» من القصور إلى الشارع. كما ينسب الفضل في تعزيز أناقة هذا التصميم إلى دوقة ساسكس، ميغان ميركل، التي لجأت لهذا التصميم في عدد من إطلالاتها، لا سيما مع دار الأزياء الراقية جيفينشي، قبل خروجها من القصر.
صحيح أن موضة «الكاب» لم تختف على مر العصور، لكن بيد من إطلالات النجمات الأخيرة أنها تعود بقوة، وثمة علاقة تربط صعود اتجاه الترفيه في الخليج بتصدر هذه الموضة.
يقول منسق ومصمم الأزياء اللبناني، أحمد عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط»: «صعود المحافل الفنية في دول الخليج، مثل موسم الرياض وفعاليات إكسبو دبي، كذلك حفل (جوي أورد) الأخير، كل هذا ساهم في صعود موضة «الكاب» إلى واجهة الموضة في العام الماضي ومتوقع أن تستمر لعام 2022». ويردف: «رواج المحافل الخليجية بثقافتها المحافظة يؤثر لا محالة على (الدريس كود) الخاص بالمناسبات الفنية، لأن البلد المستضيف للحفل يفرض ثقافته بصورة ضمنية، كنوع من التواصل واحترام الثقافات، قد تلتزم النجمات بنمط محافظ نسبياً إذا كانت الضيفة دولة خليجية، حتى في العالم الغربي هذه الثقافة سائدة، لذلك الكاب هو الخيار الأمثل للحد من التفاصيل المكشوفة لتصاميم الأزياء الراقية، هذا ما دفع المصممين العرب لاعتماد هذا النمط والإسهاب في تقديمه بصورة متنوعة».
وعن دخول المصممين العرب سباق موضة «الكاب» يقول مصمم الأزياء اللبناني: «المصممون العرب تحديداً كانوا يقدمون مجموعة محدودة بشكل غير متعمد لإضفاء الذوق المحافظ، لكن أتوقع أن القادم مزيد من الأنماط المحافظة سواء بتصميم الكاب أو خيارات أخرى تحقق التوازن بين الأناقة والمحافظة».
هيمن «الكاب» على إطلالات النجمات في حفل صناع الترفيه «جوي أورد» الذي احتضنته الرياض، بشكل يصعب إغفاله، وتعددت الأنماط بين كاب مقترناً بفستان أو جمبسوت، حتى إن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا حديثاً عن أنه أمر مُرتب من قبل القائمين على الحفل، ويعلق «عبد اللطيف» قائلاً: «قد تكون هذه الخطوة أتت عن طريق الصدفة، لكنّها حتماً استطاعت أن تضيف لمسة من الرقي والفخامة إلى إطلالاتهن، لجوء النجمات إلى الكاب كان الهدف منه الجمع ما بين الستايل المحافظ والدافئ في آن».
إليسا اختارت مثلاً فستاناً أسود من «ألكسندر ماكوين» اقترن بكاب وتزيّن عند المنطقة العلوية بالحبيبات البرّاقة، ويرى «عبد اللطيف» أن الاختيار لم يناسب قوام النجمة اللبنانية، في حين اختارت إيمي سمير غانم فستاناً أسود من المخمل أرفق بكاب مطرز، كذلك شقيقتها، دنيا سمير غانم، اختارت النمط نفسه لكن أقرنته بجمبسوت فضفاض، أما مقدمة البرامج اللبنانية ريا أبي راشد، اعتمدت ستايل «الكاب» باختيار فستان متطاير من خامة الشيفون.
صرعة الكاب تذكرنا بتفاصيل العباءة العربية، ربما الجذور مختلفة لكن الهدف قريب. من جانبه يرى «عبد اللطيف» هذه الصلة ويقول: «تنتمي موضة الكاب إلى فكرة العباءة والكيمونو وحتى الروب، جميعها تنتمي لثقافة القماش الفضفاض على الجسم وينسدل من الأكتاف وحتى نهاية الجسم، ما يوحي بأن الاحتشام مرتبط بعديد من الثقافات. لكن حالة الرواج التي رصدنا ملامحها مؤخراً هي انعكاس لانتعاش السوق السعودي الذي بات بارزاً حتى في الموضة. المصممون يقدمون مجموعات للسعودية تحديداً، هناك انفتاح حذر، أتصور أن يشهد مزيداً من التحرر».


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».