أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يعتصمون في «قصر العدل»

عدد من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام قصر العدل أمس (إ.ب.أ)
عدد من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام قصر العدل أمس (إ.ب.أ)
TT
20

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يعتصمون في «قصر العدل»

عدد من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام قصر العدل أمس (إ.ب.أ)
عدد من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام قصر العدل أمس (إ.ب.أ)

حذّر أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت من المماطلة في التحقيق، رافضين عرقلة مسار العدالة في القضية، وذلك في اعتصام أمام قصر العدل في بيروت نجحوا خلاله في الدخول إلى باحته الداخلية بعد تدافع مع القوى الأمنية، حيث التقوا رئيس مجلس القضاء الأعلى والرئيس الأول لمحاكم التمييز القاضي سهيل عبود.
ورفض الأهالي الخروج من قصر العدل قبل الحصول على جواب واضح من القضاء عن عمله في الأيام المقبلة بالنسبة للبت بطلبات الرد. وأفادت «الوكالة الوطنية» الرسمية أنه حصل لقاء بين وفد من أهالي الضحايا والناشطين مع القاضي سهيل عبود، الذي وعد باستمرار عمل القاضية رولا المصري للبت بهذا القرار، موضحاً «أنها لم تأخذ قراراً بالرد رفضاً أو قبولاً بسبب استمرار درسها للملف بروية وعناية».
وبدأ أهالي ضحايا انفجار المرفأ اعتصامهم صباحاً أمام قصر العدل في بيروت، ورفعوا لافتات وأعلاماً لبنانية وصور الضحايا وأقفلوا مداخل قصر العدل، مطالبين بـ«دعم العدالة والإسراع ببت طلبات الرد التي تعرقل مسار التحقيق ومسار العدالة، ودعم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لاستئناف عمله وتحقيقاته بعد كفّ يده لمدة شهرين بسبب عدم بت طلبات الرد»، كذلك طالبوا رئيسة الغرفة الثانية لمحكمة التمييز القاضية رولا المصري بـ«عدم تمييع قضيتهم من خلال التأخير في البت بهذا الموضوع»، وهو ما يؤدي حتى الآن إلى إيقاف عمل القاضي البيطار.
ولفت وليم نون، شقيق إحدى الضحايا، في تصريح لـ«الوكالة الوطنية»، إلى أن «هناك طلب رد ضد القاضي طارق البيطار، والقاضية رولا المصري لم تحضر للبت في هذا الموضوع»، مشيراً إلى أنه «كان من المفترض أن تبت بهذا الشأن منذ أسبوع، وحتى اليوم لم تحضر، ما يؤكد تمييع التعاطي مع هذه القضية وهذا غير مقبول بتاتاً من قبل أهالي الشهداء».
بدوره، لفت الناشط والصحافي سمير سكاف إلى «استمرار تمييع ملف التحقيق العدلي، واستلشاق قضائي وهذا غير مبرر ومقبول، لأن تعاطي قضاء العجلة والعادي مع قضية التحقيق هو أقل من عادي، وكأنه ملف غير مهم طال تدمير ثلث بيروت وأكثر من 200 شهيد وآلاف الجرحى وتدمير ممتلكات ومصالح وغيرها، وهذا مرفوض».
وقال: «نحن نقف مع أهالي الضحايا ونطلب من كل القضاء تسهيل التحقيق، ولدينا خوف من تضييع العدالة والحقيقة وخوف من كفّ يد القاضي البيطار وهو منذ شهرين متوقف عن العمل بالملف، وخوف من ضرب التحقيق».
ويأتي تحرك الأهالي في ظل استمرار عرقلة التحقيق وتكبيل عمل القاضي البيطار عبر الضغوط السياسية التي يتعرض لها، لا سيما عبر ما يعرف بطلبات الرد التي يقدمها النواب والوزراء السابقون بهدف كفّ يده. وأدت طلبات الرد إلى توقيف عمله وهو ما حصل مرات عدة آخرها نتيجة دعوى مخاصمة الدولة المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس، بسبب ما سمّاه «الأخطاء الجسيمة» التي ارتكبها البيطار، على خلفية الادعاء عليه وإصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، والثاني أمام محكمة التمييز المدنية برئاسة القاضية رولا المصري، المكلفة بالنظر بدعوى رد رئيس الغرفة الأولى لمحكمة التمييز القاضي ناجي عيد الموكل إليه البت بدعوى تنحية القاضي البيطار.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.